الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات -حرام-، الانتخابات -حلال-!!

حسن أحراث

2015 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


عندما نسمع كلمة "الانتخابات" في مغربنا العزيز، نفهم بتلقائيتنا وبساطتنا المغربيتين ("أميون" و"متعلمون" وحتى "ميتون") أن الأمر يتعلق بالكذب والنصب والتزوير والضحك على الذقون، ويتعلق كذلك بالولائم و"البيع والشراء" في واضحة النهار.. وقد نتذكر العديد من النكت التي نسجها المغاربة حول الموضوع..
لقد أدى شعبنا، رغما عنه، ثمن "الانتخابات" أكثر من مرة..
فمنذ عام "الجبهة" الشهير، ونحن نراكم الكذب والنصب وفنون الاحتيال...؛
وعام "الجبهة" لمن لا يعلم، هو السنة التي عرفت انتخابات 1963.. والمقصود بالجبهة هو "جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية" (FDIC) التي تأسست في 20 مارس 1963، وكان بطلها/مهندسها المدعو أحمد رضا كديرة، الذي تقلد قيد حياته عدة مناصب (مدير ديوان الملك ووزير الداخلية والفلاحة...)، آخرها منصب مستشار الملك الحسن الثاني..
منذ تاريخ أول انتخابات، وشعبنا يحصد الألم والشوك..
لأنه ببساطة، نفس النظام القائم ونفس الدستور الممنوح ونفس "الأبطال" المزيفين..
"أبطال" يذهبون، و"أبطال" يأتون..
يتنافسون (يتراكلون) فوق خشبة جراحنا: لا أخلاق ولا ضمير ولا مبدأ..
حملات انتخابية ساخنة، والسجون مكتظة بالمعتقلين السياسيين..
حملات انتخابية ساخنة وفرح في العيون الجاحظة، والشهداء يتساقطون تباعا..
لا أحد بالمغرب يصدق "حكاية" (جريمة) الانتخابات، كل الانتخابات، ولا أحد يراهن عليها..
عفوا، لقد "أخطأت".. لقد سحرني "الغلو والتطرف والعدمية"..
معذرة، إني "عديم التجربة"..
هناك من يصدقها.. نعم، إنهم أصحاب المصالح الشخصية.. إنهم المتاجرون في معاناة وطيبوبة شعبنا..
وهناك من يراهن عليها.. إنهم أصحاب المصالح الشخصية.. إنهم المتاجرون في معاناة وطيبوبة شعبنا..
ما أبشع من يوهمنا بأن "الانتخابات"، كل أنواع "الانتخابات"، بالمغرب "حلال".. كفوا عن استغفال جماهير شعبنا، من عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين ومشردين.. إنها أكبر من تفاهاتكم أيها التافهون..
وماذا عمن يوهمنا بأن بعض أنواع "الانتخابات" حلال؟
إن عهد اعتبار الانتخابات المهنية (على علاتها) مكسب قد ولى.. فالوضع الراهن يستدعي موقفا سياسيا حازما وجريئا لمواجهة إجرام النظام وأذيال النظام، وفي المقدمة القيادات النقابية البيروقراطية، بل الفاشية.. إن الصراع الطبقي ببلادنا قد بلغ من الحدة ما يدعو، وبالنظر للتطورات السياسية الإقليمية والدولية، الى اتخاذ المواقف المناسبة للتأثير الفعلي في موازين القوى السياسية لفائدة الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين..
لقد بات مكشوفا أن "مناديب العمال" المختارين (الذين نالوا الرضا والتزكية) من طرف القيادات البيروقراطية، ليسوا غير زمر طيعة في يد "الإدارة".. زمر مجندة لخدمة مصالحها ومصالح أسيادها (لنقيم التجربة السابقة ولنقف عند حقيقتها المؤلمة).. وكذلك الشأن بالنسبة لأعضاء اللجن الثنائية المتساوية الأعضاء (لنكشف الحقيقة المرة عن التجربة السابقة...).. أما من وجد نفسه "رابحا" خارج إرادة المتحكمين في دواليب اللعبة (كما حصل في عدة حالات، خاصة في إطار الانتخابات الجماعية)، فما عساه فاعلا في خضم المؤامرات والحصار وأمام قانون اللعبة (دور استشاري)؟ إنه يزكي اللعبة، بل زكى اللعبة أراد ذلك أم أبى.. سواء كان "جميلا" أو "مبدئيا" أو "مناضلا"..
يقولون: "سنقوم بكذا وكذا..."..
يقولون: "نحن لسنا مثلهم.. نحن، نحن"..
قالوا، ويقولون.. لكن، لا يفعلون.. لا يلتزمون..
ألم يقل ذلك أيضا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (على الأقل منذ زمن عبد الرحمان اليوسفي) وحزب التقدم والاشتراكية وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي...؟
إنه "النضال" من داخل "المؤسسات" المزورة، أراد ذلك من أراد وأبى من أبى..
إنه موقفكم.. موقف يخصكم.. نطلب منكم فقط "بعض" الانسجام.. نطلب "بعض" الوضوح..
عفوا، لا نطلب شيئا.. انشروا صوركم وتباهوا فيما بينكم.. افرحوا وامرحوا.. اكذبوا وغلطوا، ثم انبطحوا.. إنه موقفكم.. إنه "حقكم"..
لنا موقفنا.. مقاطعة المهازل الانتخابية، كل المهازل الانتخابية..
لنا موقفنا.. النضال من خارج "المؤسسات"..
لنا موقفنا.. مواصلة الصراع ضد القيادات البيروقراطية "المقدسة" بكل تلاوينها..
إنه حقنا..
ومن لا موقف له (المتفرج والمتخاذل والانتهازي...)، لا حق له.. بل ولا حياة له..
ويستمر الصراع.. وتستمر الحياة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا