الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة كامب ديفيد, ونظرية توازن القوى الإقليمية.

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2015 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



لا يمكن تناول إجتماع القادة العرب في كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما, مجرد اجتماع عابر لقادة دول, من أجل الوصول الى خطوط مصالح مشتركة, أو الإتفاق على معاهدات دفاع او تسليح عسكري فقط, بل أن هذا الإجتماع حمل في طياته مضامين كثيرة.
تباين القراءات في نتائج هذه القمة, يقودنا الى رؤية واحدة, وإن تباينت أطرافها ؛ الجانب العربي الخليجي, يريد- وكما اعلن مرارا- أن يحصل على ضمانات امريكية, من أن الإتفاق النووي الإيراني, سوف لن يجعل من إيران قوة نووية , تحاول التأثير على ممالك وعروش حكام الخليج, خاصة بعد أن بدا واضحا وجليا, مدى تأثير الخطاب الإيراني السياسي الديني, على الكثير من الدول والشعوب في المنطقة, بل والتأثر الواضح بهالة الجمهورية الإسلامية.
مع الكم الهائل من الوعود والضمانات التي قدمها اوباما الى قادة تلك الدول, إلا أن رفض هؤلاء القادة لهذه الضمانات, والتشكيك المستمر بها, من خلال وسائل اعلامهم, يدل على أن مطالبهم هي أكثر مما هو معلن في الإعلام؛ فعرب الخليج يعلمون جيدا أن قوة إيران ليس في امتلاكها للسلاح النووي, ولكن قوة إيران تكمن بقوة تأثيرها على كل المنظومة الدبلوماسية السياسية الإقليمية والدولية, مع ما تملكه من قدرات كبيرة يمكنها من تحقيق طفرات اقتصادية سريعة, في حالة رفع الحصار عنها, كل ذلك جعل من دول الخليج تمر بفوبيا التقزيم! حيث يرى هؤلاء القادة, أن وصول إيران لهذه المرحلة المستقبلية, سيجعل منهم أقزام صغار أمامها!
الجانب الأمريكي, يحاول أن يمسك تفاحتين بيد واحدة, فهو من ناحية يريد الخلاص من كابوس الملف الإيراني الذي امتد على مدى 35 عاما, ويجد له حلول يخرج الكل منها راضٍ ومنتصر, وفي نفس الوقت, يريد أن يضمن مصالحه الإستراتيجية مع دول الخليج العربي, ولعلمه بأن رسائل ووعود التطمين لم تكن كافية عند القادة العرب, جاءت موافقت الجانب الأمريكي على إعادة تسليح الدول العربية بأسلحة جديدة وقوية, كخطوة ثانية من أجل زرع الثقة في نفوسهم.
كل ذلك لم يكن كافيا, لأن كل هذه الخطوات, إنما تعني إنقلاب المعسكر الأمريكي من مناصر للعداء الخليجي لإيران, إلى طرف يحاول أن يخلق خطوط تفاعل مشتركة بين الطرفين, من خلال فتح القنوات الدبلوماسية, ومحاولة ايجاد الحلول السلمية للمعضلة الإيرانية, كل ذلك أعطى رسائل قوية على أنتهاء حالة التمترس الخليجي خلف الجبروت الأمريكي في المنطقة.
خطوة أوباما كانت ذكية جدا, ومحسوبة الحساب للمستقبل, إمضاء الإتفاق النووي مع إيران, وتفعيل بنوده, ورفع الحصار عنها, وإيقاف حالة العداء المستديمة بين البلدين, سيقطع الطريق أمام الجمهوريين القادمين للحكم بقوة, والمناصرين للتوجه الخليجي العدائي لإيران.
اوباما نجح في أن يمسك العصى من الوسط, ونجحت الدبلوماسية الأمريكية في خلق حالة توازن جديدة في المنطقة, قائمة على مبدأ تعدد الأقطاب: وفي ذلك نصر كبير!
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآيديولوجيات السياسية المعاصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا