الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدميرة
عبدالمنعم عبدالعظبم
2015 / 5 / 21مواضيع وابحاث سياسية
الدميرة
كتب عبالمنعم عبدالعظبم
تشدنى الزكريات الى أيام فيضان النيل النهر العظيم شريان الحياة فى بلدى ومصدر الحياة والخصب والخضرة والنماء حيت تصبح مصر عروسا تتهيأ لليلة زفافها الى هذا النهر الخالد الذى يؤتى حاملا لها الطمى والغرين ليغمر ارض مصر بالخير وتسيل دموع ايزيس لتملىء النهر بعد أيام التحاريق فينصب الغرين على ضفتيه انصبابا
يقيم بها حتى يشبعها ثم ينحسر عنها فيتركها صالحة لاستقبال الحياة فإذا ماالقى عليها الحب خرج نباته باذن الله
فى الدميرة يتحول النيل الهادىء الوديع الى وحش كاسر ومارد مدمر يغرق ويهدم
من اسماء مصر تا مرى تى ارض الفاس والفلاحة ومنها الدميرة التى تعنى تهيئة الأرض لاستقبال الفيضان
ولان الفيضان يؤتى هادرا فيحطم الجسور ويغرق القرى يتعاون كل الناس فى مواجهته ومحاولة ترويضه
وقد ابتكر المصريون منذ أيام الفراعنة تقسيم الأرض الزراعية مابين جسر النهر الى الهضبة الى أحواض احاطوها بجسر سميك فاذا فاض النيل يملىء هذه الاحولض التى تفتح على بعضها حتى تستوعب هذه الأحواض ضغط الفيضان وتتحول الرقعة الزراعية الى أحواض هائلة مليئة بالماء ويظل الماء ساكنا فيها حوالى شهرين قبل ان يبذء قى الانحسار وعندما يهبط النيل تعود هذه المباه اليه تاركة طبقة من الغرين والأسماك الصغيرة ويبدء الفلاح فى الزرع ذلك هو نظام رى الحياض الذى اختفى بعد بناء السد العالى ومازالت السواقى والشواديف والطنابير تحكى معنا قصة فلاح الدميرة
وارتبطت الدميرة بالسخرة فمنذ العصر الرومانى بعد ان كانت مواجهة عسف النهر طواعية يتعاون كل الناس فى بناء الجسور وسد الثغور أصبحت إجبارية فيما عرف فى التاريخ بالخدمة الوضيعة يفرض فيها العمل كرها على الفلاحين فى بناء الجسور والسدود وشق الترع وكذلك كانت تسخر دواب الفلاحين
كان منزلنا فى ارمنت يقع على شاطىء ترعة سواحل ارمنت تأتى الدميرة فتنساب المبأة فى الترعة الجافة المتشققه وفى سريانها تملىء الشقوق وتخرج الفئران والعقارب والثعابين ويجتمع الناس بعصيهم لقتل الثعابين والفئرلن والعقارب ونظل امام منازلنا ندفع هذه الهوام حتى لاتدخل بيوتنا حتى تمتلىء الترعة بالماء فنجلس لصيد السمك ثم السباحة فى الترعة فنصاب بالبلهارسيا ونذهب لعلاجها بحقن الطرطير المقىء ثم نعاود الكرة وفى مرة تورم زراعى فحرمت على نقسى الحقن وظلت البلهارسيا تلازمنى حتى ظهر العلاح بالأقراص
وبعد الفيضلن كنت ازرع المساحة امام منزلى بالجرجير والبقدونس والخس وكل مايحتاحه البيت وعندما تجف الترعة كنت استخرج تصريحا من الرى لاستغلال الطمى قى صناعة الطوب التى كان تصنيع الالف طوبة يكلفنى ثلاثون قرشا وأبيع الإلف بخمسون قرشا حتى يأتى فيضان جديد
وبعد بناء السد العالى تم ضيط ايراد النهر واخنفي الغرين وظل الاطماء يهدد بحيرة السد العالى وقابلت فى موسكو احد الروس من بناة السد وقال لى خسارة كنا نجهز قلا بات ضخمة على عوامات لتقلب مياه البحيرة لتحافظ على الغرين بعد تذويبه فى الماء ولكن لم يسال عنها احد
وفى دراسة أجراها المهندس مدحت محمد كمال رئيس هيئة المساحة الحالى مع فريق بحثي ان البحيرة يهددها الاطماء الذى يتزايد ولابد من رفع الطمى واستغلاله فى استصلاح الصحراء وتصنيع الطوب اللبن ولكن الحكومة فى وادى أخر
زكريات كثيرة جرفها معه بحر الدميرة وتركنى على الترعة التى تحولت الى مساكن حجبت الخضرة والتضرة وكل شىء جميل
عبدالمنعم عبدالعظيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصر مصر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي
.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه
.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر
.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة
.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال