الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية و إعدام مرسي

حميد المصباحي

2015 / 5 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الإعدام في مجال السياسة,تطرف و اندفاع,فمادامت الديمقراطية تهذيب لغريزة القتل و طرد لها,فلا معنى لإعدام خصم حتى لو صار عدوا,أو مارس ما يوجب اعتباره بمرتبة الأعداء,فقد عاش العالم العربي,حالات تصفية الرفيق لرفيقه بدوافع شتى, كانت الإيديولوجيات تورث الحقد,و العل,بدوافع طبقية أو عرقية أو دينية,و كانت كناك الدعوات الثورية ,التي لا تعترف بالثورة إلا إن كانت دموية,فلا ثورة إلا على أشلاء القتلى و المعدمين,شنقا أو ذبحا أو رميا بالرصاص,ترى هل يمكن قبول الإعدام في ظل أنظمة ديمقراطية أو على الأقل متطلعة للديمقراطية ؟؟؟
1)إعدام مرسي
مهما كانت مبررات النظام و المجتمع السياسي المصري,فإن إعلان إعدام رئيس سابق,كيفما كان انتماؤه السياسي,لا يمكن استصاغتها,نعم كانت هنالك أخطاء,و تجاوزات,من طرف الجماعة التي ينتمي إليها,و كان مرسي محرضا على العنف و ربما حاثا عليه و مخططا له,لكن ما الذي تربحه مصر و القضاء المصري و التاريخ المصري من إعدام مرسي,غير تأجيج الصراعات,التي لن يلام فيها إلا الديمقراطيون الوطنيون الحريصون على تجاوز منطق الإنتقام,الذي ذاقوا ويلاته في تاريخهم السياسي,كاشتراكيين و شيوعيين و ديمقراطيين,صحيح أن مرسي و من معه,لو ظفروا بخصومهم,لقتلوهم تقتيلا, و مع ذلك,فإن الديمقاطية تعلم أتباعها و مناصريها التسامح,لأنها دعوة مدنية,بينما الدعوات الإخوانية تدعو للعنف و القتل و التصفية,هذا مفهوم, و مهما يكن,فإن الردود العقلانية و الأخلاقية على خصوم الدولة المدنية الديمقراطية ,لا يجب أن يكون غريزيا و انتقاميا,أي الإعدام.
2)حياة الخصوم
مهمة حتى لو تحولوا إلى أعداء,فالديمقراطية تفترض اختلافات في الرأي,و تهذيبا للسلوكات الجماعية و الفردية,و لا معنى لوجود تيار واحد,أحادي,و لا يمكنه ممارسة الديمقراطية,و بذلك فإن الديمقراطية حريصة على حياة الخصوم ,مهما كانت درجة هذه الخصومة و دوافعها,بل إنها تقبل بوجود أعداء,يمكنهم مراجعة مواقفهم و التراجع عما يهدد الوطن فيها و يمس مصالحه و قيمه المشتركة,و التي لتصير كذلك,على الأحرار أن يقبلوا بوجود من لا يتفقون معهم,ويصارعونهم,إلى حين اقتناعه بحضارية الديمقراطية و حاجة السلم الأهلي لها.
3)إعدام الساسة
قد تناقش إجراءات الإعدام في حق المجرمين, و خونة الوطن الذين ارتزقوا ماليا ,و تبت ما يؤكد ذلك,لكن الساسة,الذين يقدرون تقديرات سياسية,تنتهي بالفشل لتنظيماتهم و أحزابهم,سواء في الثورات أو ممارسة الحكم,لا ينبغي بعد سقوطهم,قتلهم,فمهما كانت الأخطاء,فقد حاولوا حسب قدرتهم و فهمهم,المساهمة في تحقيق غايات بدت لهم محققة للعدالة والرفاهية,هم يخطئون,كما أخطأ غيرهم,و يمكن أن يحاسبوا و يعاقبوا,إلا بالقتل و الإعدام,فتلك خسارة للديمقراطية والديمقراطيين.
خلاصات.
نحن لسنا مثل الإسلاميين,نختلف معهم لكننا كما هي عادتنا,ندافع عن حقهم في الحياة,و حق كل ممارسي السياسة,بهذا نحن نختلف عنهم,فلسنا دعاة انتقام مرضيين مثلهم,و نعلم أنهم لو ظفروا بنا لقتلونا,و مع ذلك,نريد حفظ كرامتهم و صون حياتهم,لا مجاملة لهم,أو خوفا من تصفيتهم,بل اختراما لمبدأ الديمقراطية,التي طالما استغلوها لتصفية الديمقراطيين و الإشتراكيين و الحداثيين.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في