الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعدام شنقا للرئيس السابق الباجي قائد السبسي

سيف الدين عفانة

2015 / 5 / 24
كتابات ساخرة


استيقظت فزعا... فصوت الإذاعات موحّدة عل خبر واحد... والناس كلها توحدت على سماع البيان رقم واحد لرئيس لم أتبين بعد اسمه...
ما هذا اليوم... لماذا وكيف حدث هذا؟
أسكتّ مذياعي بضربة قاضية وفتحت باب البيت ولم يزل البيان يواصل غرز نباله في أذنيّ وعقلي...
وفجأة سكن كلّ صوت... تاركا المجال لمذيعة لها صوت كالمنشار...
- تتابعون الآن سيداتي سادتي النطق بالحكم في قضية الرئيس السابق الباجي قائد السبسي...
أدركت أن المسألة جديّة... فارتعشت وبردت مفاصلي وأحسست بنفس ريح 14 جانفي 2011 تحاصرني... فجلست وأشعلت ما يطفأ توتّري منتظرا هذا "الإعلان".

" بعد الإطلاع على ملفّ الجرائم التي قام بها الرئيس السابق للجمهورية التونسية من سرقة لأموال الدولة وبث الفوضى والذعر في صفوف المواطنين الأبرياء وتعذيب و.. وبعد سماع كلّ الشهود دون استثناء... قرّرنا الإقتداء بالحكومة المصرية الشقيقة الحكم بالإعدام على المدعو الباجي قائد السبسي... الذي لم يحاول خلال فترة حكمه إلا تهديم ما بناه أسلافنا... انتهت الجلسة."

ولكن ما وجه الشبه بين هذا وذاك... ومن حكم عليه بالإعدام... بالأمس كان هو الرئيس... واليوم من؟ من هذا الرئيس ؟ رأسي يؤلمني... وليست لدي أي وسيلة معاصرة غير الراديو لأعرف مصير هذا البلد الذي ملّ من الإنقلابات والتّقلّبات... هذا الشعب الحالم بالطمأنينة والسّلام... من هذا "اللّاعب" الجديد الذي انتدبته عصابة السياسية العالمية لإكمال "عصر" هذه الأرض ؟

وفجأة... اختلطت الأشياء وابتدأ العالم من حولي يدور... البنايات تصغر... والسيارات تتضخّم... والطّيور تجري والحيتان تطير... اختفت كلّ الألوان... خيوطا أصبح العالم... ومخلوقات تصعد من تحت الأرض لم أرى لها مثيلا... كلّها ضبابيةّ... ولا ألوان... ومن الأفق... ابتدأ يقترب منّي شبح... يتوسّط مد نظري وهو الوحيد الذي له لون... وهو الوحيد الظاهر دون سواه...
بدأ يقترب... ومن حوله تتراقص جوقة من أشباهه ولكن أقزام...
ابتدأ صدري يضيق... وتعرّقت من كل مكان بجسدي يستطيع أن يعرق ... وانتظرت قدَري... فبعد كل ما رأيت لن أخشى شيئا... فحتى إن كان ملك الموت فأنا مستعدّ للقائه منذ أول شبابي... منذ عرفت أن الحقيقة الوحيدة في هذا العالم هي حتميّة الفناء.

بدأت أفكّر فيها وأتمنّى أن أعانقها لآخر مرّة وأقول لها أني ما أحببت غيرها... وأغمضت عينيّ... ولكنّ صيحة مدوّية أخفت صورة حبيبتي ففتحت عينيّ أمام وجه أعرفه... جدّا... لا أكرهه... بل كنت أحبّه... ولكن الأيّام أنزلته عندي من أعلى علّيين إلى....
-;- إلى أين؟ قال الذي أمامي
-;- كيف تقرأ أفكاري؟
-;- أنا السّائل. وأنت من تجيب... من أنت وكيف دخلتَ إلى هنا؟
-;- أنا لم أدخل يوما أي مكان ليس لي...
-;- بل دخلت يا سيف. وهذا ليس من حقّك. وأنت الآن الشّاهد الوحيد. فاقترح أنت ما الحلّ؟
-;- كيف عرفت اسمي؟ وأنا الشاهد الوحيد على ماذا؟
-;- أنا أعرف كل شيء هنا... لأنّ هذه الدنيا ملكي أنا وحدي... صنعتها لي وستبقى لي ما دامت لم تتحقّق... أنت دخلت عالم أحلامي... ولن تخرج بسهولة... أنت جاسوس... ولن تفرّ بعملتك الشنيعة...
-;- أنا أعرفك جيّدا... أنت
-;- نعم أنا هو... الرئيس الحقيقي... اللذي أخرجت عنوة من القصر... لجهلك أنت وأبناء شعبك لقوّتي وعظمتي وحكمتي... أنا منقذ هذا الوطن... سأعود... سأطهّر كلّ شبر في الوطن... وسيصبح حلمي حقيقة... أما أنت...
-;- أنا لست جاسوسا... كما أنّي لم أحلم يوما جرّاء ما تقوم به أنت وأمثالك من صراع عل الحكم... وليس من أجل السير بهذا الوطن الجريح إلى برّ الأمان.... كما أني لا أتصوّر أنّ تهديدك لي سيخيفني... فإنّي أعرفك جيّدا... وأعرف دنياك جيّدا... وسأبقى أتجسّس على أحلامك مادمت أنت وأمثالك تسرقون أحلامنا... إلى الجحيم... إلى مزبلة التاريخ يا .......
وفجأة شعرت بكمّية من الماء البارد تغطي كلّ جسدي... وفتحت عينيّ فإذا بوالدتي تمسك "سطلا" فارغا وتنظر إليّ بتقزّز وتقول
-;- إلى متى ستبقى أحلامك يا سيف منبعا للشتائم والألفاظ الرديئة... إلى متى؟
أحسست بالخجل... ومسكت علبة السجائر وفتحت المذياع... ولكن أمّي عادت إليّ قائلة:
-;- إذا حلمتَ مرّة أخرى بهذه الطّريقة... فسأشتري لك "كمّامة" تقي آذاني من قبح كلماتك حين تحلم...

ضحكت من جملتها... ليس استخفافا ولكن استغرابا... فهل كلّ الناس في هذا الوطن يكرهون الأحلام؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
i Ahmed ( 2016 / 6 / 4 - 16:33 )
مقال رائع

اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو