الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصيبة إعادة تسليح داعش من قبل الجيش العراقي

مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)

2015 / 5 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


مازالت مصيبة أحداث السيطرة على مدينة الموصل وسقوطها في حزيران ( 2014 ) طرية في الأذهان، طرية ومحزنة فيها جروح نشبت في داخلنا ونحن نشاهد حوالي ( 4 ) فرق عسكرية بما فيها قيادات عسكرية كبيرة لم تحاسب إلى هذه اللحظة بسبب الطائفية والمحاباة الحزبية كانوا محط رعاية وعناية رئيس الوزراء السابق، فرق عسكرية بالآلاف " تشْرد بالعامية العراقية " أمام إرهابي داعش ومن معهم من بعثيين يشكلون حوالي ( 50% ) من كوادره أي حسب تأكيد هيئة النزاهة والمساءلة أن " نصف كوادر وعناصر تنظيم داعش هم من البعثيين" هؤلاء الذين هربوا كما الفئران تهرب من القطط أمام قوات الاحتلال التي دخلت البلاد براحتها وباحتضان وترحيب البعض بأنها جاءت كقوات تحرير!! .
كان هروب أكثرية الجيش وفرقه وقوات من الشرطة مؤلم جداً وفيه طعن مسموم للثوابت والمزايا الوطنية التي كان من الفروض أن يتمتع بها كل فرد في القوات المسلحة وبالذات في الجيش لكن تلك الثوابت والمزايا ضعفت لحد الصفر ومن كان السبب معروف في هذه الفجيعة وغيرها " للداني والقاصي" وجراء ذلك غنمت ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش " أطنان من الأسلحة المختلفة من دبابات وهمرات وسيارات ورشاشات وعتاد لكل أنواع الأسلحة، هذا الكم الذي كلف الدولة والشعب مبالغ خيالية لو صرفت بعقلانية وروح وطنية وبدون الفساد اللاخلاقي واللاوطني لدرت خيرات لا تحصى على البلاد وعلى المواطنين الذين يتضورون من الجوع والفقر وتفشي البطالة وسوء الخدمات وعدم وجود الأمان الجماعي أو الفردي لهم، وبهذه الهدية الثمينة من الأسلحة استطاع هذا التنظيم الإرهابي للسيطرة على أجزاء واسعة من صلاح الدين ومن ديالى وصولاً إلى أطراف بغداد لا بل انه أرسل الكثير منها إلى سوريا لاستخدامها بالضد من المعارضة السورية وغيرها، وبفرضية استفسارية بسيطة.
ــــ لو إن دولة ما أرادت احتلال العراق ومنذ أول طلقة لا بل حتى لم تطلق رصاصة واحدة هرب أو ترك الجيش الوطني مكانه لتحتل أراضي الوطن فماذا نقول؟ وماذا يجب أن نفعل؟
ــــ وكيف تتصرف العدالة والقوانين العسكرية تجاه من يفر من المعركة بهذه الطريقة المحزنة ولا سيما القادة أصحاب النجوم والتيجان والسيوف والنياشين؟.
ـــــ إلا يشكل موقف لجنة سقوط الموصل البرلمانية عثرة قانونية عندما يوجه أسئلة تحريرية لثلاث مسؤولين بينهم رئيس الوزراء السابق بدون أن تدعوه لأنه القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي لحضور جلسة ولو استفسارية.. ثم ما هو ارتباط رئيس الإقليم بقضية انسحاب الجيش والقادة كي توجه له الأسئلة؟ نحن نستفسر من السيد أياد الزاملي الذي وعدنا بالحقيقة!
لكن المأساة عادتْ لتُعبر عن مأساة مشابهة نسبياً في تجدد الموضوع بدون شعور بالذنب والندم حيث أصبح الانكفاء وترك الساحة والأسلحة المتنوعة شيء طبيعي ومنها دبابات وعربات مدرعة ومدافع ثقيلة وعشرات من ناقلات الجند وما يقارب المئة عربة "هامفي" مدرعة، والأخطر من ذلك كميات غير معروفة من الذخائر المتوسطة والثقيلة، نقول مسألة طبيعية ما دام الحرص الوطني والقانون غائبين والتوافقات والمحاصصة سيدة الموقف ولهذا تكررت الحالة كهدية مستمرة من السماء لداعش عندما انسحب الجيش العراقي من الرمادي تحت طائلة حجج فندها أكثر من خبير عسكري وبين مَنْ فند الانسحاب وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " واعتبر الانسحاب قرار أحادي ونُسب خطأً إلى سوء الأوضاع الجوية والعاصفة الرملية وأشار المتحدث باسم البنتاغون ( الكولونيل ستيفن وارن ) إن "القوات العراقية اعتقدت وبسبب العاصفة الرملية، لن تتمكن من الحصول على دعم جوي"
(* إذا كانت كل عاصفة رملية تدع جيوش العالم تهرب فقرأ على الأوطان السلام!!)
لكن تبين بعد ذلك وحسب ما أعلنه البنتاغون أن التحالف الدولي شن سبع غارات يوم السبت والأحد في منطقة الرمادي، ولم تكتف الجهات الأمريكية بذلك حتى أعلن الجنرال الأمريكي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية ( ما رت ديمبسي ) لصحيفة وول ستريت جورنال " إنه لم يتم طرد القوات العراقية من الرمادي بل أن هذه القوات غادرت المدينة ".. ولماذا لا " يا جماعة الخير "مثلما غادرت في الموصل وقدمت هدية أولى لداعش!!.
لقد كان لهذا الانسحاب دوي في عرف المحللين العسكريين وفي أذهان الملايين من العراقيين وغير العراقيين وهناك استنتاجات عديدة في مقدمتها، أولاً وآخراً : يعتقد كل محلل عسكري وأصحاب الخبرة العسكرية أن ذلك يشكل خطوة نحو النية لعدم بقاء الجيش العراقي تزامناً مع تنامى الحشد الشعبي عددياً وتسليحه حسب مصادر موثقة بأسلحة متطورة تجعله يحتل مكان الجيش العراقي على مراحل منذ أن حل الخراب بالموصل والهروب المفضوح وإطلاق جملة من الدعوات على ضعف الجيش وضعف قيادته واتهامهم بتهم " ما انزل الله لها من سلطان " وها هو الموضوع يعاد على المنوال فمن رسم قضية الموصل يعيد الكرة في الرمادي لتطلق تصريحات بان الجيش العراقي الضعيف والمخترق والمتفكك ترك داعش يحتل الرمادي على غرار ما فعل بالموصل وهو سيناريو يجري ترتيبه كي يتم تبديله بالحرس الوطني الذي هو الآن تحت قبة البرلمان لتشريعه كي يكون لبنته الأساسية من الحشد الشعبي بتكويناته وتنظيماته المعلنة في تسميات معروفة، وقد تكررت الدعوات لرئيس الوزراء حيدر العبادي لتحقيق مطالب الحشد الشعبي وحسب تأكيد هاشم الهاشمي الخبير الأمني لـعين العراق نيوز يوم الخميس 21 / 5 / 2015 " أنه حان الوقت ليستمع رئيس الوزراء العبادي بشكل جاد لمطالب تلك المقاومة الموالية ، ويبدأ بالسعي لمعرفتها ويجلس معهم للتفاوض".
ولا يعرف ماذا يَقْصد الخبير الأمني " بالتفاوض معه وكأنه تنظيم خاص غير مرتبط بالدولة العراقية " ولا يُعرف ماذا يعني أيضاً باعتبار ظاهرة الحشد الشعبي طبيعية بينما اعتبرت الحكومة العراقية مكونات الحشد الشعبي جزء من هيكل الدولة، لا نفهم أيضاً ما ذهب إليه الخبير الأمني هاشم الهاشمي عندما صرح أن " ظاهرة انتشار الفصائل الموالية للحكومة طبيعية في البلدان التي يعيش حربا داخلية أو احتلال" وكيف يفهم تشجيع قيام تنظيمات مسلحة خارج إرادة الدول مسألة طبيعية؟
ــــ هل هو اعتراف بالحرب الداخلية التي حذرنا منها قبل تسع سنوات أو هل هناك احتلال جديد للعراق بعدما خرج المحتلين الأمريكان عنه؟
ــــ وهل يعتقد الخبير الأمني أن ظاهرة انتشار الفصائل المسلحة التي هي ميليشيات مسلحة بدأت بالتوسع تحت أنظار الحكومات السابقة حيث أصبحت اليوم قوة عسكرية تضاهي الجيش والشرطة وقد تكون بديلاً عنهما؟
ماذا يقول الخبير الأمني وغيره من الذين يريدون إضاعة "الخيط والعصفور" في ما قاله نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس على هامش انعقاد مؤتمر دافوس المنعقد في الأردن/ 21 أيار 2015 إن "خطر داعش على أبواب بغداد ويجب أن نلتف جميعا لتطوير الجيش، كما يجب انخراط الحشد الشعبي ضمن الأجهزة الأمنية".
منذ سنين ونحن نلح ونحث على غير العادة من أجل بناء جيش وطني لكل العراقيين وان تكون مهماته هي الدفاع عن الوطن وعن الشعب من أي اعتداء خارجي، جيش يحمل المزايا العسكرية والثوابت الوطنية إلا إن الأذان كانت مغلقة، وعقول القوى المتنفذة والمهيمنة على السلطة كانت تفكر بطريقة ثانية طرق بعيدة عما هو متعامل معه في الدول المدنية والحضارية لبناء الجيش لا بل القوات المسلحة على أساس المحاصصة والتقسيم الطائفي وبات الجيش عبارة عن ثقب اسود مترهل ويبلع مليارات الدولارات بحجج مصادر التسليح وعقود شكك في بعضها واتهمت بالفساد في الصفقات التي وقع بعيداً عن المراقبة البرلمانية أو أية رقابة تهتم بمصلحة البلاد، وبدلاً من البناء النفسي الجيد بالمواطنة وتنمية المسؤولية الوطنية وجعل الجيش مؤسسة جامعة لكل الشعب العراقي فقد ظهر أن ذلك لم يكن في الحسبان وأصبح الجيش والقوات المسلحة بأعدادها غير القليلة تعج بالفضائيين وبضعف الإعداد العسكري المتطور إلا في البعض منها وبخاصة تلك التي اعتبرت خاصة لمهمات خاصة لبعض الأطراف الرئيسية في الحكومة فأدى هذا التصدع إلى ما أدى من ضعف وعدم قدرة وانسحابات تحت طائلة من الحجج غير المقبولة في الفهم والاستراتيجي العسكري فترك الساحة أمام عدو جائر وإرهابي قاتل دمر وقتل ومازال يدمر ويقتل والمسؤولين عن ذلك لم ولن يحاسبوا حتى قانونياً لكنهم سيبقون محط مساءلة أمام الأجيال القادمة فلقد خسر الوطن خسارة لا تعوض ونزف الشعب حتى العظم وصح المثال مع الفارق هكذا " جنت على نفسها براقش **" ونضيف لكنها جنت على من حولها.. لعلها عِبرة يتعض البعض منها لكي لا يكونوا كبراقش مرةً أخرى! لأن الوطن والشعب سيدفعان الثمن الغالي بالحرب وبالتقسيم..
** ــ براقش اسم كلبة لأحد بيوت العرب أرشدت اللصوص لسرقة وقتل أصحابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خيانة ضباط بعث صدامي ادت لترك الجنود المعارك
علاء الصفار ( 2015 / 5 / 24 - 10:46 )

الخونة البعثية هم قادة الهرب من الموصل والرمادي يعملون مع امريكا بحجة محاربة النفوذ الايراني من اجل انقاذ اسرائيل من ضغط ايران التي تدعم لبنان وسوريا وتعادي السعودية المعادية للعراق و وحدته وسلامة شعبه حيث السعودية ترسل الارهابيين لتدمير الشعب الراعقي شيعة وسنة واقليات قومية!

لا بد من الاطلاع قبل كتابة والتنظير! انظر لشكل مؤامرات البعث صدامي وامريكا داعش.اعرف ان الجيش العراقي من الجيوش التي لا تهاب المعارك لكن الهرب ليس كان الصفة بل خيانة البعث الصدامي وتعامله مع داعش لخدمة امريكا ادى الى انسحاب الجنود, فمن الغباء ان يقاتل الجندي حين يخون القائد لذا ان الحشد الشعبي سيكون هو النواة للخلاص من الضابط البعثي الصدامي العميل لامريكا!
خفايا امريكية عن حقيقة دعم داعش وتخطيط امريكي بعثي صدامي دا عر من اجل تسليم الموصل! والرمادي حديثا!اقرء لست بقارئ! اقرا بسم ربك الذي علم بالقلم! وبعدين تعال اكتب!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=469339

http://www.globalresearch.ca/the-islamic-state-isis-is-made-in-america-the-pentagon-had-planned-the-fall-of-mosul-and-ramadi-in-2012/5451363


2 - لم افهم المعنى
مصطفى محمد غريب ( 2015 / 5 / 24 - 20:37 )
السيد علاء
قد اتفق معك في البعض من القضايا واختلف مع أخرى ولكن اسمح لي
لم افهم ماذا تعني بكلمة.. اقرء ( تعني اكيد اقرأ ) لست بقارئ! اقرأ باسم ربك الذي علم بالقلم! هذه آية قرآنية .. لكن التي بعدها .. وبعدين تعال اكتب.. ماذا تريد ان اكتب ارجو من فضلك التفسير اذا كان ذلك ممكناً مع الشكر!


3 - لو تقرأ
نضال العزاوي ( 2015 / 5 / 24 - 21:35 )
كان من الأجدر بالسيد علاء أن يقراالموضوع بدقة وموضوعية أكثر لأن ضباط صدام المتمرسين بالحروب هم من يقودون داعش والقسم الذي سلم الموصل كانوا مع المالكي


4 - الاملاء و ما ادراك ما الاملاء
علاء الصفار ( 2015 / 5 / 25 - 22:56 )
السيد مصطفى
لقد تركت لك روابط!كتب الاية لانها ليس لها علاقة بالموضوع!
تماما ما تكتبه ليس له علاق بالواقع,قلت يجب ان تطلع على دسائس السياسة قبل ان تتورط وتكتب,فالمقال يجب ان يكون فيه بعض الوثائق وليس تنجيم,خاصة في امر كبير كالمؤامرة على العراق التي جرت بأكاذيب,بدءً باكذوبة اسلحة الدمار الشامل والى رفض العالم للغزوالامريكي, سواء من الامم المتحدة و بقيادة ايكاروس السويدي ام بخروج فقط في لندن مليون انسان ضد الحرب الامريكية,لا علينا من هذه المقدمة.اقول لم تدخل امريكا بلد في العالم ما لم تخربه.فالبعث لا زال حليف امريكا وصار بلحية شيطان.الم تسمع بهروب قادة عسكريين (بعثيي الهوية)فهم كانوا تحت خيمة البعثي اثيل النجيفي شقيق اسامةالنجيفي.هل تعرف من هو طارق الهاشمي ومشعان الجبور وصالح المطلك,فهؤلاء وبقايا الحرس الجمهوري فكلهم لديهم علاقة مع الاقليم وغالب القادة هرب الى الاقليم,الا تعرف ان هزيمة القائد تكون ماساة خسارة المعارك.ابحث عن اسباب الخراب واكتب عن ماساة الايزيديين فقط وتذكر حلبجة وقبلة جلال التاريخية لصدام! وكيف خان القادة الشعب الكردي! فكلهم خونة للعراق! كرد وعرب هههه.هر بجيت كرد وعرب!ن

اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية