الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربانة الإسعاف

قاسم حسن

2005 / 10 / 3
حقوق الانسان


هاهي مجزرة أخرى تحصد أرواح العراقيين ... وتسفك دماء الأبرياء الزكية .. وهانحن نتفرج ويتفرج معنا .. العدو والصديق ... ( إن كان هناك صديق) ... والعراقي دائخ ، حائر ، يتلفت يمينا وشمالا ، وشرقا وغربا .. ولا من ناصر ولامعين .. وتدور في ذهنه اسئلة شتى .. لماذا هذا الذي يجري ؟ وماذنبنا ؟ ولماذا هذه الدماء التي تسيل في كل ساعة ويوم ولحظة ؟ والى متى تستمر؟ وماذن العشرات من العوائل من ابناء شعبنا الصابر التى ، رملت ، وفقدت أبناءها ذخر المستقبل ، واخيرا .... من المسـؤول ؟
هــذا السؤال الكبير ، والمحيـــر وهل من مجيب... لاأعتقد أن هناك إنسانا ، بشرا ، عاقلا كان ام مجنونا ، لايتقزز ، ولايتألم ، عندما يشاهد تلك المآسي ، واشلاء الجثث تتناثر ، والذبح ، والحرائق في كل مكان ، ومدينة ، وقرية ، وشارع ، وهل كَتِب على العراقي الطيب هكذا مصير ؟
شعارات البناء ، والديمقراطيه والعراق الجديد .... مللنا منها .. ولم يعد العراقي اليوم يحتمل كل هذه الأكاذيب ، فالعراقي اليوم اقل مايطمح اليه ويحلم ، هو الأمن والاستقرار ... ومن خلال هذا الأمان يستطيع أن يضمد جراحه .. وينطلق الى شأنه في العيش الكريم... إن الطائفية .. والمحاصصة ... والأخطاء السياسية والجهل لدى النخبة التي تدير دفة البلد ...والمنشغلة في .. النهب والسلب .. وتوزيع الغنائم .. والفوضى العارمة في كل مكان ومرفق من مرافق الدوله... والولاء لغير الوطن ... كل هذه الأمور وغيرها هي السبب الرئيس لما يجري اليوم على ارض العراق ... ولننتهي من شماعة ... النظام السابق ...وغيرها فالأرهاب في كل مكان .. وفي كل دوله .. لكن الجهل في مكافحة من يرهبونا ... هو الداء ... فلو كان ولاء الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ السقوط ولجد الآن لكانت نهاية الإرهاب وماتبقى من أزلام النظام الفاشي ...
هل يعقل أن تتنقلون داخل العاصمة بغداد والمدن الأخرى... بطائرات الهليكوبتر ... وجثث شهداءنا بأرواحهم الطاهرة .. بعربانه؟
وهل يعقل أن تبذر الأموال بهذه الطريقة ، لحمايتكم ، والأنسان العراقي عار لايعرف مصيره متى يموت ، وبأية لحظه ؟
وهل يعقل أن تكون حماية ابن الحكبم .. كتيبة مدرعة بأحدث الأسلحة ... وهل .. وهل ... الخ
تتسابقون على المؤتمرات .. في الخارج .. وبلدنا يحترق
تتفرجون على الموتى .. والنيران المشتعلة ... وخراب المدن .. وأكوام النفايات .. من الجو ..
تتسابقون .. أمام كاميرات التلفزة ..بملابسكم الأنيقة .. وحماياتكم الأجنبية .. هذا هو عهدنا بكم
الجوع يهلك العراقيين ... المرض ينهش بأجسادهم .. لادواء .. ولامستشفيات صالحة للحمير .. ولاشوارع .. ولاماء .. ولاكهرباء .. ولابشر .. ولاحجر .. كل شيء خراب ..
أين تلك الأموال التي قررت .. وتدفقت على جيوبكم ... وأين تلك الهدايا من الدول الصديقة التي انهالت عليكم ؟ ؟ ؟
اين احدث المعدات .. وأحدث السيارات .. التي تعاقدتم عليها .. وأين تلك البرامج التربويه .. واين تلك المعدات المدرسية وطلابنا لازالوا يجلسون على الأرض .. حفاة .. عراة ؟؟؟؟؟
كلها علامات استفهام .. ولم تعد سرا .. وأنتم أعلم منا جميعا ...
وهل من المعقول .. وهل هم من صنف البشر هؤلاء الذين .. تصرفوا بأموال الشعب .. بهذه الطريقة .. يسرقون سيارات اإسعاف لكي تحل محلها عربات المارة .. أو بائعي .. الأسماك والخضرة .. كي تسعف جرحانا .. وتنقل جثث موتانا ... أنه ابتكار مابعده ابتكار .. يسجل للعراقي .. العظيم .. مخترعا ... عربانة الإسعاف

فتبــا لكم وأتركوا الشعب .. ليختار غيركم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد