الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب احتضن نخبة إيرانية الولاء, راديكالية, وخَلقَ جرحاً داملا مَع السُنّةِ

كهلان القيسي

2005 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


سكوت رتر: آخر شيء يحتاجه العراق ألان هو تمرير مسودة دستوره

بغض النظر عن نتيجةِ إقتراعِ الشعب العراقي على الدستورِ في 15 أكتوبر/تشرين الأولِ، لان حقيقة الدستور هو وثيقةً فَاشلَة، تعكس عمليةً الفَشلَ في إعداده. رفضه في الحقيقة، يُمثّلُ لحظةً تحرّرُ لصانعيِ القرار في واشنطن ولندن، ويُمكّنُهم من رَسْم طريق جديد بعيدا عن الماضي.
العديد مِنْ المراقبين، بضمن ذلك بَعْض كبار الضبّاطِ العسكريينِ الأمريكان والبريطانيينِ، يَعترفُون بأنّ وجود القوَّاتِ الأمريكية والبريطانيةِ سَيكونُ لَهُ تأثير سلبي على وضع العراق الداخلي، وكلَّما سرعوا بانسحابهم كلما يكون الوضع أفضل. إنّ القضيةَ هي كَيفَ نقوم ُ بمثل هذا الإنسحابِ بدون إغلاق سلسلة من الأحداثِ التي قد تؤدّي إلى لدرجة أكبر من الفوضى.- يَشْعرُ الكثيرَ بأنّ تبني مسوَّدةِ الدستور بمثلُ هذا الظرفِ- لكن هذا أمل خاطئ. هناك قوات في الملعب العراقي لا يُمْكن تجاهلها َ والتي إذا مرر مسوَّدةَ الدستور، سَتكُونُ خارج سيطرةِ كِلا من الولايات المتّحدةِ أَو بريطانيا.
أولاً وقبل كل شيء الراديكاليين، إيراني الولاء الذين يحكمون العراق اليوم. ورئيس العراق، جلال الطالباني بالتأكيد، هو إيرانيُ الولاءُ، بَعْدَ أَنْ واصلَ القتال بجانبَ إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانيةِ. وإبراهيم الجعفري رئيس الوزراء، وزعيمُ حزبِ الدعوة، الذي كَانَ مقرّه في إيران وكَانَ عِنْدَهُ ميل قوي لإعتِناق وسائلِ وأدواتِ الإرهابِ. وعبد العزيز الحكيم، أحد اللاعبين الأقوياء من وراء الكواليسِ، الذي يَترأّسُ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراقَ بالإضافة إلى ذراعِه العسكريِ، لواء بدر، المُنظَّم والمُجَهَّز و المدفوعة رواتبه، والموجه مِن قِبل إيران. هذه الزمرةِ، في الغالب إسلامية راديكالية في طبيعتها، لا تمثّلُ إرادة الشعب العراقي، حتى مِنْ الشيعة أنفسهم، لكن بالأحرى هي تمثل رؤيةَ سادتِها في طهران. إن أي تصويت إيجابي لمسوَّدةِ الدستور سَتُشجّعُ وتضمن وقوع الحرب الأهلية.
هناك قوى أخرى الّتي سَتُحْسَبُ مَعها. حيث إن سقوط صدام حسين، تزامن مع الاحتضان الغربَي للنخبةِ الإيرانيةِ الولاءِ، الذين أقصوا الأقلية السنيّةَ. بسياسات اجثاث البعث، التي رافقتها الأعمال العسكرية العدوانيةِ ضدّ المناطقِ العشائريةِ السنيّةِ، قد خَلقَ حالة التي فيها جهة مؤيّدة للغرب، و مجموعة علمانية انتقلت بشكل كبير نحو شكل الإسلامِ الخطر المعادي للغربِ علاوة على ذلك، السنّة يَعتقدونَ إن مسوَّدةَ الدستور إجحاف بحقهم، ويَرون بان طبيعتَها الإتحاديةَ، ترتيب سَيَقْطعُ حصولهم على المصادرِ الطبيعيةِ المهمةِ. إذا مرر الدستور، فان العلاقة مع السنة ستسوء وتخَلْق جرحاً مندملا الذي سَيَغذّي الأجيال القادمةَ مِنْ المقاتلين.
هناك إستراتيجية خروجِ فعّالةِ: هي الإنسحاب التدريجي للقوَّاتِ الأمريكية والبريطانيةِ، مَع سياسة تقوم على إعادة إشراك السنة بقوة، وبتقوّية يَدَّ الأكراد والشيعة خارج دائرةِ النفوذ التي مورست مِن قِبل إيران، وإقصاء النخبةَ الموالية لإيران. لتحقيق ذلك، مِنْ الضروري أَنْ تكُونَ هذه العملية ليست بأيادي أمريكيةَ أَو بريطانيةَ. ويكون كل من الإتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية والأُمم المتّحدة يُمْكِنُ أن يتشاركوا في هذا الدور، والجُهد لَو إن الولايات المتّحدة وبريطانيا تَتْركُهم يقومون به.
للتاريخ إن هاتين الأمتين، ولدرجة أكبر أمريكا، تشمئزُان من السَماح للأطرافِ الأخرى للتَجَاوُز على القضايا التي تخْصُّ إلى العراق. إن التفكير في واشنطن ولندن يقول نحن الوحيدين الذين ضحينا من اجل إزالة صدام حسين لذا فنحن الوحيدين الذين لنا الحق في هذا الاحتلال والاحتفاظ بالعراق.
الآن هذه التضحيةِ لاتساوي شيئا بحساب الربح والخسارة.ربما قد آن الأوان للأممِ الأخرى للإشتِراك في مستقبلِ العراق.
*سكوت ريتر: مفتش سابق عن الأسلحة في العراق – الأمم المتحدة، مُؤلفُ العراق سرّي: القصّة الهائلة لمؤامرةِ المخابراتِ الأمريكية ، نَشرَ هذا الشهرِ.
الاندبندنت: 2 اكتوبر 2005
٭ترجمة: كهلان القيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في