الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إجرائية في ظلال أوسلو

عماد صلاح الدين

2015 / 5 / 26
القضية الفلسطينية


إجرائية في ظلال أوسلو

كان الراحل الشهيد ياسر عرفات يريدها دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وكان مفهوم الشراكة أو الشريك مع رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين المغتال عام 1995، هو الفكرة الأساسية في تصور الراحل عرفات لحل الدولتين.
كانت هناك فترة انتقالية منذ أوسلو الثانية 1994 إلى 1999، على أمل الوصول إلى مفاوضات تسوية الوضع النهائي، تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة، بموجب اتفاقات سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كان عرفات يجازف بأوضاع كلية للشعب الفلسطيني تمس جوانب خطيرة من حياة الفلسطينيين، في البنى النفسية والمعيشية، و حتى على صعيد وحدة النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني، في تلك المرحلة الانتقالية.

معروف أن اتفاقيات أوسلو، بما فيها إعلان المبادئ، تطرقت إلى نواحي سياسية وأمنية وحتى اقتصادية، في العلاقة مع إسرائيل، في تطبيقاتها العملية، نجد الهيمنة الإسرائيلية فيها وبشكل خطير جدا.
تم التعويل في تلك الفترة الانتقالية على مسألة الإجرائية اليومية، في تسيير حياة الناس العادية ومحاولة البناء والمراكمة الوطنية، لكن طبائع الأمور بقيت غالبة في سياقية الاحتلال، وشكل الحضور الرسمي الفلسطيني المفرغ من الماهيات الوطنية الحقيقية، خصوصا حين تم تغيير مسار العلاقة الطبيعية مع الاحتلال لصالح أو لأمل الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية.

ولذلك، فور اتضاح الأمور بعد محاولات عام 2000 للوصول إلى حل نهائي، حاول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رد نوع من الحالة الطبيعية الكلية لشعب واقع تحت الاحتلال؛ بالعودة إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من صعيد، لذلك تم تصفيته سياسيا ومن ثم ماديا عام 2004.

ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم، يعيش الشعب الفلسطيني في وهم من الممارسة الإجرائية اليومية دون أفق سياسي حقيقي، ودون برنامج سياسي وطني جامع وإستراتيجية شاملة للتحرك والعمل، وقد قادته هذه الإجرائية اليومية(كل يوم بيومه) إلى حالة من الاستهلاكية والتواكلية وتفريغ الروح الوطنية منه وتكريس الانقسام، حتى بات قطاع غزة في بلد آخر في زمن الحصار وشن الحروب المتتالية عليه.

إن من الطبيعي أن يحيا الناس هذه الإجرائية في ظلال أوسلو، لأنه من الطبيعي أيضا أن يكون الموقف الكلي للفلسطينيين هو مقاومة الاحتلال الاحلالي الإسرائيلي العنصري، حتى تكون الحياة في مستواها الإجرائي مرتبطة برؤية وطنية شاملة في التحرر والعودة وتقرير المصير.

إن الإجرائية في ظلال أوسلو قادت إلى أن يصبح الفلسطينيون الأكثر فقرا في العالم، لان السؤال الماثل أصبح اليوم: هل يستطيع الفلسطيني أن يدخر شيئا لنفسه أو لأهله من أموال فقط لبضع أيام قليلة؟
إن ما بين أيدي الناس اليوم من حاجات أساسية واستهلاكية هي ليست ملكا لهم، بل هي ملك لمنظومة البنوك والمؤسسات القرضية الربوية، هذا بالإضافة إلى التضخم الهائل في الأسعار والرسوم والضرائب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات