الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمى -الزين اللي فيك - الفيلم الجديد للمخرج المغربي نبيل عيوش .

محمد بهى

2015 / 5 / 24
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


حمى "الزين اللي فيك " الفيلم الجديد للمخرج المغربي نبيل عيوش .
الكثيرون سيتذكرون اليوم فيلم "علي زاوا " لنبيل عيوش (سنة 2001) , والذي خص به حينها ظاهرة أطفال الشوارع في إحدى ضواحي مدينة الدار البيضاء . وهو الفيلم الذي أتاح للمخرج تكريس مكانته في عالم الصناعة السينمائية بالمغرب . الفيلم يحكي قصة الطفل (علي زاوا) بطل الفيلم بعدما اضطرته ظروف حياته الأسرية إلى مغادرة البيت بمجرد اكتشافه بـأن أمه تحترف الدعارة .
ثم فيلم "يا خيول الله " "Les chauveaux de dieu" سنة 2012 , تسعة سنوات بعد سلسلة التفجيرات المتزامنة بالأحزمة الناسفة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء يوم 16 ماي 2003, والذي يتناول مسار تدرج مجموعة من الشبان من حي سيدي مومن بالدار البيضاء ليتحولوا إلى رهابيين تكفيريين ..الخ
ثم الفيلم الوثائقي «أرضي MY LAND» الذي خص به القضية الفلسطينية سنة 2013 .
يواصل نبيل عيوش مساره السينمائي على الخط نفسه هذه المرة من خلال فيلمه الأخير , "الزين اللي فيك MUCH LOVED " . والذي حظي بالعرض على هامش "مهرجان كان السينمائي لهذا العام 2015 , ليؤكد بأن القضايا المجتمعية الشائكة والأكثر حساسية هي الموضوعات الأساسية التي تحظى بالأولية لدى المخرج .
وبحسب ما صرح به هو نفسه , فإن الفيلم الجديد استغرق منه ما لا يقل عن سنة من الإعداد قبل مباشرة الإخراج , وأنه أجرى خلالها الاتصال مع ما بين 200 إلى 300 حالة من أوساط بائعات الجنس ..
الفرق هذه المرة , هو أنه بمجرد انطلاقة حملة الترويج لفيلمه عبر مقاطع من الشريط , اشتعلت شبكات التواصل الإجتماعي من خلال الفيس-بوك خاصة بحملة مقيتة يراد منها شيطنة هذا العمل الفني بناء على "معايير أخلاقية " مزعومة , وتصويره كمروق وتحريض على الرذيلة , أو كإيساءة إلى سمعة البلاد وسورة المرأة .
من البديهي أن فيلم نبيل عيوش لا يدعي لنفسه أنه يتعرض لأحكام "الجنابة" أو "زواج المتعة". وإنما يتناول عالم الدعارة وتجارة الجنس , ويحاكي الظاهرة بأقل كثيرا من فظاعتها وحقيقتها بالمغرب أو في أي مكان آخر من الأرض ,
فما الذي يثير المتضايقين منه وأدعياء الورع والطهرانية ؟ هل هو الأداء الجريء والرائع الذي أبانت عنه "أبيدار " وباقي الممثلات إلى درجة التماهي مع الممارسات كما تؤكد ذلك مجموعة من الشهادات الصادرة عن مختصين ممن أمكنهم مشاهدة الفيلم ؟ أو أن هؤلاء يجدون أن الممثلات تنقصهن الحرفية ولا يشخصن أدوارهن على نحو ما يتطلبه الفيلم أو يعاش في الواقع ؟ هل لغتهن لا تحاكي القاموس المتداول فعليا في أوساط الدعارة ؟ ,
علما بأنه يحق للمخرج أن يختلق لفيلمه عالما متخيلا بالكامل دون أن يكون ملزما بأن يحيل على واقع بعينه .
لا شيء من كل ما ذكر , ومما يكون اللغة والصناعة السينمائية وأدواتها يظهر في الإنتقادات الرائجة بين أوساط معينة من "الجمهور ", حتى وصاحبه يعتبر من أكثر السينمائيين المغاربة اقتدارا وولوجا إلى التتويج والجوائز العالمية , وحتى والفيلم لم يشاهد بعد من طرفنا نحن ولم يعرض بعد داخل القاعات .
ما يعني أن هذا الإمتعاض المسبق إنما مرده شيء آخر , ويتعلق فقط بالجرأة التي أبان عنها المخرج كعادته في تناوله لموضوع الدعارة كما هي في واقعها الخام , الأمر الذي لا يتناسب ربما والنزعة المحافظة للخطاب الإيديولوجي الحاكم , كما مع ثقافة "الكاميرا شاعلة " و خطابات "العام زين " . والخوف من إثارة لوبيات الفساد التي تستثمر في المآسي الانسانية لتجارة الجنس .
لذا فأنا أعجب للذين لا يتضايقون من الروائح الكريهة والنتنة المنبعثة من الدعارة , ومن المآسي الإنسانية الواقعية لتجارة الجنس ؟ ويضايقهم أن يتولي الفيلم فقط تعريتها وفضحها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا