الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يتعامل الجيش والقضاء المصريين مع الإخوان المسلمين بطريقة فاشية؟

محمد رتيبي

2015 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا يتعامل الجيش والقضاء المصريين مع الإخوان المسلمين بطريقة فاشية؟

مما لاشك فيه أن الحرية كانت الحافز الأساسي والغاية القصوى للحراك الذي عرفته مصر، ذلك أن خروج الشعب ضد مبارك إنما يعبر عن رغبة دفينة في تأسيس مصر الحرية . والحالُ أن هذا الحراك أدى إلى انزياح مبارك عن السلطة . وانتخاب الرئيس محمد مرسي. لكن وقبل أن ينهي المصريون المساكين فرحة العيد، فإذا بالسيسي يطلق رصاصة الرحة على كل تلك الأماني الجميلة ويحطم تلك الصورة البانورامية التي لطالما تغنى بها ثوار مصر . حتى أن الفساد والذي كان القضاء عليه أولوية من أولويات الثورة صار مستشري في في كل القطاعات بما فيها قطاع القضاء . ومن هنا نتساءل أليس حريا بالجيش المصري التنازل عن السلطة للشعب ؟ أليس في محاكمة الرئيس المصري محمد مرسي انتهاكا صارخا لكرامة الشعب وإرادته العامة؟ أليس حريا بالشعب المصري تقديم رموز الفساد من الجيس للمحاكمة ؟ لماذا يتعامل القضاء المصري مع الإخوان بطريقة نازية حقيرة؟ هل يفسر حكم الإعدام الصادر بحق الإخوان بمجرد الرغبة في تدمير كل إرادة ما تزال تعتبر مرسي رئيسا شرعيا، أم أن الأمر يتعدى ذلك، بحيث يدل على رغبة سادية حقيرة لدى الجيش في التلذذ بمعاناة الإخوان ؟ أليس في حكم القضاء المصري خرقا صريحا للأعراف الدولية والحقوقية ؟ أليس هذا الحكم انتهاك صريح لمقررات الجميعة العامة للأمم المتحدة ؟
لقد كان الجيش المصري محايدا نوعا ما عندما أراد الشعب المصري عزل مبارك، وقد اعتقدنا لأول وهلة بأن ذلك سلوك متحضر من الجيش الذي رفض أن يطلق رصاصة واحدة ضد أبناء شعبه، لكننا كنا نجهل بأن هناك مؤامرات تحاك في الكواليس ضد الشعب. بل أكاد أذهب إلى أنه كانت للجيش المصري نية مبيتة في القضاء على الثورة قضاءا مبرما . وبدل أن يتنازل الجيش المصري عن السلطة ويمنحها للشعب، ظل في تعنته وكبريائه . بل قتل ودمر وهجر ونكل بالشعب شر تنكيل . منتهكا بذلك كل الأعراف الدولية .
لقد استطاعت القيادة الفاشية في الجيش التغلغل في كل القطاعات، حتى قطاء القضاء والذي يمكن نعته بأنه لاعق أحذية العكسر . إنها لإهانة كبرى أن تسير جماعة من العسكر الأوباش بلدا تاريخيا. أما القضاء المصري فيمكن نعته بأنه لاعق أحذية لا أقل ولا أكثر . وقد تأكد هذا الأمر من خلال الحكم الصادر بحق السيد مرسي ومجموعة من قيادات الإخوان . فهل من المعقول أن تكون عقوبة الإعدام مناسبة للهروب من السجن؟ من الواضح أن الحكم بالإعدام جاءت نتيجة لقرار ميستر سيسي ما يقول المجتمع الدولي إذن في عقوبة الإعدام بعامة " لا يعتبر العمل بعقوبة الإعدام مجرد أداة من أدوات السياسة الجزائية بل إنه انتهاك لحقوق الإنسان" ( هذا القول مقتطف من موقع وزارة الخارجية والتعاون الفرنسية : الترجمة عن الكاتب) أما الأصوات التي صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد حكم الإعدام فقد بلغت 111 صوتا من أصل 150 دولة فيما أبقت 20 دولة على هذا الحكم أما 37 فلم تقدم أي موقف . واضح إذن من خلال التصويت أن نسبة مناهضة الأعدام مرتفعة مما يعني أنها تشكل انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان وخرقا لمبدأ الكونية الحقوقية . والحالُ أن هذا ما أعربت عنه وزراة الخارجية الفرنسية في موقعها الرسمي . فلماذا إذن هذا التعنت وهذا الصمت من جانب الدول التي تدعي أنها ترعى وتصون حقوق الإنسان ؟ بل ولماذا هذا الصمت من جانب الشعب المصري ؟
إننا لا نمل من تكرار القول بأن العسكر في مصر لن ينزاح عن الحكم مالم تخرج الفئات العريضة من الشعب المصري ضده، وحتى لو لم ينزح فإن مصر سوف تدخل دوامة من الفوضى الخلاقة والتي ستدخل البلد في ويلات وويلات . أما القضاء المصري لاعق أحذية العسكر فلا يمكن الحديث عنه إلا مع الأسى وذلك لافتقاده إلى النزاهة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر التوحد الدولي، تحديات وحلول - الجزء الأول


.. مؤتمر التوحد الدولي، تحديات وحلول - الجزء الثاني




.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة