الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميلة المحيا لكنها لئيمة

دينا سليم حنحن

2015 / 5 / 21
الادب والفن


جميلة المحيا لكنها لئيمة

سألتها: لماذا تتركين الكتب العربية متناثرة مثل الأضرحة المكفنة أرضا وأنت المشرفة المسؤولة عنها في هذه المكتبة العامة؟
هي: ومن أنتِ لكي تسألينني هذا السؤال؟
أنا من تبحث عن الكتاب في أروقة منسية فيما وراء البحار فغرقت بمتاهات وجهكِ القاسي.
هي: ماذا تقصدين؟
ألا تفقهين العربية يا أيتها السيدة الحمقاء؟
هي: أنا حمقاء؟
نعم وأكبر حمقاء، فمن تحصل على هكذا منصب ولا تعتني بآداب اللغة العربية تكون أكبر مهملة، لماذا لا تنسقين المؤلفات وتحترمينها وتجددين القديم وتأتين بالجديد؟
هي: أنا بالكاد أقرأ العربية، ثم ما بالك تغسلينني بكلامك القاسي هذا، هل تطمعين بوظيفتي؟
إن لم أقسو عليكِ فعلى من أقسو يا أيتها التعيسة، إنك تسببين لنا التعاسة هنا باهمالك أجمل ما ننتجه في الحياة، أقصد نحن الكتّاب والقراء.
قالت مستهزئة: وأين هم القراء العرب، أنت هنا منذ ساعة، هل سقطت عينكِ على قاريء دخل هذا القسم؟
غلبتني وذكرتني بأن أمة اقرأ لا تقرأ، تركتها وبحثت عن كتاب، اخترت أجمل الكتب الموجودة هناك، حتى لو كانت قديمة، (عالم بلا خرائط) وضعت داخله قصاصة ودوّنت ايميلي وطلبت ممن تقع يده على هذا الكتاب أن يتصل بي، أنفع حيلة أدرك من خلالها إن كان المغتربون مهتمون بالقراءة، لكني أدركت جيدا أن القرّاء القدماء يخشون التعامل مع شيء اسمه تقنية حديثة وفاتهم قطار العطاء، فقررت تدوين رقم موبايلي... لكني وقعت على حقيقة مرّة أخرى، وهي أن المهتمون بالقراءة أكيد فقراء فلن يكونوا أسخياء ويتصلون مع مجهول ويخسرون التكلفة.
سأنتظر لأدرك حقيقة أخرى وهي أننا بخلاء أيضا، نعم بخلاء على أنفسنا وعلى عقولنا، أدرك تماما أن موبايلي لن يرن، كما أدرك أننا المثقفون هنا نموت موتا بطيئا دون أن يدري بنا أحد.
فيا سفراء دولنا العربية اهتموا بنا قليلا...أرسلوا لنا الكتب فالمجالات مفتوحة على مصراعيها. يا سفراء العالم المهتمون بالهجرة، لا ترسلوا لنا من يقف في طابور حوانيت الذهب ليقتني ذهبا لعروس مسكينة بقيمة مليون كتاب، حتى يتملك وينجب منها طابورا من الأطفال، ويطالبها بعد ذلك ببيع صيغتها ليضعها على طاولة القمار، أو لينفقها على التعاطي، فمركز الرعاية يكون حاضرا دائما لسدّ نفقات الزوج الذي يتخلى عن زوجه وأطفاله، إن حصل وتركها أيضا ...
هل تدركين ما قيمة الكتاب أيتها المهملة الغبية الآن، وهل من سامع؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف