الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية -وجع- الجزء التاسع

سيف كريبي

2015 / 5 / 25
الادب والفن


كانت تلك الليلة تغازل الدهر طولا ظلام حالك يجوبه ضوء النار الموقدة لتدفئة غزالي .. وسنفونية الموت تعزف تحت وطئة الراجمات .. لا يمكنني حمل غزالي والتنقل بها خارج المدينة في هذا الوضع الحرج ولا يمكنني تركها ملقاة هنا فلا أحد يعلم ما ستؤول له الاحوال في الساعات القادمة ..
عساها ملاكي تتعافى بسرع لنسارع بالمغادرة .. كانت هذه هي الكلمات التتي ترددها شفتاي وانا أداعب خصال شعرها المسدل ساهرا وقد نام الليل وأبت جفوني أن تنام ولو قليلا فقد كنت أرتشف لحظات الوصال في كل ثانية أرى فيها ملكة عريني بين ذراعي .. كنت أجفف حبات العرق من جبينها بقطعة قماش مبللة كنت قد مزقتها من قميصي تارة وأحاكيها عن ما مر بي في إغترابي عنها تارة أخرى .. كنت أحاكيها عن ليالي طوال كنت أقضيها باحثا عن العيون التي إمتلكتني باحثا عن النجوم التي كانت تضيء سمائي عازفة ألحان هوانا وغرامنا مشتكيا من جفائها بين الحين والآخر .. كنت أحاكيها عن رفيق وحدتي ذاك الغراب الذي إنفض من حولي لما إستمع له من ألم عشش في أوصالي وأنا بعيد عن غزالي ..
آه يا ملاكي لو تعلمين لم يفارق جفوني طعم الحنين .. ظل حبك جاثما في قصره العاجي ولازلت أنا ذاك السجين ..
كانت الحروف تنساب بين شفتاي مرتلة أعذب الصائد
وفي إحدى ليالي إنتظاري بجانب ملكة عريني أخذ النوم رموشي وتهت في نوم عميق لما مر بي من أيام متتالية من السهر كانت أجمل الليالي التي عهدتها منذ ولادتي كنت أشعر بإطمئنان لا مثيل له ودفئ يتسلل لأوصالي من أنفاسي غزالي لأصح على صراخ مفاجئ .. إنها ملكتي .. إستيقظت وقد أخذ مني الهلع مأخذه لأجدها منطوية في الزاوية تنظر لي والرعب إرتسم على تفاصيل وجهها الملائكي بالكاد تستطيع نطق الحروف قائلة في حالة هستيرية من الخوف ..
ماذا حصل للبيت ؟ أين أنا ؟
ألم تهجر المدينة منذ زمن ماذا تفعل هنا ؟
أين أنا ؟
إقتربت بهدوء أهدئ من روعها لا تهلعي يا غزالي أنا هنا بجانبك .. لقد تعرضت المدينة لهجوم إرهابي وقصف عنيف والشكر لله أنك لا زلت على قيد الحياة لقد تعرضت لبعض جروح وكدمات وكنت غائبة عن الوعي لأيام كنت حينها بجانبك .. أعذري تطفلي لكن منذ رأيت المدينة تحت وطأة الراجمات لم أستطع تمالك نفسي وعدت مسرعا من خوفي عليك ولكن ها أنت الآن بخير لا تهلعي أرجوك أنا حارسك حارس الغزال أتذكرينني ؟
إرتمت في حضني باكية يا حارسي كدنا نموت .. كنت خائفة جدا كان كل الناس من حولي يصرخون في كر وفر وصوت الراجمات كاد يفقدني سمعي وكان آخر ما أعهده هو دوي إنفجار قوي جدا لا أعلم ما حل بي حينها لأستيقظ الآن بين يديك شكرا لوجودك ..
كنت أرتشف الحياة من حروفها ودفئ حضنها مربتا عليها مداعبا خصال شعرها مطمئنا قلبها العذب .. وكيف تشكرين من تعهد حراستك أليس هذا واجبي يا أميرتي .. فقط لا تهلعي لازلت مرهقة لا تبذلي مجهود إهدئي أنا بجانبك لن يمسسك ضر منذ الآن ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل