الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى التصريحات السياسية واضرارها الامنية

احمد عبد مراد

2015 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


فوضى التصريحات السياسية واضرارها الامنية

تقوم الدول وعلى مدى سنين طويلة باعداد كوادر امنية متمرسة ،يقضة وكفوئة ومبادرة بغية صيانة امن الدولة وحفظ اسرارها وسلامة شعبها وحدودها من اي عدوان محتمل .. لا بل الاكثر من ذلك وبالاضافة الى تشكيل مخابراتها واستخباراتها الداخلية والخارجية ، فاليوم تعمد الدول الى تشكيل الكتائب الالكترونية المخابراتية وخوض حروب متواصلة وطاحنة بغية اختراق امن الدول الاخرى سواء كانت الصديقة او المعادية بغية السيطرة على الموقف الاستخباري وتشكيل منظومة مخابراتية قادرة على استباق الاحداث والتهيئ للطوارئ ..وليس ذلك وحسب وانما تزويد قيادة الدولة السياسية بآخر الاحداث والمستجدات مما يساعدها ذلك بحسن ادارة المفاوضات والمناقشات والحوارات الدولية البينية والعامة.
فاين تقف حكوماتنا منذ العام2003 من هذه القضية الجوهرية وماذا اعدت لها على المستوى النظري والعملي وكيف حصنت الدولة العراقية من الاستهدافات الاختراقية وحفظ امن دولتنا وامن شعبها وارضها وسمائها واقتصادها ،يمكننا الاجابة( بلا شيئ) وتشيركل الدلائل والبراهين والاحداث واختراق حدودنا واحتلال اراضينا من جماعات مرتزقة منحطة ليس لها قيم انسانية ولا خلق ولا حدود لاعمالها المنكرة والمنافية لابسط حقوق البشر، نعم كل ذلك جرى ولا زال وحكومتنا واجهزتها المترهة في متاهات واضطرابات وسبات عميق .. وفوق كل ذلك ابتلينا بجيش من سياسيي الصدفة سواء من اعضاء البرلمان والحكومة والاحزاب الطائفية والمنظمات المنفلتة الشبه عسكرية وابواقها من الفضائيات وهؤلاء جميعهم ابواق منفلتة من عقالها تصرح وتروج وتفضح اسرار الدولة والجيش والنوايا المعروفة والمستترة بشكل اعمى وبذلك تقدم خدمة مجانية للعدو بكل ما يحتاجه وبدون عناء ،وكما تقوم تلك الاجهزة والساسة المنفلتين بالمناكفات والمماحكات السياسية الهزيلة والمضحكة ولكن بنفس الوقت تسبب الضرر الجسيم لامننا الوطني بشكل عام ، فمن يتابع ويسمع ويشاهد ساسيي العراق وتصريحاتهم من على شاشات الفضائيات يصاب بالغثيان والاشمئزاز والحيرة وكذلك الخجل امام العالم من هكذا سياسيين ابتلى بهم العراق .. وعلى الطرف الاخر ومن المتعارف عليه عندما تخوض الدولة حربا اوتتعرض لمحن وكوارث وازمات مفصلية تخصص لها ناطقا رسميا وليس من حق من هب ودب ان يعطي لنفسه الحق ويخرج على الملئ بصريحات منفلته وغير مسؤولة وعلى مزاجه.. ناهيك عن ان الموقف العسكري هو خط احمر لا يمكن ومن غير المسموح به الادلاء بالتصريحات البيانية العسكرية مطلقا الا لمن تكلفه القيادة السياسية والعسكرية للدولة، فما بالك وانت تسمع بين ساعة واخرى بل حتى دقيقة واخرى الجندي والضابط ومتطوع في الحشد الشعبي وعضو مجلس محافظة وشيخ عشيرة ورجل مار في الشارع والكل يدلو بدلوه ويصرح وبما يعتقد ويشتهي ويرغب والله من وراء القصد ولكن نتيجة كل تلك التصريحات خدمة للعدو وعادة ما تبدأ تلك التصريحات ( نحن محاصرون ،عتادنا يكاد ينفذ ، الدولة لا تهتم بنا، لا طعام لا ماء ،العدو من امامنا والالغام من خلفنا، نناشد رئيس الوزراء بارسال التعزيزات) وهكذا فهل هناك خدمة مجانية للعدو اسهل وافضل ومن ذلك وهو يستلمها ويحدد موقفه المطلوب والمنسجم مع كل تلك المعلومات الاستخبارية المجانية.
فمتى تصحى دولتنا العتيدة وحكومتنا الرشيدة وتضع حدا لكل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلطة وليست دولة
علي عدنان ( 2015 / 5 / 24 - 00:46 )
لاتوجد دولة عراقية صديقي العزيز وانما سلطه باذرع لقوى مختلفة يجمع بينها رابط اللاوطنية وسرقة المال العام والتفكير الغير علمي والخيالي الذي اكل عليه الدهر وشرب
هذه الشروط لبناء مؤسسات الدولة اي النزاهة والوطنية وحب الوطن والتكير المنطقي والعلمي لا توجد بتاتا في جميع الاحزاب والكتل السياسية الاسلامية وغير الاسلامية ماعدا الحزب الشيوعي العراقي بوطنيته وشرفه ونزاهته العاليه وتفكيره المنطقي السليم
الشيوعيون وحدهم يستطيعون بناء دولة مؤسسات تمتاز بالشفافية والنزاهة والعدل
واراهنك سيدي ان تاتي لي بمثال واحد عن نزاهة او وطنية اي كتلة سياسية عد الحزب الشيوعي العراقي!!!!

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل