الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا مشعان الجبوري يا بغدادية؟

محمد السيد محسن

2015 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



المتابع لقناة البغدادية وبرنامج "التاسعة" حصرا يستنتج ان اسم مشعان الجبوري يحشر في زوايا النقاش عنوة وكأن رسالة توجه بشكل شخصي لهذا الرجل من خلال استهدافه والحديث عنه وعن شهادته الدراسية ما يعطي انطباعا ان لمدير القناة او القائمين عليها شأنا شخصيا ، وهذا لا يتسم مع خطاب القناة التي تصدت اكثر من مرة لقضايا العراقيين ورصدت مواضع الخطأ على طول دربها الشاق الذي سارت به وعاندت ظروف الحصارات التي فرضها عليهم اصحاب القرار من خلال إجراءات تعسفية لاحقت القناة متجاوزة صدقية القضاء العراقي وكشف صبر قناة البغدادية في السنوات السالفة زيف أسطورة " حيادية القضاء " واستقلاليته
ان الوقوف على مواضع الخلل في بنية العملية السياسية العرجاء التي تقود العراق هو من صميم الرسالة الإعلامية ، وفي هذا السياق تبدو القناة معذورة ، حيث ان تيارات وأحزاب ورجالات العملية السياسية العرجاء لاتعنى بمقولات الاعلام وتشخيصه لمواضع الخلل ، بل ولم تدفع لحد الان أيا من هذه التيارات والأحزاب والرجالات لإعادة تقييم ما يحدث وما حدث، ولم نسمع ان احدا من هذه التيارات والأحزاب والرجالات كذلك من تجرأ للقيام بمراجعة سياسية لتقويم مسيرتها وتقييم المرحلة
وما يثير في استهداف الجبوري في هذه المرحلة ان الرجل قادر على تشخيص مواضع الخلل والكشف عن الكثير من المشكلات التي يتم التغاضي عنها مستفيدا من وجوده كتائب في البرلمان العراقي
ويكفي الجبوري منقبة انه هو الذي كشف المستور والمسكوت عنه في قضية " سبايكر" ولولاه لتم السكوت تماما حول قتل الأبرياء ورميت مسؤولية دمهم المضيع على عاتق تنظيم داعش ليتم السكوت عن المطالبة بدمهم والاستفادة من خطأ السكوت على جيوب عراقية وعشائرية وحزبية متخاذلة. لكن الرجل كشف بكل مسؤولية عن المتورطين وجلهم من أبناء مكونه وبعضهم من أقربائه ومن دمه ، كما ان موقفه في معركة تكريت وتحديده للعشائر للوقوف مع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي ، وهو اول من اثبت للجميع ان الحشد الشعبي ليس شيعيا بل ان فيه من العشائر السنية الكثير... هذه نقاط إيجابية تحسب للجبوري في هذه المرحلة على الأقل ، وقد برز موقفه في وقت جبنت فيه الكثير من العشائر السنية على تأسيس موقف إيجابي حقيقي ازاء ما جرى في تكريت
لقد تابعته مع قناة الحدث وهو يفند الأقاويل التي تتهم الحشد الشعبي بحرق مساكن في البو عجيل بعد طرد تنظيم داعش منها وقال ان الحقيقة هي ان بعض أبناء العشائر في صلاح الدين ناقمين على بعض العائلات التي بايعت تنظيم داعش وانخرط ابناؤها في سلك هذا التنظيم وأذاقوا هل هذه المدن الويل والثبور
كما استطاع هذا الرجل ان يمارس دور المعارض الحقيقي من خلال وجوده في البرلمان الامر الذي لم نجده عند الكثير من النواب ، بل وهذا ما تفتقده العملية السياسية منذ انطلاقها بعد ألفين وثلاثة ، وبذلك فان اي استهداف له يشير الى التفريط بصوت من الممكن ان يكون معينا للبغدادية في تطبيق رؤيتها الجوهرية للأحداث ويتناغم مع صوتها الصادع في كشف الحقيقة لمصلحة المواطن اولا
اعتقد ان الاولى بالبغدادية احتضان الأصوات القادرة على ان تقول ما يسكت عنه من قبل الكثير من المندسين في العملية السياسية وهم لايستطيعون ان يغيروا شيئا مما يحيق بهم من اخطاء ومن ممارسات تغذي الفساد المتهم به الطبقة السياسية وبيئتها المشبوهة
من جانب اخر ومهم وهو ان الاستهداف يأتي في مرحلة يحتاج فيها العراقيون للحض على التوحد والالتفات الى ردم الهوة بين السياسيين والشعب الذي يخطىء مرارا من خلال ترشيح هؤلاء المتزلفين لمصالحهم الحزبية والعشائرية لأكثر من مرة ، حيث يجب على الوسيلة الإعلامية تشخيص الاولويات في الطرح وعدم إهمال اي قضية لها مساس مباشر بالشعب وجمهورها المستهدف بلا شك
فما يضير الاعلام هم المدعون وليس الذين يتحدثون بصراحة ونكران ذات وهذا ما أثبتته الأيام الماضية من خلال مواقف الجبوري ... وأتساءل في هذه النقطة: أليس حريا ان تؤجل البغدادية حربها ضد الجبوري مازال الأخير يمارس دورا إيجابيا من خلال الوقوف مع كل الأهداف التي تسعى لها تلك الوسيلة كجزء رئيس من خطابها الإعلامي ، بيد ان السياسات الإعلامية تدور في فلك ضياع الاولويات وعدم اخضاع الخطاب الإعلامي والسياسات المرحلية للقنوات الى مراجعات دورية لتقييم أولويات الخطاب وفقا لأهمية المرحلة وإفرازاتها
صوت البغدادية مهم في هذه المرحلة ، كما ان صوت الجبوري وفق هذا الأداء مهم ايضا ولا ارى اي اختلاف بين الصوتين في هذه المرحلة ، الامر الذي يدفعني ان اتساءل عن جدوى التشهير والاستهداف . فلم نسمع من البغدادية مثلا ان وزير التربية السابق والمتسلل لنيابة الرئيس ، خضير الخُزاعي انه يدعي انه يحمل شهادتي دكتوراه، بيد انه حينما يقدم اوراقه الى الانتخابات تجد انه حامل لشهادة إعدادية المعلمين - محافظة ميسان - كما اننا لم نسمع من البغدادية انها تبنت خطاب السيد شروان الوائلي النائب السابق حينما طرح اسماء المزورين ومن أشهرهم النائب الان عن صلاح الدين " مطشر السامرائي" الذي رشح كمحافظ لمحافظة صلاح الدين وبعد شكوى انه زور اوراقه الرسمية كشف القضاء انه فعلا كان مزورا وعزل عن المحافظة وصدر حكم قضائي بحقه بتهمة التزوير لكنه تسلق ثانية الى البرلمان وهو الان نائب عن محافظة صلاح الدين ... ان استهداف هؤلاء يدفع بالثقة للقناة ويزيد من تصالحها مع جمهورها ويزيد من قوة صوتها على ان هؤلاء يمثلون ظاهرة سلبية محضة ، اما وان هذا الامر لاينطبق على النائب مشعان الجبوري على أساس ان إشعاعه في هذه المرحلة لايخفيه احد ، وبالتالي فان الوقوف مع الظواهر الإيجابية وعدم تعطيلها يتسق مع مشروع القناة - وأقصد البغدادية - وخطابها الإعلامي الذي لايشك به احد وفق سيرتها الناصعة منذ انطلاقها كصوت قادر على تشخيص الخطأ وبالتالي يلقي عليها مسؤولية المطالبة بالتصحيح مهما سعى الساسة لصم آذانهم عن الأخطاء وتغذية الفساد الذي ينخر بالعراق الامر الذي يمثل رافدا مهما لتغذية الإرهاب
والله من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا