الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا الخداع مستمر .

حمزه الجناحي

2015 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


وكما كان يتوقعه العراقيين اشهر مرت وامريكا تقود تحالفها الغريب وطائراتها تجوب اجواء المنطقة الشرق اوسطية وهي تطير من كل الاتجاهات تقودها تلك الاقمار التي تسجل وتصور كل شاردة وواردة وتلتقط اصوات كل من تريد ان تعرف مكانه وها هي اليوم امريكا تدعي انها عاجزة عم تحقيق اهدافها رغم كل تلك الاشهر التي مرت وتحد من خطر داعش وتحركاته ,والغريب والمتتبع للأوضاع منذ دخول التحالف الامريكي الدولي الى العمل شاهدنا ان قوات داعش (الدولة الاسلامية ) تشن هجمات وتسيطر على اهداف اكبر بكثير من تلك التي كانت تحصل عليها قبل الوجود الامريكي الجوي والأمثلة كثيرة قبل تكريت وبيجي واليوم الرمادي التي اكتسحتها داعش وبساعات وتوقفت قبل ان تصل الى مواقع المستشارين الامريكيين في قاعدة عين الاسد ولم تحرك امريكا اي ساكن لصد تلك التحركات الداعشية السريعة وكأن امريكا كانت نائمة وقتها ولم تكن اقمارها الصناعية وبوارجها في البحار وطائراتها في الدول العربية كافة متأهبة لقتال داعش فلقد توقفت بالأمس من ذالك القتال وكأنها قد قدمت ليس لأجل داعش بل جاءت لأهداف اخرى وهي الحقيقة التي يكتشفها العراقيين قبل غيرهم لمعرفتهم بقوة امريكا وبأسها الجوي ومنذ العام 1991 وحتى العام 2011 ..
اكثر من يعرف الامريكيين في العالم هم العراقيين ولو استذكرنا مافعلته امريكا ايام الحصار العراقي ومثل واحد لذالك الوقت يجعلك تتوقف من تلك القوة الهائلة والرهيبة فلقد ارسلت امريكا شباكها الى الجنود العراقيين في صحراء الكويت وهي تصطادهم بطائرات الاباتشي كأنهم حيوانات في غابة وارسلت ايضا صاروخا واحدا في العام 1993 الى غرفة نوم ليلى العطار ليقتلها في الحال بسبب رسمها لصورة لبوش على ارضية مدخل فندق الرشيد وأرسلت ايضا امريكا طائراتها المسيرة في اليمن منذ بداية التسعينات وهي تصطاد بعض الشخصيات الارهابية كما تسميها على اثر تفجير المدمرة الامريكية كول في احد الموانئ اليمنية وعشرات الاحداث التي شاهدها العراقيين من انزالات وخطف وقتل وليس آخرها هو قتل اسامة بن لادن في باكستان اما آخر تلك الشواهد على قوة الطيران الامريكي وقوت امريكا هو قتل القائد الداعشي ابو سياف في سوريا قرب حقول العمر السوري في مدينة دير الزور قتلته واسرت زوجته وعادت القوة المهاجمة الى قواعدها دون اي خسائر والعملية تمت ليلا طبعا هناك العشرات من العمليات الغير معلن عنها تنفذها قوات امريكية لكنها لاتعلن عنها لأسباب امريكية ..
منذ العام 91 والى يومنا هذا وأمريكا لا يخفى عنها شيء في العراق فلقد بدأت حرب المخابرات والاستخبارات الامريكية في العراق منذ عاصفة الصحراء واستمرت بأرسال ضباط CIA تصول وتجول في العراق وهي تفتش على اسلحة الدمار الشامل حتى اصبح العراق بالنسبة لأمريكا استخبارتيا كما وصفه احد الضباط الامريكيين ابقوله (نحن نعلم عن العراق وخفاياه اكثر من علمنا عن شوارع وخفايا واشنطن ) اذن امريكا لا يخفي عنها شيء لكن لماذ تقف بدون حراك وهي ترى داعش تتمدد في العراق دون ان توقفها مع العلم انها تملك التخويل الكامل من العراق لأيقاف داعش وكذالك من العالم الا اذا كان هناك امرا أخرا غير ارجاع العراق الى سابق عهده ؟
الجواب نعم وهاهي امريكا لم تسلح الجيش العراقي ولم تزوده باي نوعية من الطائرات التي اتفق عليها العراق معها واكثر من نصف الثمن لتلك الطائرات ال f16 قد دفع ثمنها واليوم اكثر دول العالم القوية والضعيفة تمتلك هذه الطائرة وشاهدنا هذه الطائرة في عاصفة الحزم وهي تطير من الاردن والبحرين والكويت والمغرب والسعودية لكنها لا تملك ولا يسمح بتمليكها للعراق مع وجود اتفاقية امنية استراتيجية بين الطرفيين وأحد بنود هذه الاتفاقية ,,
المادة الثالثة اولا وثانيا وهاتين الفقرتين اكثر وضوحا من غيرها ولا تحتاج الى تفسير ..
1- تقديم تأكيدات والتزامات أمنية للحكومة العراقية بردع أي عدوان خارجي يستهدف العراق وينتهك سيادته وحرمة أراضيه أو مياهه أو أجوائه.

2- مساعدة الحكومة العراقية في مساعيها بمكافحة جميع المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة والصدامين وكل المجاميع الخارجة عن القانون بغض النظر عن انتماءاتها والقضاء على شبكاتها اللوجستية ومصادر تمويلها وإلحاق الهزيمة بها واجتثاثها من العراق على أن تحدد أساليب وآليات المساعدة ضمن اتفاقية التعاون المشار إليها أعلاه.
أي من هذين البندين كانت أمريكا احترمت تعهداتها اتجاه العراق وعملت على ايقاف العدوان وتجهيز جيشه بالأسلحة ؟لم تفعل امريكا ولن تفعل ذالك ابدا ولا يمكن ان تحترم تلك الاتفاقية وتساعد العراق في محنته بل على العكس لأمريكا دور واضح في اضعاف العراق وحكومته المنتخبة وهي تصدر القوانين للتعامل مع مكونات الشعب كدول من اجل تسليحها بعيدا عن بغداد وقبل هذا وذاك صرح نائب الرئيس بايدن بموضوع الاقاليم الجغرافي العراقي أي اراد للعراق ان يكون ثلاث اقاليم كردي وسني وشيعي ومنذ ذالك اليوم وهي ساعية لتنفيذ مايدور في اروقة السياسة الامريكية وخلف الابواب لتقسيم العراق ,,واستمرار امريكا واضح وهي تستقبل العشائر السنية والشخصيات العراقية الكردية بدون موافقة الحكومة المركزية لتمرير هذا البرنامج على رؤوس العراقيين دون حياء ولا خجل..
من المؤكد أن لأمريكا اسبابها وأهم هذه الاسباب هو ضعف الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاتفاقية الامنية فأي دولة غير العراق وحكومته من الممكن ان تذهب لشراء الاسلحة من الدول الاخرى ولو ان جودة تلك الاسلحة ليست بنفس جودة الاسلحة الامريكية لكن العراق في حرب وهو يحتاج للسلاح وحسب المواصفات الذي هو يحتاجها والسوق العالمي للأسلحة ليس حكرا على امريكا كذالك ان امريكا بعد ان تفهمت الضعف الحكومي ذهبت بعيدا حتى بمنع ابناء الشعب الواحد من التدخل لتحرير مناطق العراق من الزمر الداعشية ومثال الحشد الشعبي التي تكرهه امريكا لأن هذا الحشد يمتلك اسلحة غير امريكية ايرانية الصنع وروسية وكذالك يتمتع بروح قتالية وتدريب عالي ليس كالتدريب الامريكي على يد المستشاريين الامريكيين المعروفين بالزعيق والصياح والتعالي امام المتدرب وبالتالي فأن التدريبات الامريكية دائما ما تكون غير مناسبة للمقاتل العراقي ذات الاباء وعدم تقبل فوضى المدرب الامريكي ناهيك عن ان رجال الحشد الشعبي يتميزون بقوة العقيدة وحب الوطن وهم يتمتعون بكل صفاة الروح الوطنية والمقاتل الاسطورة المحب لوطنه والذي لايمكن ان يفكر بالهزيمة او الهروب من ساحة المعركة وهذه الصفاة لا تطيقها امريكا وهي تصنف الحشد الشعبي العراقي بأنه القوة الخامسة الضاربة في العالم بعد قواتها والاسبانية والكندية والفرنسية لماذا اذن سمحت امريكا بدخول الحشد الشعبي الى الانبار لتحريرها اليوم ؟
اعتقد ان الحرج الواضح التي وقعت فيه امريكا بعد سقوط الانبار وانكشاف هدفها التقسيمي امام الرأي العام الامريكي وأمام العراقيين العملاء من الساسة قبل المواطن العادي وهو يرى نساء الانبار وشيوخها وأطفالها تتدافع على جسر ابزيبز من اجل الخلاص والعبور الى ضفة الامان صار لزاما عليها ان تقبل بدخول تلك القوات العقائدية لتحرير الانبار ..ماذا تريد امريكا من وراء كل هذا التواطئ امام داعش وشعب العراق ؟
واضح من كل تلك الافعال ان امريكا تريد ان تقسم العراق الى ثلاث دويلات بحجة الاقاليم وتتحجج بالدستور العراقي وأيضا تريد ان يبقى العراق مريضا لا يتعافى امام دولة اسرائيل من اجل ان تتسيد اسرائيل المنطقة اذا عرفنا ان العراق وسوريا هما الدولتين العربيتين اللتين لم يعترفا باسرائيل ولم يفكرا ايضا بفتح قنوات سياسية ودبلوماسية معها وهذا هو الهدف الكبير اخضاع شعوب هاتين الدولتين وجعلها تصل الى مرحلة اللاعودة من القبول ببرنامج امريكا وبمساعدة العملاء من المكونات المهادنة على حساب وحدة العراق .
لم تتوقف امريكا عند حدث سقوط الانبار بل ستمضي في برنامجها الاستراتيجي البعيد المدى شاء العراق ان ابى وهي تحاول جاهدة وبكل السبل المتاحة وأول تلك السبل هو الاعتماد على هؤلاء السياسيين المشردين الانتهازيين اللذين ينعقون خلف الحدود وينقلون صورا مشوهه عن الواقع العراقي بحجة التهميش والاقصاء من مكون واحد الى مكونات العراق الاخرى وبالتالي فهي اذا ماوجدت الارضية الخصبة لا تتوقف عن التدخل في الشأن العراقي وربما ايضا ستستغل امريكا بعض الاصوات النشاز من بعض الدول الاقليمية حول التدخل الايراني في الشأن العراقي وستتخذه ذريعة هو الاخر نحو البحث عن مدخل جديد لتدخل في العراق ,,المهم ان الواقع العراقي الحالي وبوجود هذا التشرذم وتشجيعه من اجل اضعاف أي حكومة قادمة في الداخل العراقي وعدم وجود وحدة الكلمة حتى للمكون الواحد فأن امريكا ستبقى تتربص وتتحين الفرص من اجل الوصول الى هدفها الرئيس هو تفكيك العراق وجعله دويلات ثلاث متباعدة من اجل المصلحة الأسرائيلية حتى لو كلفها هذا التدخل العودة ثانية وبقوة العام 2003 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغامرات وأسرار.. بيكي تكشف أبرز التحديات التي تواجه البنات ا


.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرًا لصالح با




.. ناريندرا مودي يتولى رئاسة وزراء الهند للمرة الثالثة


.. لأول مرة.. مقاتلة أوكرانية تقصف العمق الروسي وتدمير مقاتلة ا




.. قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًّا وسط