الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفقا ( ولو قليلا !! ) بالكويتيين يا أيّها الإرهابيين

ناصر المعروف

2005 / 10 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


كان يوما لا يعرف بالتحديد ملامح وجهه الغابر !! وذلك من شدة اسوداده وقبحه ورذالته ! فهو يوم والله ليس كمثله يوم !! يوم اختلطت به كل الأوراق !! وكل الأقنعة !! بل كل المشاعر والأحاسيس !! وحتى العقول والأفئدة !! يوم ، كنّا نعتقد ما قبل حدوثه بساعة واحدة فقط !!
من أنّ { الحركة بكل التأكيد هي تساوي فكرة مفيدة ومفهومة } فلم نعد نفهم بعد هذه الساعة المشؤمة ، وذلك الخميس الأسود ، كيف استطاع ؟ !
من هم ( أحفاد لغة الضاد !! )
بأن يجعلوا الفاعل مكان المفعول به ؟! أو أن يجعلوا المفعول به مكان الفاعل وفي محل جر وسحل وقتل ودمار ودون أدنى رحمة تذكر !!

أنّه بكل تأكيد ، يوم الثاني من آب ( أغسطس ) سنة ألف وتسعمائة وتسعين ، يوم الغزو ( الصدامي ) البغيض لدولة الكويت الآمنة المسالمة ، والذي اختصر ملامح أحداثها المفجعة ، شاعر الكويت المبدع ( يعقوب السبيعي ) بتلك االصرخات والآهات الحزينة التالية حينما قال :-

من كهوف الظلام من جحر حية سال سم على الرمال النقيـة

كان ليــــــلا أبكى السماء وأدمى حجر الأرض والزهور الندية

حتى جاءت جحافل الغدر تشوي لحم أرضي ومهجتي العربية

واستباحت عقارب الليل لسـعا عـين طـفل غفـا ، وثغر صبيه

كيف أمسى الجوار همس نفوس غـادرات حتى سمعنا دويـه

نخر الحـقد ( رأس بغداد ) حتـى خبث الفعل بعد خبث الطـوية


ولهذا أيّها الأخوة والأخوات ، كان أمام ( الكويتيين ) في محنتهم الكبرى ( حينها ) طريقين لا ثالث لهما :-


فأما الطريق الأول هو المكوث والتشبث بأرض أبائهم وأجدادهم ، حيث ( الكويت ) ، والصمود بما أؤتي لهم من قوة الصبر والجلد على تراب أرضها الطاهرة وإلى آخر رمقا ينبض لهم ، ( وأمام من ) ؟!!

أمام أكبر نظام قمعي وحشي عرف على وجه التاريخ !!

لينالوا بعدها شرف ذلك الصمود والتضحية والفداء، والذي استحقه بالفعل كل من صمد منهم تحت نيران ذلك الاحتلال البغيض ، بل نال البعض منهم ذلك الشرف العظيم والكبير وبكل جدارة تذكر، وخاصة للذين كانوا ومازالوا ( وحتى هذه الساعة ! ) يستخرج رفاتهم وعظامهم من تلك المقابر الجماعية أو الانفرادية، والمتواجدة وبكثرة بأرض العراق ، والمنسكبة فيه و بغزارة لا مثيل لها !! سواء أكانت تلك الدماء، هي دماء عراقية محلية ! أو دماء خارجية ومستورة !!

ولم يكن هناك والله سببا مقنع ووجيها لتساقطها وبهذه الكثرة !! بل وبهذا الشكل !! إلا بالطبع لإرضاء ( هوى ) في نفس طاغية ونظام لا يستطيع التنفس إلا بزهق الأرواح البريئة وسفك الدماء الزكية !!

والذي الآن ( بحمد الله وعونه ) تم تحرير أرض العراق من ذلك الدنس ، وتم تطهير بلاد الرافدين من هؤلاء الطغاة والشيطانين والمجانين ومحبي سفك الدماء !!فنحمده تعالى على هذه النعمة بكرة وأصيلا

وأما الطريقة الثانية لهؤلاء الكويتيين جراء ذلك الغزو الآثم لبلادهم ، هو أن يلجأوا لطريق الهجرة والهرب بصحبة الأهل والولد والأنفس والأعراض حيث الملاذ الآمن لهم ومن كان في معيتهم ، بأصقاع الأرض المختلفة !!

!! أيّها الأخوة والأخوات ، هاهي المأساة مرة أخرى تتكرر

ولكن والله ( الوجع ) لهذه المرة ، لهو وجع مضاعف أكثر بكثير مما سبق حدوثه !! فالغزو ( هذه المرة ) لم يأت من خارج أرض الكويت المحررة ، بل جاءت ضربة الغزو الثانية هذه ، من بعض ( أهل الدار !! ) أنفسهم ، أي من داخل حدود القطر الكويتي نفسه !!

وتحديدا من فئة ( قد أصبحت مع الأسف الشديد ) فئة ذات وزن وقيمة !! بمجتمع الكويتي الحالي ، وهي فئة قد أساءت المقاصد والسبل للتبرير لوصولها لغاياتها الدنيوية الدنيئة عن طريق متاجرتها بالدين الإسلامي !! ولقد تم التحذير مرارا وتكرارا وعبر التاريخ العربي الإسلامي من شيوع أمر هذه الفئة الباغية أو حتى مجرد الحوار أو التهاون بها!!

فهي فئة لا تملك بأيّة حال من الأحوال ، رؤية حضارية أو ثقافية أو حتى قيمة إنسانية ذات جدوى يمكن أن تستفيد منها البلاد أو حتى العباد ، وأنّ كل ما لديهم ودون تجني ، لا يعدو في حقيقة أمره إلا ذلك الخليط العجيب الغريب من ذلك التخلف المرّكب ، والجهل المدقع ، والتطرف المقيت ، فقط لا غير !!

أخواني وأخواتي الأعزاء -:

كل ما فات هو في حقيقة لما هو آت فـ ( الشبكة الليبرالية الكويتية ) تلك الشبكة الطيبة السمعة والتوجه ، والتي كانت بمثابة تلك الواحة الآمنة المستقرة ، والتي كان يفكر أعضائها بصوت مسموع ، و التي كان من يقوم بزيارتها يمرح بالتنقل بين حدائقها الغناء بمختلف مشاربها واتجاهاتها الفكرية ، والتي أيضا كانت تعمل ( بقصد أو بدون قصد ) على الشدّ من أزر أعضائها بعضهم ببعض ، وخاصة في وجه ذلك ( الطاعون الأسود ) والمتمثل ( بالفكر !! ) الأصولي ، فلقد تعرضت على ما يبدو لعملية اختراق وغزو متعمد من قبل أعداء الكلمة والتفكير المشترك والرأي الآخر المختلف !!

و أن ّ أغلب أعضائها الآن ( مع الأسف ) قد تقطعت بهم جراء ذلك الفعل الإجرامي الإرهابي البغيض الكريه ، السبل والطرقات ، فأصبحوا دونها والله عطشى ، بعد أن كانت هي لهم ولغيرهم بمثابة ذلك البئر الصغير، فيه ماء عذب ونظيف، يرتوي منها الأحرار والشرفاء ولو كان قليلا ويسيرا وزهيدا !!

لهذا كله ( وبكل مرارة ) نصرخ من شدة الألم والوجع لهم ولنا ونقول :-

أنّ ضربتين بالرأس وتحديدا الكويتي توجع !!

فترفقوا بحال الكويتين ( ولو قليلا !! ) يا أيّها الإرهابيين !!

فلا تكونوا، أنتم وزمانهم الأغبر معا ( !! ) مجتمعين عليهم ، فهل من سميع مجيب ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-