الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثلاجة التي اسقطت مدينة الرمادي

وسام يوسف

2015 / 5 / 25
كتابات ساخرة


كثير هي الحالات التي استفزتني كما غيري على منابرنا الاعلامية العراقية منذ سقوط الموصل ولازالت .... ولكن حادثه سرقة الثلاجه بعد تحرير مدينة تكريت من قبل الحشد الشعبي والتي نقلتها قناة الشرقية , ابرزها. ليس لاني تركت ثلاجتي في البيت ايضا بل لان الحادثه اخذت ابعاد وحجم اكبر من حجمها ونالت من الاهتمام الشعبي الكبير بين مصدق لمصير الثلاجه وخائف على مصيرها وبين مكذب لطريقة تعامل مسلحي الحشد الشعبي مع ثلاجاتنا ...
تلك الثلاجه المحظوظه والتي نالت من الشهره والاهتمام الكثير , خلقت سؤال كبير بين معسكريين اعلاميين كبيرين واستنفر المعسكرين صحفييهم ومحلليهم السياسين للاجابة عنه لعدة ايام . هل الثلاجه "المدلله" التي ضهرت في الفلم كانت تسرق ام انها كانت عائده الى قواعدها سالمة .... واخذ الجدل بين الطرفين اشده طويلا مع متابعة المحللين لكل جزء في الفلم ولكل شخص ظهر في اللقطة المذكورة وتحليل الحركات بل وتطور الامر الى ان يتناول احد المنجمين واللذي يظهر بانتظام على احدى القنوات فحاول الاجابة عن السؤال ايضا بعد استعانته بالجن " المؤمن طبعا " وليس الجن " المسربت" ولكن جوابه لم يكن جازما وقطعيا في اشارة واضحه الى ان عالم الارواح ايضا منقسم على نفسه في بمصير الثلاجه ...
بالاضافة الى مئات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفه ولعدة ايام حاولت البحث والتمحيص في الصور مع الاف التعليقات من المتابعين حاولو الاجابة عن مصير الثلاجة , وابى الشعراء ايضا ان تمر فاجعة الثلاجة دون ان يكون لهم بصمة ويدلون بدلوهم في الاجابة على السؤال حيث قال احدهم في الواقعة ."عندي ازلام بالهجوم باكت ارواح بس ماعندي واحد باك ثلاجه " .
والاعلام العربي لم يكن غائبا فعدت قنوات تناولت الخبر تضامنا او نكاية بما ال اليه مصير البلد في واقعة الثلاجه وموقف كل طائفه منها , ولم تتوانا بعض القنوات في تفسير الواقعه علنا حيث ان الثلاجه سنية وسرقها الشيعة , بينما حكاية الطرف المقابل تصف الواقعة ان الشيعة هم من اعادو الثلاجه السنية المسروقه الى اصحابها ....
وبالفعل كانت الثلاجه او الواقعة تحديدا هي سبب الجدل الكبير الذي حدث بعد معركة تحرير تكريت , وكيف ان السياسين الطائفيين من المعسكر السني اتهمو الحشد بالتعدي وسرقة البيوت والممتلكات من المدينة خاصة بعد ان تبع موقعة الثلاجة مشهد حرق بعض البيوت في المدينة , وكان وقع هذه الجدالات والاتهامات كبيرا على افراد الحشد الشعبي بعد ما كلفتهم معركة تحرير تكريت المئات . فانقسم قادة الحشد بين المضي قدما في خطة تحرير باقي المناطق من سيطرة داعش وبين الداعي الى التوقف عن خوض المعارك وسفك دماء شبابهم اذا كان موضوع تحرير مدينة اختصر بثلاجه .....
ثم تعالت الاصوات ان يتوجه الحشد الى مدينة الرمادي لكي يحسم المعركة مع داعش ويساند العشائر السنية وقطعات الجيش التي انهكت بمعارك امتدت لا اشهر طويله ولكن ضغوطات دولية على الحكومة العراقية ادت الى التلكؤ في اتخاذ القرار بالدخول , وامتناع قادة الحشد نفسهم عن خوض تجربة ثلاجة تكريت مرة ثانية كان حازما هذه المرة فترك مصير الرمادي واهلها بايدي سياسين طائفيين من المعسكرين اججو المشهد بشكل خطير كانت نتيجته سقوط مدينة الرمادي مع جميع " ثلاجات المدينة " بيد داعش في مشهد مشابه لسقوط مدينة الموصل . فأنتبهوا جميعا متاخرين انه ان لم يتكاتف الطرفيين فان مصير العراق ب " بثلاجاته " في خطر .. ورغم ان جميع الاطراف توافقت على دخول الحشد الى مدينة الرمادي والقتال جنبا الى جنب مع مقاتلي العشائر وتشكيلات الجيش لم يغب مشهد الثلاجه ايضا , حيث قال احد افراد الحشد المتوجه الى الرمادي " ارجو من اهل الرمادي ان يحصوا جميع ثلاجاتهم ودجاجهم قبل ان ندخل المدينة " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اجمل مقال
شيخ صفوك ( 2015 / 5 / 25 - 11:14 )
اولا اريد اسجل اعجابي بهذا المقال المضحك المبكي كحال العراق
اخي وسام بالرغم من كل مساوء صدام التي تكاد لا تعد و لا تحصي
و لكنه كان يمتاز بعاملين مهمين وهما..انه كان سيد قراره و لا ياخذ اوامره من احد
ثانيا كان له غيرة علي تراب العراق و لهذا في حربه مع ايران استمات في استرجاع الفاو و طبعا السبب هو انه كان يعتبر الامر هو مساس بسمعته الشخصية لانه كان يفكر كشيخ عشيرة و ليس رئيس دولة ولكن كان ذلك يصب في مصلحة العراق بطريقة او باخري.. اما الحكام الحاليين فيحتارالمرء في اي خانة يصنفهم .. اكثر من نصف العراق راح وهم لا يشعرون الخجل ابدا و يصرخون امام المكروفونات وكانهم علي ابواب القدس .. بينما الدواعش واصلين لباب حوشهم..تحية مرة اخري لمقالك الجميل


2 - شكرا اخي شيخ صفوك على الاطراء
وسام يوسف ( 2015 / 5 / 25 - 12:21 )
شكرا اخي شيخ صفوك على الاطراء
المشكلة في قادتنا اليوم وسياسينا عموما بالفعل ان قرارهم ليس نابع من مصلحة وطنية ولكن الخطورة في قراراتهم ليست لانهم ينفذون اجندات دول اخرى فحسب ولكن الخطورة فيها انها نصرة للدين والمذهب .....

اخر الافلام

.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات