الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر

علي مسلم

2015 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ما يزال هواجس الفقه العثماني حاضراً بقوة في صياغة الخطاب السياسي لدى مجمل القوى والاحزاب السياسية في تركيا بما في ذلك حزب الشعوب الديموقراطية الذي يعتبر حزب القومية الكردية , كون أغلب أعضائه كرداً , وكلما يدق ناقوس الانتخابات في تركيا تتسارع القوى السياسية التركية نحو خزائن تراث الفقه العثماني يستلهمون منها ما يخدم توجهات الناخبين المرحلية بغية الحصول على المزيد من الاصوات الانتخابية , واذا كان ذلك مباحاً ومشروعاً لدى القوى السياسية التركية كشأن قومي خاص بهم , فقد لا يكون كذلك بالنسبة لحزب الشعوب الديموقراطية بالرغم من تخليه الرسمي المعلن عن كل ما يمت الى اقامة كيان سياسي كردي مستقل في كردستان تركيا من صلة , والاكتفاء ببعض المفاهيم النظرية التي تندرج ضمن مصطلح الشعوب الديموقراطية أو الامة الديمقراطية , ومن الواضح أن فقه التنظيمات العثماني ( الاصلاحات العثمانية ) بدا حاضراً بقوة في ممارسات الحزب المذكور HDP في محاولة الحفاظ على وحدة التراب التركي , ومحاولة دمج الكرد في المجتمع التركي مقابل الحصول على شكل من المساواة وتحسين جانب الحريات المدنية , ومن الواضح أن تلك المفاهيم الطورانية قد تم زرعها في جسم الحزب سابقاً كخطوة أولية في سياق التسويق السياسي والقبول المجتمعي , وقد رافق ذلك خطوات سياسية جلها تمحورت حول تجاوز الخصوصية الكردية من لغة وتاريخ وتقاليد خاصة قومية وقد تم برمجة التاريخ الكردي على أنه يبدأ مع بداية ظهور حزب العمال الكردستاني , فالمرحلة التي ظهرت فيها التنظيمات العثمانية كانت فترة اصلاح بدأت في عام 1839 م وانتهت بفترة المشروطية الأولى في عام 1876م .
تميزت مرحلة إصلاحات التنظيمات بمحاولات عدة لتحديث الدولة العثمانية حينها ، وتأمين وحدة ترابها ضد الحركات القومية والقوى المعادية , حيث شجعت العثمانية بين الجماعات العرقية المتباينة في الدولة، في محاولة لقطع شأفة الحركات الوطنية في الدولة العثمانية وحاولت تلك الإصلاحات أن تدمج غير المسلمين وغير الأتراك في المجتمع العثماني بتحسين حرياتهم المدنية ومنحهم المساواة في أرجاء الدولة العثمانية .
يضاف الى ذلك أن حزب الشعوب الديموقراطية بقيادة صلاح الدين ديمرتاش يخوض غمار هذه الانتخابات بدون برنامج سياسي انتخابي محدد سوى بعض المصطلحات التهديدية , بحيث اذا فشل في تحقيق العتبة الانتخابية المطلوبة والمتمثلة بنسبة 10 % كشرط لازم لدخول البرلمان , فإنه لن يسير في طريق المصالحة الوطنية سياسياً , حيث اعتبرها البعض تهديداً مباشراً فهو يضع الشعب التركي أمام خيارين , خيار الانسحاب من حوار المصالحة وبين خيار التصويت لحزبه , وهذا ما دعى البعض من المحللين بوصفها بالشرط الغريب , يقول الصحفي التركي محمد زاهد غول " ان ديمرتاش يسعى الى زعامة تفوق زعامة اوجلان بين الاوساط الشعبية والسياسية والعسكرية الكردية ويرى أن دخول البرلمان من خلال الانتخابات التي ستجري في السابع من حزيران المقبل سوف يسهل عليه تحقيق أهدافه الشخصية ".
من جانب آخر أشار نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان أن تصريحات ديمرتاش الاخيرة سوف تضر بقضية الديموقراطية في البلاد حيث اشار الى تصريحات غريبة أدلى بها رئيس حزب الشعوب الديموقراطية HDP في اطار الدعاية الانتخابية , ودعوته الى تشكيل منظمة للعصيان المدني في حال لم يتجاوز العتبة الانتخابية , كما انه اشار الى انه سيقوم بإغلاق مدارس الائمة والخطباء في مدن كردستان .
مقابل ذلك نجد أن حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب اردوغان رئيس الجمهورية , يسعى عبر مشروعه الانتخابي السياسي الواضح نحو تحقيق المزيد من المكاسب السياسية للقومية التركية والسعي الحثيث للانتقال بتركيا الى مصاف الدول العظمى بحيث تكون من ضمن الدول العشرة الاولى في العالم اقتصادياً بحلول عام 2023 , الى جانب سعيه الحثيث للحصول على نسبة مقاعد في البرلمان تؤهل حزبه للقيام بإصلاحات دستورية ووضع دستور جديد لتركيا (على انقاض دستور عام 1982 الذي وضعه الجنرال كنعان افرين على خلفية الانقلاب العسكري الذي قاده عام 1980) وتعديل النظام السياسي من نظام برلماني الى نظام رئاسي وتحويل تركيا الى دولة محورية مؤثرة على الساحة الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟