الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصادر غضب خامنئي من تفتيش المنشآت العسكرية

خالد الأحوازي

2015 / 5 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


التصريحات الغاضبة لخامنئي حول رفضه لخضوع المواقع العسكرية الإيرانية للتفتيش تظهر مدى قلق المسؤولين الإيرانيين من معرفة العالم بقدراتهم الصاروخية التي تعتبر آخر ورقة يمتلكها حكام طهران لمدّ نفوذهم بالعالم العربي . كذلك إنّ القلق في الخطاب الإيراني ينمّ عن إحباط و فشل المخططات الايرانية وفقدان جمهورية ولي الفقيه لأوراقها واحدة تلو الآخرى في المنطقة العربية خاصة بعد تشكيل تحالف عربي في اليمن و تكهنات بتوسع هذا التحالف ليشمل سوريا. إنّ تمنّع القادة الإيرانيين و رفضهم لتفتيش المواقع العسكرية لن يصمد طويلاً أمام حزم المجتمع الدولي و صلابته لأنّنا رأينا كيف كان المسؤولون الإيرانيون يصرون على عدم تفتيش سفنهم المتوجهة الى اليمن ومن ثم تراجعوا عندما رأوا حزم الطرف المقابل وصلابته فسوف لن يختلف الأمر بالنسبة لتفتيش المنشآت العسكرية لكن لأنّ المنشآت الصاروخية حيوية بالنسبة لطهران سوف تكون جميع الإحتمالات واردة في الأشهر القادمة بالنسبة لهذا الملف.
إنّ تصريحات خامنئي الرافضة لتفتيش المواقع العسكرية الإيرانية من قبل وكالة الطاقة الدولية والتي أدلى بها خلال لقاء جمعه بقادة وضباط كبار في الحرس الثوري مطلع هذا الإسبوع توحي بأن البرنامج الصاروخي هو الفرصة الأخيرة أمام طهران لمدّ نفوذها في المنطقة عبر تسليح جماعات موالية مثل الحوثيين و مليشيات عراقية و حزب الله اللبناني و إنّ شمول البرنامج الصاروخي للإتفاق النووي سيتقلص النفوذ الإيراني في العراق و سوريا و اليمن وحتى لبنان.
بالنسبة للعراق فقد الإيرانيون الكثير من مواقع نفوذهم بعد سقوط حليفهم الإستراتيجي نوري المالكي. فظهور بوادر تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم للأكراد والسنة والشيعة سيترك أثراً على الداخل الإيراني فهذا لا يريح طهران التي تريد عراقاً موالياً بالجملة. ولا ننسى تأثير عراق ممزق على إيران التي تعيش أقاليم ملتهبة تحاذي العراق . من هذا المنطلق تحاول إيران خلال عقد من الزمان الإمساك بالعراق عبر حلفاءها لكن سقوط الموصل و الرمادي ومدن سنية أخرى بدد طموحات طهران بإخضاع هذا البلد بالكامل عبر دعم مليشيات موالية بالسلاح الذي تتباهى به طهران.
أما فيما يتعلق بالشأن السوري فيبقى سيد الموقف هو فقدان الدولة السورية الحليفة لطهران هيبتها و تقليص مناطق نفوذ عائلة الأسد و دخول حزب الله المعركة السورية و ما ترتب عليه من خسائر بشرية و سياسية يوحي أيضاً أنّ مصير الحزب و من وراءه طهران صار مرتبطاً بوجود الأسد.لكنّ فقدان هذا الحليف يعني فقدان السيطرة على البحر الأبيض المتوسط الذي تحقق على مدى أكثر من ثلاثة عقود في ظلّ التحالف الإيراني مع عائلة الأسد لتي استخدمت السلاح الإيراني كورقة نفوذ في لبنان و وسيلة تهديد تسيتعملها لأخذ المكاسب من الغرب واسرائيل.
و أما بالنسبة للشأن اليمني الذي تحول الى نقطة صدام بين التحالف العربي و إيران بعد تشكيل تحالف عربي تقوده السعودية للحد من النفوذ الإيراني المتمثل بجماعة الحوثي شكل ضربة قوية لطموحات التوسع الإيراني و مصدراً لإزعاج وغضب خامنئي بسبب انتكاساته في اليمن. إنّ قطع ممرات طهران البحرية و الجوية لليمن جعل طهران في مأزق حقيقي للتواصل مع حلفاءها في القرن الإفريقي. لكن الطريف أن عاصفة الحزم أظهرت عجز طهران و تناقضات هذا البلد أكثر من أي وقت مضى.فتراجع طهران عن إصرارها الأولي بعدم السماح لتفتيش سفن المساعدات المتجهة لليمن للتفتيش ومن ثم تراجعها وقبولها بالتفتيش يوحي بأنّ غضب خامنئي و رفضه لتفتيش المنشئات العسكرية سوف يلاقي نفس مصير السفن التي رضخت طهران بشأن تفتيشها ما يوحي بأن غضب خامنئي ليس من عملية التفتيش نفسها بل ينمّ عن عجزه من عدم إيقاف الخسائر والتراجع في المواقف و تقليص نفوذ طهران يوماً بعد يوم في العالم العربي فهذا الغضب سيتضاعف لو وسّع التحالف العربي حربه لمواقع نفوذ طهران في كل من سوريا والعراق وحتى لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو