الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجابة الضحلة..!!

سامي كاظم فرج

2015 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الاجابة الضحلة
سامي كاظم فرج
الصراع الذي يجري في العراق الان هو ليس صراعاً سنياً شيعياً كما تتوهم اطراف ذي افق ضيق وكما تصر اطرافاً في مقدمتها الولايات المتحده على تصويره كذلك من اجل اهداف استراتيجية ترتبط بمصالحها..
فلو قمنا بتفكيك وتحليل دقيقين وبشكل موضوعي رصين لمفردات ما يجري على ارض العراق لتوصلنا الى ان الصراع القائم لا يمكن تصنيفه الا كونه صراعا بين اليمين الشيعي واليمين السني ..
ولعل من بين اهم المرتكزات التي يمكن اعتمادها للوصول الى دليل ناجع وقاطع هو البديهية التاريخية التي تفيد وتاكد ان اليمين ومنذ ولادته لا يجد افضل واكثر خصوبة من الدين ارضا ينمو ويترعرع فيها ..
وعلى العكس تماما فان اليسار لا يبحث عن الاطر الدينية او المذهبية او القومية ..لان الفكر اليساري هو فكر علماني عابر لكل حالات التطرف مما يقود من يتبنى الفكر اليميني الى اتهامه على انه فكر الحادي..!
ومن بين اهم ما يميز اصحاب الفكر اليميني هو ان ترى الكثير منهم ممن لا يميل الى الفكر الديني اصلا لا بل وقد يختلف مع معتنقيه على خطوط رئيسة ومهمة ..ولكن على الرغم من ذلك فانه يدعي ويصور للاخرين التزامه الديني او المذهبي وذلك من اجل تمرير نواياه وتحقيق مصالحه الشخصية الضيقة على حساب مصالح عامة الشعب .
ولادل على ذلك ان بعض الساسة ممن كان شيعيا والتجأ الى التيار السني او من كان سنيا والتجأ الى التيار الشيعي وهذا يدل بوضوح وجلاء على ان الطائفية هي ورقة يستخدمها من كان قاصرا في الاداء السياسي وبالنتيجة فان الشعب هو الذي سيدفع الثمن وهذه هي طامة كبرى ..
وهنا لا بد من دعوة ابناء الشعب في ان لايتخذوا دعاة الطائفة والدين ممثلين لهم لانهم غلاة وسراق ولا يدركوا غير مصالحهم ..
ومن هنا فاننا لو افترضنا جدلا بان تيارا علمانيا يساريا قد اجتاح الساحة السياسية وكسب معركة انتخابية في احدى الدورات فسيظهر الدليل على ما تقدم حيث سيتمخض عن هذا الوضع الجديد اصطفافا سني شيعي قبالة هذا الخطر الداهم ..
اذا سيلتحم ويتحالف اليمين بكل اطرافه لمواجهة الفكر (الالحادي)وبادوات وشعارات تغيب عنها المفردات والمسميات الطائفية ويصبح اذاك (الاسلام)هو الوسيلة والعجلة التي يركبها اليمين ..
ان ما فاقم الصراع القائم في الشارع العراقي بين اليمين واليمين هذا الصراع الذي اصطلح اطرافه على تسميته صراعا طائفيا كان سببه هو غياب التيار اليساري اللبرالي عن الساحة فاليمين هو المتفرد وبحكم طبيعته التي اثبتها التاريخ وكتبها بوضوح وكونه يسعى الى ترسيخ الدكتاتوريات واذلال الشعوب وزجها بصراعا ليس له اول ولا آخر من اجل مصالح فئوية ضيقة ومن اجل التمادي في اذلال الطبقات المسحوقة من الشعب ..فان تفرده بالسلطة سيقود لا محالة الى بروز صراع يميني يميني نتيجة للتسابق على المنافع والامتيازات ..
ومن هنا فلا بد من ايجاد مسميات وعناوين لهذا الصراع ..
لذلك فأن اي طرف من اطراف النزاع الحالي لو توجهت اليه بالسؤال التالي :الا يشكل الشيعة والسنة طرفي الاسلام ..فان الاجابة ستكون لا محالة مخجلة ..لانها ضحلة..!!
سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذي
فريد جلَو ( 2015 / 5 / 23 - 01:02 )
الاقتصاد الريعي خلق طبقه طفيليه والنظام الشمولي كان يعتم على نمو تلك الطبقه وكان يقصي بكل الوسئل الهمجيه منظمات المجتمع المدني والقوى الوطنيه والديمقراطيهعن الساحه ويستحضر كل التناقضات الدينيه والطائفيه والعرقيه والعشائريه ليوظفها لصالح استمرار بقائه متجسدا برموزه وعلى رأسهم الطاغيه وجاءه الاحتلال ليعيد توضيف تلك القوى لمصالح دولته وشركاته العابره اما القوى المتصارعه تحت مختلف العناوين والمغيب عنها الجماهير الكادحه التي استطاعت ان تحول بعضها تلك القوى الى ادواة في الصراع فهذه القوى تتصارع على السلطه المفتاح للاستحواذ على موارد الاقتصاد الريعي ------------ المال السائب

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام