الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت البوليس والقضاء ....رسالة معتقل

محمود ابوحديد

2015 / 5 / 25
أوراق كتبت في وعن السجن


مقدمة غير متصلة بالموضوع:
كتبت المقال الأول في عربية الترحيلات في عجلة من أمري بخطوط غير واضحة، و لذلك أعدت إنتاجه بعد إضافة مجموعة من الأفكار و قمت بتغيير عنوانه لأقدمه إليكم مرة أخرى، و معذرة على هذه المقدمة المقحمةل علي الموضوع.

إن ثورة تنتصر عبر الرقابة الجماهيرية الدائمة لمسؤولي وأعضاء الحكومة هي الطريق الوحيد للخلاص الدائم من بلطجة ظباط البوليس الذين اعتقلوني عشوائيا بعد يوم عملي ، هؤلاء الظباط بالظبط هم من بيدهم السلطة في القمع و ليس الوزراء والمسؤولين، و هم بالظبط من يجدر سحقهم للنهاية لضمان انتصار الثورة و تحقيق مطالبنا.

الجأ الآن من داخل محبسي إلى قضاة رجال الأعمال لإعادة الإجراءات من الداخلي، لم اختر إعادة الإجراءات من داخل الحبس و لم اختر أيضا أن أقوم بإعادة الإجراءات من خارج الحبس، والحق أقول: أني لم أتمتع يوما برفاهية اختيار الاحداث التي شاركت بها سوى باختيار كيفية التفاعل و التأثير عليها، لم أختر أن أكون ثوريا بقدر ما اختارت الحكومة ذلك بعد أن اعتقلني كلاب البوليس يوم 25يناير2010 ؛لأقسم مع زملائي في الحبس على استمرار كفاحنا ضد الظلم و مازلت على هذا العهد حتى الآن رغم سقوط أغلب من كانوا زملائي في الحبس في براثن دعم فاسدي الإخوان والسيسي.

إن واقعا ينبغي أن نفهمه لأغلب الفقراء من سكان الأرض، إن الإنسان لا يختار شكل حياته بقدر ما يمليها عليه المجتمع وحكومته، وحقيقة أن المشكلة الوحيدة الغير قابلة للحل هي أن تولد فقيرا، ابنا لأب و أم فقراء -بإستخدام مصطلح علمي (ابنا لعامل).

حياتك كلها ستدفع ثمن هذا، صحتك وتعليمك وسكنك وملبسك وشكلك، و لهذا بالضبط نسعى للخلاص من حكومة رجال الأعمال الأغنياء والوصول لحكومة عمالية خالية منهم توفر لكل طفل بالمجتمع جميع الإمكانيات التي تجعل منه متفوقا في المجال الذي يختار أن يبدع فيه. هكذا فقط نصل للمجتمع الإنساني و نلغي التاريخ الحيواني الحالي للبشرية المليء بفقراء نمر عليهم من وإلى أماكن سكننا وعملنا دون أن نلتفت إليهم.

سيقرأ هذه الرسالة عدد محدود من المهتمين بأمري، و إن كانت ستعلن فهي موجهة بالأصل لجميع علاقاتي الذين انقطعت عنهم في الفترة الأخيرة لانسحاقي بالعمل المأجور أكثر من12 ساعة في اليوم.

لكل من لم أوفيهم حقهم وأسدد واجبي نحوهم باقناعهم بخطتنا نحن (الاشتراكيين الثوريين، الشيوعيين، الماركسيين) - أو سموهم كما شئتم - لانتصار الثورة الجماهيرية، اكتب هذه الرسالة و ليس هذه الخطة - فهي أكبر من أن تناقش في هذه الرسالة - أكتبها لأجل الاعتذار عن عدم قيامي بواجباتي كاملة نحو رفاقي الاشتراكيين الثوريين بنشر هذه الخطة على أكمل وجه، و ليس على جميع معارفي ودوائر نفوذي فهذا ما يحدث بالأصل حيث أسعى ألا يعرفني شخص إلا ويفهم كيف تنتصر الثورة. لكني أقصد (نشر اكبر كم من الدعاوي الثورية عبر الكتابة الصحفية وإقناع أكبر كم من المواطنين بضرورة نشر خطة التنظيم الثوري من العمال المحترفين المخططين للاستيلاء على السلطة ساعة اندلاع الانتفاضة الشعبية في جمعة الغضب التالية).

اكتب هذه الرسالة لاعتذاري عن عدم قيامي بالدور الكافي لاقناع أكبر كم من معارفي بخطتنا لانتصار الثورة والاستيلاء على السلطة من كلاب التجارة مع الأمريكان اعداء الانسان ساجنين المجتمع.

اكتب معتذرا عن التراخي والتسويف والتأجيل الذي نظمته ونفذته في الفترة الأخيرة.

لكني سأدفع الثمن غاليا، أدفعه الآن من حريتي و من القدرة على النوم والحركة ، أصابني الزكام و أنا في زنزانة تحمل خمسة أضعاف طاقتها يوم حبست في 26يناير 2011 ، أرى الفقر واضحا في وجهي و في وجه كل من حولي لكني على الأقل أقبع الآن وسط مجموعة من مواطني مصر لا ينكر أحدهم حقارة ضباط البوليس والقضاة والجيش، إلا و يحمل الإهانة و السباب لكل من حوله، يبحثون عن الخلاص لدرجة أن أول ما سمعته منهم (نفهم حقارة الضباط والمسؤولين لكن ما الحل!) رد أحدهم (الدبة اللي جاية مع الجيش) يقصد الهزيمة ستلحق بالجيش.

هناك واحد من كل أربعة أشخاص متهم بنفس تهمتي "استعراض القوة والاعتداء على الضباط" وأغلبهم طاله تلفيق وظلم القضاة والضباط و يفهمون دون أن يقرأوا لماركس جميع الأفكار ماعدا كيف الخلاص من الظلم! و منذ اليوم الأول التزمت بنهاية رائعة ماركس (البيان الشيوعي) مبدءا لأفعالي "يأنف الشيوعيون أن يخفوا آرائهم وأفكارهم و يعلنون ألا سبيل لإسقاط المجتمع الحالي إلا بالعنف، فلترتعد البرجوازية من ثورة شيوعية"، شرحت لهم خطتنا لانتصار الثورة والعديد تفكهوا لكن الأغلب أيدوا كلامي وإن بالصمت.

سأظل حاملا لأفكار تغيير العالم ومليئا بالإرادة لتغييره ماحييت هذا هو مطلق سعادتي رغم بؤس فهم هذا الواقع.

كتب ماركس في كراس نقد الحق "يجب جعل الإضطهاد الواقع أشد وطأة، بأن نضيف إليه وعي الإضطهاد"، نحن فقراء فقراء تراكم فقرنا من أجدادنا لآباءنا لأبنائنا، إن فهمي لنظريتي "تطور المجتمع" و"الصراع الطبقي" يجعلني أفهم تراكم بؤسنا وفقرنا و كفاحنا من آباءنا وأجدادنا، وهذا ما يدفعني لمحاربة الفقر والإستعباد المستمر منذ المجتمع العبودي الأول مرورا بعهد الإقطاع والملكية وحتى المجتمع الرأسمالي الحالي. إلا أن فهمي لنظرية الثورة الدائمة التي تعني حتمية اندلاع الثورة يؤكد هزيمتها بمرور الزمن إن لم يوجد الحزب والقيادة العمالية الثورية التي تخطط للإستيلاء على السلطة والتثوير الدائم للجماهير.

رغم بؤس المعرفة التي لاينافس قهرها سوى قوة العادة لدى المواطنين، لكن فقط في المعرفة بأفكار ماركس أرى سعادتي لأني وفي لفكرة ماركس الأولى:السعي لتغيير العالم والوصول للمجتمع الإنساني وانهاء التعاسة والبؤس الحالي الذي يتمثل ساطعا في حال السجن بمصر و حال وأفعال البوليس والجيوش في الدول الرأسمالية التي تدمر وتقصف اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين...الخ.

أعتذر مرة أخرى لأصحابي ورفاقي وأخوتي وأقاربي وزوجتي في المستقبل وأؤكد لكم أني سأدفع الآن ثمن القطيعة وعدم التواصل الكامل معكم غاليا، أدفعه بالزكام وآلام العظام وعدم القدرة على النوم بشكل متواصل لأكثر من ساعة، و أؤكد لكم أني لم ولن أندم على أي مشاركة لي في أي من أحداث الثورة المصرية إلا بقدر ندمي على ماكنت أستطيع أن ادفع به الثورة لتحقيق وانتزاع مكاسب أكبر ولم أفعله.

الشفاء للمصابيين والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال.
الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى