الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحوال’ ميزان الذهب

ياسر اسكيف

2005 / 10 / 2
الادب والفن


لأنّه’ لا يمكنني أن أرفض َ لها طلبا ً
تراني أفسد’ الأمر َ دوما ً .

ولأنّه’ لا رغبة لي في ذلك ,
وعلي فعله بالتأكيد
تراني أعوي
وإذ أصمت
مدركاً عقم َ عوائي
يصيبني , مع أشياء أخرى ,
كثير من الألم .

***

ترفض’ أن تسبح في الكأس ِ
ولا تمدّ يدها كي تسحبني منه .
تدفعه إلى الحافّة الحرجة ِ
طالبة مني تدبّرَ الأمر ِ

ولأنّه لا يمكنني أن أرفض َ لها طلبا ً
أجدني أنزع’ من باطن ِ قدميها
نثارَ الزجاج .

***

ولأنّني السنّ المكسور’
في دولاب ِ الحظ ِ العاثر ِ
والكائن’ بين َ وقتين ِ
تراني
أستميحها العذر َ دوما ً
وأنتحل أخطاء ً , لا تحدث’ , بشأنها .
****
لن أتأخرَ عن عينيك ِ الكستنائيتين ِ
عن الكون ِ شتاء ً مثلجا ً
ومدفأة ً في الزاوية ِ
ولأنّني أصل دوماً
قبل’ أو بعد’
كأي سنجاب ٍ مستهتر ٍ
سأعتبر الأمرَ شأنا ً خاصّا ً
تشوّها ً في الإرادة ِ
أو نوعا ً من الاقتصاد ِ العاطفيّ المتعثّر
وأنتظر’ استقرار َ العملة ِ

***

هطل َ الكثير’ من المطر ِ
صارَ الماء’ يقطر’ من كلّ نتوءاتي
أحسست به ِ في قعر ِ حذائي .
وإذ وصلت’ كي أنبّهك ِ
إلى أنّ الشتاء عاد
وجدت’ من يجفّفك ِ
بالذي عزمت عليه .

****

ما من قمر ٍ تهاوى
ليشهقَ طوقَ كاحلك ِ .
وما من بحيرة ٍ استلقت .
الزغب’
ما من نسيم ٍ قاده’ في الرقص ِ
أو ندىً أتعبه’ .
قلت’
كن
وما من شيء كان َ
سوى الغياب’
والقاعة’ المقفرة .

****

المتهوّر’
قلبي
لا يقفز’ إذ تصادفني امرأة
ودائماً يترك’ ليدي
أن تملّحَ الغياب .

وكنت’ كلّما هزّت ِ امرأة جزعاً
أتسلّق’ دالية ً
لأختبرَ الهزّ
في سرر ِ الأوراق .

****

قلت ِ ستأتين َ
وبانتظارك ِ
أصبحت’ حطّاب َ وقت ٍ
أغرق’ الثواني
في بياض ِ الكأس ِ
وأراك ِ
بيضاء َ
بيضاءَ
ككذبة ٍ
تبلّل’ جفاف َ العالم .

****

يسألني جسدي
هل من مستويات ٍ إضافية ٍ ؟
وأجيبه’
ما زلنا خارج َ التغطية .
ولأنّه’ جسدي
يوجعني .
يوجعني دوماً
أنّنا خارج التغطية .


****


كأنما تولمين َ لغربان الخوف ِ
على كرسيّ الرغبة ِ النيئة ِ
وتسحبين َ البحر َ رداء ًلركبتيك ِ
وأنّك ِ , بغيمتين ِ ,
تسندين َ قمرا ً
على وشك ِ السقوط .

وتأخذين َ يدي
مذهب َ نجم ٍ يهوي
في بياض ِ الكأس ِ
مبلّلا ً طفلا ً
لعبته’ الأثيرة’
ميزان َ القلق .

****

لأنّ الألم َ
معيار اللذّة ِ
معيار’ كلّ شيء ,
ولأنّه’ بلون ِ الحماقة ِ
أجدني
مغمض َ العينين ِ .

ولأنّه’ الوحيد الذي
يقصّ جناحا ً
الوحيد الذي يجعلك ِ ,
بمفتاح ِ الخسارة ,
تحصين َ الأبواب َ
أجدني
صفصافة ً تأخذ ,
على محمل ِ الجدّ ,
نهرا ً يجفّ ,
وترخي لأيلول َ أغصانها
كي ينام .

وأجدني
جسد ينهض’ بالورد ِ والندى
مفتتحا ً مهرجان الشوك ِ
جسد يعلن’ أسبابه’
بالثواني
والدقائق َ
مبتعدا ً عن صمت ِ الأبدية ِ
جسد مساحته’ الشبهة’
كما يفترض تماما ً
بجسد .

وفي ارتطامه ِ الصاعق ِ
سيدرك’ كم أنّه’ جسد
وكم أنّ الهشاشة َ
ميزان’ الخلق .

****

وأجدني
تاركا ً للصدفة ِ
أن تقود َ خطاي
أن توقعك ِ
كحجر ٍ
في بئر ِ وحشتي
وتاركا ً لها
أن تبتزّ جسدي
جسدي الذي
طالما أعاده’ من مجالك ِ
أزميل’ الغياب .

****

زيديني معصيّة ً
وبلّلي الفجر َ الذي يشهقني
بعصارة ِ غيابك ِ
أنا الحجر’ المتبقي
من البيت ِ الذي كان َ
البيت’ الذي
لم يكن أبدا ً .
حيث القطيع’ ,
بلا أجراس ٍ ,
يغلق’ منافذ َ الضوء ِ
ويمضي .
بالرائحة ِ ,
بالرائحة ِ دون سواها
يرى ,
ويسمع’ ,
ويستجيب .

****

لست’ حصانا ً بريّا ً
أو أرنبا ً .
ولست’ نمرا ً
أو فأرا ً .
لي خياشيم واسعة
تفقر’ الأرض َ من الهواء
إذ أستنشق’ ,
ولي
ذيل’
ومخالب
وجناحين
ولي
خضرة’ الأولياء ِ الصالحين َ
في أحلام ِ الأرامل ِ
وفراسة’ نهد ٍ
في أصول ِ الأصابع ِ .

جسدي مملكتي
وأعضائي َ التي لا تجيد الحكم َ
حرّاس’ حدوده ِالواهية ِ .
أنا الملك’
الذي يتساوى عنده’
الملك’
والخلع’.
لن أفجّر َ جسدي
سأدعه’ يتهاوى
قليلا ً
قليلا ً
كصرّاف ِ رغبة ٍ متهور ٍ
ما دام َ يستطيع’ .

جبلة – أيار / تموز / آب / أيلول – 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل