الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ‏الاستقلال ولا ‏الدستور.. لا حديث يعلو على حديث البنزين المغشوش

سامان نوح

2015 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حديث المجالس الكردستانية: البنزين المغشوش قاهر السيارات، وصاحب آخر اللجان الحكومية

- في كردستان الفقيرة والمحاصرة قبل 24 عاما، كانت أزمات البنزين تتوالى بين الفقدان المفاجيء او الحضور المغشوش على الأرصفة وبكل انواعه الأصفر والأخضر والأحمر... وفي كردستان الغنية صاحبة المولات وناطحات السحاب والحدود الممتدة والأجواء المفتوحة، تتوالى ازمات البنزين، مرة بالاختفاء المفاجيء ومرات بالحضور المغشوش في محطات التعبئة المبنية على أحدث طراز والتي يملكها في الغالب الأعم مسؤولون لا يُساءلون.
- بعد اشهر من ازمات الغياب القسري المفاجيء نتيجة الحرب مع داعش، ضربت منذ اسبوع مدن الاقليم شمالا وشرقا ازمة بنزين كاسحة... هو بنزين مغشوش انتشر في معظم محطات التعبئة وأوقفت نوعيته الرديئة مكائن عشرات الآف السيارات الحديثة كما القديمة... سيارات المسؤولين كما المواطنين، الفقراء كما الأغنياء.
- لا حديث في المجالس الكردستانية منذ ايام، ينافس حديث "وجبة- صفقة" البنزين المغشوش التي دوخت الناس، فلا الاستقلال الكردي الذي شكلت القيادة الكردية غرفة عمليات لتنفيذه، ولا الدستور الذي ينتظر التعديل وصوت البرلمان على اعضاء لجنته السياسية، يحظيان بمثل ما تحظى ازمة البنزين من اهتمام ومتابعات ومناقشات وبيانات ومطارحات.
- في كل شارع ومنذ اسبوع يمكنك ان تصادف سيارات متوقفة يلعن اصحابها انفسهم وحظهم العاثر!! ويرهقون عقولهم بالبحث عن مصلح جدير لتبديل (الفيت بمب- فيول بمب) وللسؤال عن محطة فيها بنزين نظيف غير مخلوط بالنفط الابيض او الماء.
- الأزمة اكتسحت الشارع الكردستاني بلا رحمة، لتظهر معها وعلى مسافة بضعة عشرات الأمتار من محطات التعبئة الفارهة ذات التصميم الأوربي، باعة "الدبات- الجليكانات" بمعروضاتهم المتعددة والملونة من البنزين الايراني او بنزين الدورة العراقي او حتى بنزين بيجي (رغم ان المصفى لا يعمل منذ عام وتحاصره جيوش داعش).
- آلاف المواطنين الكردستانيين تركوا سياراتهم في البيوت، خوفا عليها من الموجة الجديدة الكاسحة للبنزين المغشوش، كما ان آلاف من اصحاب سيارات الأجرة فعلوا الأمر ذاته في انتظار انحسار الموجة التي كلفت المواطنين مئات ملايين الدنانير التي دفعت لقطع الغيار المستوردة من آسيا وتنينها الأوحد الصين.
- صحفي كتب على صفحته معلقا على الموجة: أسقط البنزين خلال ساعات الصباح الاولى، سيارات اربعة صحفيين في مناطق متفرقة بمدينة دهوك (تم ذكرهم بالاسم).. الرقم يقينا اكبر، لكن هذا ما تم رصده وتوثيقه حتى ساعة الظهيرة.
- صور السيارات المعطلة على الشوارع الرئيسية وفي الطرقات ملأت صفحات التواصل الاجتماعي، بينما نقلت مواقع خبرية ألبومات كاملة لسيارات معطلة على الطرق بينها واحدة اضرمت النار فيها حينما كان يحاول صاحبها اصلاحها.
- الحكومة وعلى لسان نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني، وكعهدها قررت تشكيل لجنة لمعرفة اسباب المشكلة ... والمواطنون كعهدهم اعتبروا ان تشكيل اللجان يعني اضاعة الوقت والحقيقة، ولسانهم يقول جهارا: منذ 24 عاما شكلت مئات اللجان، هل تمكنت واحدة منها من محاسبة مسؤول واحد؟!! ... هل يمكن محاسبة مستوردي او مصنعي البنزين الموزع على المحطات وهم في الحالتين من المسؤولين الكبار؟!!.
- نواب ومسؤولون ذكروا أن سبب المشكلة يكمن في قيام التجار بخلط البنزين مع النفط الأبيض ومع الماء لتحقيق ارباح اكبر.
- عضو مجلس محافظة اربيل زينو محمد، حمل وزارة الموارد الطبيعية المسؤولية عن الأزمة الجديدة، انها المعنية بتوفير اجود انواع البنزين وبأرخص الأسعار كوننا نعيش على بحر من النفط، لكنها تعجز عن ذلك وتتسبب بخلق أزمات...هي المعنية ويجب عليها ان تحاسب المسؤولين عن المشكلة بأشد العقوبات.
- محمد، وهو عضو عن قائمة الاتحاد الوطني، طالب المواطنين الذين تضرروا من البنزين المغشوش برفع دعاوى قانونية ضد وزارة الموارد الطبيعية. كما طالب المدعي العام بتحريك هذه القضية لأنها اضرت بغالبية سكان الاقليم.
- وزارة الموارد الطبيعية: لا نستطيع السيطرة على نوعية البنزين، لأننا لا نملك المعدات ولا اللجان الضرورية لتحقيق ذلك... نحن مستعدون اذا وافق مجلس الوزراء على منح الصلاحيات الى المحافظات والوحدات الادارية لتساهم وتتكفل بالسيطرة على نوعية البنزين ومستوى جودته.
- مختصون: الامر لا يتعلق بخسائر مادية بمئات ملايين الدنانير، بل ايضا بتلوث البيئة وبمخاطر صحية كبيرة تصل الى حد الاصابة بالسرطان نتيجة استخدام بنزين غير مطابق للمواصفات... ازاء ذلك لا تملك الحكومة اية اجراءات لمراقبة نوعية البنزين وتحسينه ومنع وصول المغشوش منه الى محطات التعبئة.
- متابعون: ربما اتفق أصحاب البنزين المغشوش مع مستوردي قطع الغيار (الفيت بمب- فيول بمب) لتصريف صفقة كبيرة منها؟!!.. لم لا وهم يعرفون ان الأرباح ستكون خيالية وان يد المحاسبة والقانون لن تطالهم أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في كوردستان
الرصافي ( 2015 / 5 / 22 - 20:11 )
الناس المواطنون في واد واصحاب السلطة والنفوذ في واد اخر وبينهما ( اللجان )! لذر الرماد في العيون ...

اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات