الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برشلونة وريال ومدريد

حسين علي الحمداني

2015 / 5 / 20
كتابات ساخرة


على الرغم من إنني لست من هواة متابعة الدوريات الأوربية وبالذات الدوري الإسباني الذي يشغل العالم بأسره وليس فقط أبناء العراق الذين انقسموا ما بين الريال والبرشا شأنهم في ذلك شأن كل العالم، إلا أنني أجد في هذا الانقسام الرياضي ما يعطي ثمة إيجابية كبيرة تجعلنا نفرح كثيرا عندما نقرأ على الجدران عبارات( البرشا وبس والباقي خس)أو( كرستيانوا البطل)و( ميسي قاهر الحراس) وهي عبارات وإن كان البعض يجد فيها تشويها للجدران الأسيجة لا سيما أسيجة المدارس إلا إن ذات الأسيجة كانت تتحمل عنوة في السنوات الماضية شعارات قاتلة وطائفية،وحتى الحوارات في المدارس والمقاهي والدوائر الحكومية عندما تكون عن (الكلاسيكو) أفضل مما تكون (طائفية).
وقبل أيام قادتني الصدفة لأن ادخل دائرة حكومية ووجدت الموظفين في بداية الدوام يناقشون مباراة ليلة ألأمس التي تابعها أكثر من مليار و400 مليون مشاهد في كل العالم ولأن معاملتي كانت عند موظف وجدته متحمسا لفوز البرشا وحصوله على (الليغا) اي الدوري الأسباني كما فهمت فيما بعد، كان يتحدث بنشوة المنتصر رياضيا، نظر إلي فقال تفضل أخي،قلت له هذه معاملتي تحتاج لإمضاء أنيق منك كأناقة (ميسي) تفحص الرجل معاملتي وقال (شوفوا مشجعي برشلونة ) كيف يتكلمون بأناقة ونظر إلي مبتسما منجزا معاملتي بكل أناقة فشعرت لحظتها إننا تجاوزنا مؤقتا مناطق خوف كثيرة كنت أخشى أن أمر بها فيما لو وجهت لي أسئلة تقليدية كالتي يمارسها البعض أو مارسها في السنوات الماضية .
فكرت كثيرا بالريال والبرشا،مانشستر وتشلسي،الأهلي والزمالك ، الزوراء والطلبة، والكثير من الثنائيات الإيجابية التي من الممكن أن تجمعنا حتى وإن تقاطعنا في التشجيع واختلفنا لكننا لا نصل لمرحلة الحرب وسفك الدماء ونصب السيطرات الوهمية بحثا عن مشجعي هذا النادي أو ذاك.. توصلت لنتائج إيجابية بأننا بإمكاننا أن نتجاوز ما نحن فيه الآن من (طائفية ) حاولت قوى خارجية أن تزرعها فينا لتفرقنا،بل لتقتلنا عبر قتلنا لبعضنا البعض،ربما يقول البعض بأنني ساذج في تفكيري هذا،لكن أجد بأن حتى تلاميذ مدرستي حين اسمع حواراتهم عن (البرشا والريال) اشعر بأن هؤلاء لا يمكن أن يفكروا يوما بأن يسأل أحدهم الآخر (انت سني أم شيعي)،بل أنت ريالي أو برشلوني،لا يمكن أن يصل الإختلاف بين تشجيع الريال أن يقتل البرشلوني زميلة على (ناديه) كما حصل لنا على( الهوية).
عدت للبيت فرحا،سالت أبني انت برشلوني لو ريالي قال أنا برشلوني وأخذنا الدوري،سالت الآخر وأكيد انت برشلوني مثل أخوك .. قال لا أنا ريالي، فقلت لهم كيف هذا انتم أخوة؟ ضحكا وقال الكبير وإذا أخوة هل يعني هذا أن نشجع بالوراثة؟ لا طبعا ولكن أخشى في (الدربي أو الكلاسيكو)أن تتشاجرا ويحصل ما لا يحمد عقباه، قالوا بصوت واحد لن يحصل هذا ولم يحصل من قبل كل ما في الأمر الفائز يقول للخاسر(هاردلك).لكني مع هذا أنا سألتزم الحياد ألإيجابي وأشجع الريال مدريد وبرشلونة واللعب النظيف كما يقولون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي