الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهلال الشيعي والمخاطر المحدقة حول وحدة العراق

مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)

2015 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الدخول في موضوعة العلاقات والاحترام المتبادل وحسن الجوار بين الدول وعدم التدخل أكدناها في أكثر من موقع ومقال وبقى موقفنا ثابتاً على ضرورة النوعية في العلاقات بين الدول وشعوبها التي يجب أن يكون على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والمضي إلى خلق مستلزمات الأمن والسلام ليشمل المنطقة والعالم، وفي سياق ذلك اشرنا بتحسين علاقات العراق بدول الجوار وبخاصة تركيا وإيران والدول العربية وعدم الدخول في الصراعات الداخلية ومنع التدخل في الشأن العراقي الداخلي من أي دولة كانتْ.
الموضوع المستجد بالرغم من وضوحه في الماضي بما حملته التصريحات من التأكيدات التي انطلقت من قبل بعض المسؤولين الكبار في الدولة الإيرانية هو اعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري لوكالة أنباء "فارس " بصراحة التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى " تدخلنا باليمن وسوريا لتوسيع خارطة الهلال الشيعي " واستمر في تأكيده أن " الغرب يخشى الهلال الشيعي، لأنه موجه كالسيف في قلب الكيان الصهيوني" وعلى حد نكتة احد السياسيين ــ قلب الصهيونية أين واليمن أين!!" أما ما قاله بخصوص التدخل في العراق فقد أشار محمد علي جعفري أن " تسليح ( 100 ) ألف من الشباب الثوري والمؤمن في قوات "الحشد الشعبي" التي قاتلت وأوجدت رصيدا عظيما للدفاع عن الإسلام والسيادة الإسلامية والثورة الإيرانية في المنطقة " أي أنهم سلحوا( 100 ) ألف شاب ليس لمحاربة الإرهاب وداعش فحسب بل للدفاع عن الثورة الإيرانية في المنطقة، وبالقلم العريض هذا الكم الكبير من المسلحين بالامكان تشكيل العديد من الفرق العسكرية منه وسوف تكون له مهمات أخرى بعد الانتهاء من داعش داخلياً، ومهمات خارج العراق ولنا أسوة سيئة بالذين يقاتلون في سوريا ولبنان وأخيراً وليس آخراً في اليمن وغيرها، وتبرز في هذا السياق أسئلة يطرحها العقل الوطني العراقي
ــــ كيف تم تسليح هؤلاء الشبان وعن أي طريق؟
ــــ كيف وافقت الحكومات العراقية وبخاصة منذ حكومة إبراهيم الجعفري وخلفه نوري المالكي على تسليح هذا الكم الذي يضاهي قوة أي جيش في المنطقة؟
ـــــ أهناك مخطط لجعل هذا الجيش حرساً وطنياً يعتمد على مكون واحد؟
ــــ أكان التسليح تحت إشراف الدولة أو الحكومة أو القائد العام للقوات المسلحة أو أية مؤسسة أمنية أو هكذا " هوسة حتى يضيع الخيط والعصفور" كما يقال؟.
ــــ من يضمن أن هذا الكم المتكون من تنظيمات مسلحة سابقة لا يستعمل في تصفية الحسابات بشكل طائفي مما يجعل الحرب الأهلية حقيقة لا لبس فيها ولا تضليل؟ .
نحن لا نعتقد أن الحكومة العراقية السابقة والحالية لا تعرف بما يدور من تسليح ودعم مادي ومعنوي والمشاركة أمام الاعترافات المتتالية من قبل البعض من الزعماء الإيرانيين، رجال دين وسياسيين أو عسكريين، ولا نعرف هل الحكومة تعرف كميات الأسلحة وأنواعها وأين تخبئ أو تجمع ومن هم المشرفون عليها! فإلى الآن لم تنطق الحكومات المذكورة بأي كلمة حول هذا الموضوع ولا بد في هذا المجال القول أن " السكوت من علامات الرضا ".
في العراق وبعد عام 2003 سمعنا العديد من المسميات على مواضيع عديدة لكن أغربها ما أطلقه الأمريكان على بعض المناطق التي تنشط فيها القوى الإرهابية وبخاصة القاعدة تسمية " المثلث السني " ولم تخلو نشرات الأخبار والمقابلات التلفزيونية وأكثرية الصحف العراقية من ذكر ووصف المثلث السني وحتى التصريحات الطائفية كان وصف المثلث رقصة على ألسنتهم وكأن العراق أصبح مجموعة مثلثات ، وهذا يعني أن المناطق التي تشكل شبه مثلث وتسكنها أكثرية سنية، في حينها وقفنا بالضد من التسمية باعتبارها تسمية طائفية، وبعد تقليص نفوذ منظمة القاعدة الإرهابية بدأت التسمية تختفي رويداً رويداً، إلا أن تسمية أخرى ظهرت بدلاً عن الأولى وبما يسمى بــ " الهلال الشيعي " هذه الجملة سمعناها منذ سنين على لسان ملك الدولة الأردنية الهاشمية عبد الله بن الحسين وفي حينها وقفنا بالضد من المعنى واشرنا أن لا هلال يقسم الدول العربية وبخاصة العراق ولهذا قام الملك عبد الله بن الحسين بتفسير المعنى مؤكداً انه لا يعني التقسيم ولا الطائفية، ويبدو انه تراجع في التفسير مما أدى إلى تجاوز الموضوع لكنه بقى بين الشد والإرخاء، فمن جهة بقت فكرة تنفيذ خارطة الهلال الشيعي في عقول الطائفيين العراقيين والإيرانيين وبين فكرة رفض الملايين في المنطقة والعراق الفكرة شكلاً وتفصيلاً لأنها تعني أول ما تعني تقسيم المنطقة بدلاً من توفير مستلزمات الوحدة على مستوى الداخلي للبلدان والوحدة في المواقف تجاه المحاولات الاستعمارية للهيمنة والاستغلال .
إذن وكما نرى أن التدخل أصبح ملازماً لا بل جزء من السياسة الرسمية لإيران بعد كشف الحجاب تماماً عن نية حكام طهران اعتبار بغداد عاصمة الإمبراطورية الإيرانية وهذه السياسة التي تعتمد على جزء من تعليمات تصدير الثورة الإيرانية وولاية الفقيه لم تنكفئ يوماً إلى الوراء بل كان يجري التعتيم عليه، والعجيب في الأمر لم نجد لا الحكومة العراقية ولا أكثرية القوى المتنفذة شجبت وتشجب هذه التدخلات إلا بعض الأصوات الخجلة التي تشبه الاعتذار في الكثير من الأحيان.
وفي مفهومنا الوطني أن التعاون والمساندة وتقديم العون النزيه لازم وضروري بين العراق وإيران باعتبارهما بلدان جاران لهما مصالح وارتباطات مشتركة على مدى التاريخ مع ضرورة توسيع التعاون والتبادل التجاري وتقديم الدعم بكل أشكاله إذا بقى في إطار عدم التدخل وعدم اعتبار العراق تابعاً أو السعي لشق وحدته على طريقة الهلال الشيعي أو تحت أية مسميات تهدد وحدة أراضيه ووحدة الشعب بكل مكوناته لان هذا الطريق الطائفي لن يخدم الشعب ولا يخدم حتى أكثرية الشيعة في العراق ولن يخدم الشعب الإيراني الصديق، وفي الجهة الأخرى يدفع القوى الطائفية الأخرى إلى التخندق والتحالف داخلياً وخارجياً في الوقت نفسه وبهذا تتوجه المنطقة ودولها العربية نحو الانقسام والعداء أكثر مما هو عليه وخلق أرضية سهلة ونوعية لقيام حروب جديدة التي عانت وتعانى منها بالأساس البعض من الدول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا، ألا أن الحرب القادمة إذا ما تحققت سياسة القوى الطائفية بتكوين ما يسمى الهلال الشيعي ستكون اشمل وأوسع بحيث تسمح للدول الخارجية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو التدخل العسكري المباشرة وعند ذلك لن ينفع الندم.
إن مخاطر مساعي البعض ممن يروجون لهذا المفهوم الطائفي أو يعملون من اجله لا يقل عن مخاطر الإرهاب الداعشي والفساد المالي والإداري وعليه يجب أن تقف حكومة السيد حيدر العبادي ليس بالضد منه فحسب بل محاربته وكشف أهدافه المضرة على الوضع الداخلي وعلى الوضع في عموم المنطقة، ففي هذه الظروف غير الطبيعية والعراق يخوض حرباً ضروساً بالضد من الإرهاب وداعش في المقدمة يحتاج العراق إلى سياسة وطنية حكيمة تجمع أكثرية المكونات بهدف الدفاع عن الوحدة الوطنية وعدم خلق منزلقات تؤدي إلى توسيع حدود الخلافات الداخلية ، مواقف من أجل تخفيف وتقليص وإنهاء المشاكل مع حكومة الإقليم، وزرع الثقة وتطوير العلاقات والتعامل الصحيح الايجابي بين القوى السياسية فضلاً عن تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية والتوجه لسن القوانين الضرورية التي تخدم بناء الدولة وتحسين أداء المؤسسات الأمنية والاهتمام بتكوين الجيش الوطني أو الحرس الوطني على أساس المواطنة وليس على أساس طائفي أو قومي...الخ وإنهاء وجود الميليشيات المسلحة بطرق تستفيد البلاد منها بما فيها جمع السلاح وجعله تحت يد الدولة.
العراق الآن بحاجة أكثر من إي وقت مضى للتخلص من ارث الماضي ومن ارث السياسة الطائفية والحزبية الضيقة ومن الإرهاب ومافيا الميليشيات الطائفية، وهو بحاجة إلى التكاتف الوطني واحترام حقوق القوميات والمكونات بدلاً من خلق المطبات أمام تحسين وتوطيد العلاقات فيما بينها، العراق بحاجة إلى إعادة الثقة وبناء دولته الاتحادية المدنية الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق مستعمرة امريكية. فحدثنا عن ارهاب السعودية!
علاء الصفار ( 2015 / 5 / 22 - 13:54 )
يصرخ العروبيون نفوذ ايراني للسيطرة على العراق وسوريا واليمن وجزر الواق واق.الا يرى السيد؟المؤامرة الامريكية من كذوبة اسلحة دمار شامل والى غزو العراق وباحداث سجن ابو غريب الفضيحة!فصار العراق مستعمرة امريكية بقوة عسكرية وسفارة بجيش عرمرم من السي اي آ. الصداميون لازالوا يصرخون نفوذ أيران المجوسية.اي دولة في العالم هي من تختار حلفائها,فكما اختار صدام حسين السعودية وتركيا, فترك لتركيا حرية دخول ارض العراق لمحاربة قوى المعارضة العراقية.ما اريد قوله ان الساسة في العراق هم من يدان وليس مشروع ايران في السيطرة على المنطقة. ثم لم السكوت عن سيطرة اسرائيل على العراق فقوات الصها ينة موجودة في العراق, بحجة ثقافة وبحث عن قبرالنبي يونس.ثم السعودية بدور إرهاب سياسي ب(القاعدة .فلول بعصصدامي (نقشبنيدة _داعش )لتقوم بالقتل والجرائم في العراق. ثم هناك الاغتيالات للاطباء فأكثر من 350 طبيب قامت اسرائيل وامريكا بقتلهم ومع عدد من العلماء الذين رفضوا ترك العراق. امام قتل عصابات (بعث_داعش).ارى امر النفوذ الايراني فزاعة خضرة في سوق العمالة الطائفية, فايران دعمت لبنان وسوريا ضد اسرائيل.السعودية مع امريكا ضدالعراق!ن


2 - واليوم أحزاب الإسلام السياسي وفي مقدمتهم في العراق
مصطفى محمد غريب ( 2015 / 5 / 25 - 20:17 )
السيد علاء
اتريد ان تقنعني بان حكام ايران سيحاربون إسرائيل مثلما حارب النظام السوري إسرائيل اذا تريد ذلك فاتفق معك فقد كان الجولان معبراً للعصافير والطيور فقط والطائرات الإسرائيلية لم تكن تتجول وتتنزه فوق قصر الرئيس السوري الحالي او والده ..اذا تتصور ان ايران تدعم لبنان وسوريا ضد إسرائيل لكن لماذا في اليمن ولماذا لا تجرب مرة واحدة ضرب إسرائيل بصاروخ واحد وتريح قلوب الناس،عيني علاء هؤلاء كلهم بما فيهم الحكام الإيرانيين لن يحاربوا إسرائيل ولا سوف يحاربوا إسرائيل والسبب معروف فهم على أبناء جلدتهم اسود وطائفين للكشر وفي مقدمتهم حكام ايران.. يا إسرائيل يا أمريكا وعلى من يضحكون.. تتذكر غزة قبل اقل من سنة وين صارت صواريخ حزب الله الإيراني في لبنان وين نامت ايران والفلسطينيين نراهم يقتلون وتهدم منزلهم على رؤوس أطفالهم ونسائهم وشيوخهم .. العروبيون رقصوا على جثث الفلسطينيين واليوم أحزاب الإسلام السياسي وفي مقدمتهم في العراق يرقصون فوق جثث الناس من كل حدب وصوب..تحياتي


3 - انا اتحدث عن واقع موجود و ليس عن امنيات
علاء الصفار ( 2015 / 5 / 25 - 22:27 )
السيد مصطفى
لا ادعو حرب على احد! يجب التركيز اليوم عن مخططات امريكا والحرب على العراق,قلت ان لديك دول محيطة وعليك ان تتعامل معها, فيقال السياسة فن تحقيق الممكن, لقد كان لصدام حسين علاقات مع الشاه ومع السعودية وامريكا في الخفاء, خاض صدام حرب على ايران دعيت تحرير البوابة الشرقية للامة العربية,في الوقت ان ايران الشاه قد سقطت وايران كانت معادية لامريكا واسرائيل!فلِمَ الحرب على ايران؟انها عمالة وحرب بالنيابة عن امريكا, يعني العراق اليوم مستعمرة امريكة وتساعد السعودية وقطر على تدميره.فما هو الاولوي؟ هل الصراخ النفوذ الايراني! طيب يوجد نفوذ ايراني! فهل هو مدمر بمستوى عمليات السعودية في ضخ جند القاعدة والتفجير في العراق, لديك حكومة منتخبة وفيها الاسلام السياسي وفيها الاكراد وحتى الشيوعيين, فعليهم خط طريق الدولة الوطنية,اي يعني هذا انك لا تستطيع ان تعادي ايران في الوقت ذاته,عليك ان ترى ما ممكن الافادة من ايران وصراعها مع اعداء العراق وتحقيق موازنة تخدم العراق! فالدبابة الامريكية جاءت من السعودية.البعث اليوم هو داعش بدعم امريكي.على العراق ضرب داعش! تحالفاً مع اي شيطان.اكان روسيا ام ايران!ن

اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية