الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟

كاظم الحناوي

2015 / 5 / 25
الارهاب, الحرب والسلام



تفكك تحالف قوى الارهاب وطلاق طرفيه، داعش والقاعدة ، جاء ليس بسبب الاختلاف الفكري بل بسبب التمييز الناتج عن عدم قبول قائد لقوى الارهاب قادم من خارج دول اسيا العربية مثل الظواهري والتمييز بين قياداته والتنافس بين اطرافه لأن لا احد منهما يتحلى بروحية التنازل للآخر وقد ادت هذه الخلافات الى حد انفراط العقد وفقدان التفاهمات المشتركة السابقة وبروز داعش.
وداعش اكثر قوى الارهاب هشاشة وبنائها غير متماسك لانها قائمة على اساس مصالح تحالف مخابرات النظام السابق مع مخابرات اخرى للعودة للسلطة وليس انقاذ الوضع العراقي وحتى هذه اللحظة لم تكن لديهم شعارات حقيقية وباءت محاولتهم بالفشل لكسب علماء السنة في العراق الذين كفروهم لمعرفتهم بهؤلاء ومرجعياتهم الفكرية .
وداعش اقرب الى التفكك لأن لا احد من قياداته يتحلى بروحية القائد او يحمل فكر مبدئي او يروج لايدلوجية ما سوى ايدلوجية القتل لاجل القتل ..
ويمكن رؤية المستفيد من هذا التفكك في المستقبل القريب ووفق المعطيات الحالية ان المستفيد هو ايران وحلفائها من هذا الوضع غير الطبيعي لانه لاتوجد هناك محاولات جادة و تدخلات لانقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا هذا التحالف الذي انتهى عمره رغم ان هناك اطراف اقليمية يهمها ان تبقي على حيوية هذا التحالف وهيكليته للحيلولة دون استفادة الطرف الاخر .
اذا سقوط داعش قادم لا محالة وتتحكم في عملية السقوط وتوقيتاتها ظروف معقدة ومؤثرات خارجية لابد من حصولها للتوصل الى اتفاق يجعل الاطراف تخضع لبقاء الاسد وعلي عبد الله صالح في السلطة.
وهذه العملية صعبة على تركيا والسعودية الا انه لابديل عن ذلك لان الاوضاع تسير بقبول ايران وسوريا لوضع اسرائيل الجديد في المنطقة وفشل مشروع التحالف بقيادة السعودية في تحقيق اهدافه باليمن وسوريا ولا نعرف اذ كانت هناك مفاجات ام نحن بحاجة الى ايام اخرى لتتوضح الامور ومن الممكن ان تحدث مفاجأت في لحظة بسبب التفاوض بين ايران والدول الكبرى حول مشروع ايران النووي وخارطة الطريق التي وضعتها المفاوضات ومن الواضح ان المفاوضات قد وصلت الى تفاهمات دفعت بايران نحو الصدارة مع تراجع سعودي خليجي في مستوى الاهتمام الامريكي عكستها عدم مشاركة قادة خليجيين في لقاء اوباما الاخير مع هذه الدول لتقليل مخاوفها من صفقة ايران وامريكا الاخيرة.
ويبين عدم المشاركة لبعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي انهم كانوا رافضين لاي صفقة مع ايران حيث اعتبروا نجاح الصفقة التي فازت بها ايران ورغبة واشنطن بتغيير طريقة اللعب بالمنطقة صفعة موجهة لهؤلاء القادة، وهذه الحالة هي النادرة التي يتفق بها الطرفان (ايران والولايات المتحدة) وصفقة اخرى هي قيام ايران وحلفائها بالحرب البرية مع داعش واخواتها مقابل عودة علي عبدالله صالح وبقاء الاسد .
على الجانب الاخر التحالف ضد اليمن قد ينهار وهناك خطوات تشير الى ذلك والسبب هو ان اختلاف الدول المشاركة حول اهدافه وامتناع دول اسلامية كبرى مثل باكستان واندنوسيا من المشاركة فضلا عن وجود ضغط سياسي قوي تقوده مصر باتجاه تشتيت هذا التحالف لانها لاتريد خسارة موقعها الاقليمي للسعودية وهي بذلك المستفيد الاول من تفكك التحالف نتيجة الضجة التي خلفها عالميا بسبب القصف لمدة شهرين دون الحصول على شيء ملموس سوى زيادة معاناة الشعب اليمني علما انه قدم للحوثيين اليمن على طبق من فضة.
اذا قضية تفكك داعش والتحالف ضد اليمن هو الشيء البارز خلال الايام او الاسابيع القادمة ولا يمكن التنبؤ بمثل هكذا سيناريو صعب جدا لكن يبدو ان الظروف الدولية سائرة نحو هذه الفرضية.
لان الحديث في العالم بدأ يتجه بشكل كبير نحو مرحلة ما بعد داعش وهو سؤال كبير بعدما انفرط عقد القاعدة وفشل المنظمات الارهابية الاخرى في اعادة بناء فكر على طريقة بن لادن الذي ذهب ومعه ذهب البناء الايدلوجي للقاعدة
وفشل الوليد الداعشي بان يكون البديل او الابن الشرعي للقاعدة لذلك داعش اقرب الى التفكك ... ليست مفاجأة بل نتيجة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيليان مبابي يودع باريس • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ويليام بيرنز.. من مبعوث إلى لاعب رئيسي في ملف مفاوضات غزة




.. حرب السودان.. لماذا يستميت الخصمان للسيطرة على الفاشر؟


.. تهدد شبكات الطاقة و-GPS-.. أقوى عاصفة شمسية منذ عقدين تضرب ا




.. مراسلة الجزيرة: صفارات الإنذار تدوي في مدينة عسقلان ومحيطها