الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اي دور للجهلة والاميين في المؤسسات الدستورية بالمغرب...؟

الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي

2015 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لست مع استئثار الجهلة والاميين بالمؤسسات الدستورية، ولست كذلك مع اقصائهم من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية، رغم انهم شريحة واسعة وتشكل قاعدة عريضة، فاذا كانت الدولة بجميع مؤسساتها تصرف الملايير سنويا على محاربة الامية والجهل في صفوف المواطنين فلا يعقل ان تتعامل بمكيالين وتفسح المجال لاستمرار الامية في اوعية المؤسسات المنتخبة وتمكن الجاهل من رئاسة مجالس منتخبة وفي نفس الوقت تدفعه الى تبني سياسة تنومية ووضع برامج طموحة والدفاع عنها في المؤسسات الاقليمية والجهوية لخلق رواج اقتصادي واجتماعي وتسهيل عملية تمدن وتحضر وتفاعل المواطن مع التحولات العميقة في بنية المجتمع ، لكن الاشكال في هذه العنية انها سهل الانقياد والتاليب والاستعمال من قبل اجهزة السالطة كما انها تسير عن بعد وتشكل توازنات حقيقية للاجهزة الحاكمة ،
فالحديث عن دمقرطة المجتمع وارساء ثقافة سياسية معنية وتطور شمولي لا يمكن ان يتحقق في ظل تواجد هذه العينة في اجهزة التسيير وتدبير الحياة اليومية للمواطنين بالنظر الى الاكراهات التي يعيشها المغرب في ظل مجتمع يسير بعقليات متخلفة وغير منتجة ، لكن ايضا لا بديل عن حق الاختلاف في اطار المبدأ الديمقراطي و الدستور.
 ان المغرب يتقدم على جميع المستويات بفضل النخبة السياسية والصراع الفكري الذي انتج نظريات ودافع عن مطالب مشروعة، لكنه ابدا لم يشغل الدولة عن القيام بدورها الوطني في تحقيق الامن والاستقرار والتنمية، ومتطلبات واحتياجات الساكنة رغم تفاوت الاهتمام من منطقة الى اخرى بفعل الصراعات السياسية على المواقع المحتكرة من قبل اسماء التي ترى في المنافسة الشريفة والديمقراطية على المسؤولية التعاقدية تهديد لمصالحها وفي غمرة الدفاع عن الوجود السياسي ستعمل جميع الوسائل المشروعة وغير القانونية، وتبقى اساليب التامر الالية القوية لدحر الخصوم ونفيهم ,
امام غياب المراقبة وحماية الحقوق الجماعية للمتنافسين على حقوف دستورية تتحول المنافسة السياسية على المواقع الى صراع سياسي شرس ستعمل فيه جميع الادوات غير المشروعة لازاحة الخصم وتقزيمه ومرد هذا التعامل اللاشرعي الى انعدام الوعي بالعملية الانتخابية و قلة المعرفة بالعملية الديمقراطية كما ان اختلاف المشارب السياسية والاديلوجية يذكي ثقافة الاقصاء وعدم دراسة توجهات الخصوم الفكرية بحثا عن الاثراء الفكري والثقافي لايجاد الحلول الجماعية للاشكالات المطروحة التي تهم مستبقل الامة.
ان وضع الجهلة والاميين في مراكز المسؤولية لم يقدم اي نتائج على مستوى التسير والتدبير اليومي لمصالح المواطنين بالنظر الى الاكراهات المتشعبة والمتوراثة التي وسمت المسيرة السياسية مند استقلال المغرب اذ لا زال المواطن يعاني تبعات التسير الارتجالي الذي يبني طروحاته على توزيع الثروة على النافذين واغراق الجماعات الترابية في الديون الى جانب اثارة الخلافات الهامشية بين التوجهات والمشارب السياسية مما يعطل مصالح الشعب، كما ان هذه العينة من الجهلة تهتم بما يملا البطون دون الاهتمام بالأفكار التى تخدم الأمة  وتساهم في تقدمها و ازدهارها بناء على خطط مدروسة يتم تصريفها على مراحل ارتباطا طبعا بقيمة الموارد المالية المتاحة والمتحكم فيها، فالاستراتيجية التنموية والتشاركية بين الفعاليات السياسية والحقوقية والجمعوية رتوم في المقام الاول معاجلة بعضا من مشاكل البطالة والفقر والفساد ومحاربة الرشوة التي تعد احد مبطلات التنمية والتي تنخر اغلب المؤسسات العمومية بما فيها المؤسسات الدستورية التي تعد قطب الرحى في التقدم والتطور العمراني والثقافي والاقتصادي وعامل مهم من  عوامل الاستقرار الاجتماعي.
ان السماح بالاميين والجهلة بالدخول المعترك الانتخابي وقبض المسؤولية بمثابة اعادة انتاج نفس السيناريوهات التي عطت تقدم المغرب لعدة عقود من الزمن لان الوطن في حاجة الى نخب واعية ومتمكنة وافكار تقدمية كفيلة بالدفاع عن القضايا المصيرية للوطن في المحافل والملتقيات الدولية وليس الى كانئات تحتل مناصب المسؤولية للدفاع عن المصالح الخاصة.
الحسان عشاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا