الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف عربيا

حميد المصباحي

2015 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لكل حضارة طرق التفكير التي بها استهلت مسارها,دينية كانت أو أسطورية,أو علمية,وكيفيات انتقالها تختلف باختلاف الحضارات و التاريخ و البنى الذهنية,كما أن السياسة,لا يمكن تجاهل تأثيراتها,لكن من الملاحظ أن الحضارة الواحدة تعرف تموجات حسب الثقافات المتفاعلة داخلها,فكذلك شأن المغرب,يعرف فكره أشكال لكل واحد منها رجالاته,فما هي هذه الأصناف؟
1وظيفة التجميع
و معناها أن المثقف,يمارس عمليات تجميع الأفكار,و قد عاشتها كل الحضارات الإنسانية,بحيث كان الناس يسعون خلف الحكمة و المعرفة,فيضطرون لمعايشة الحكماء و أهل الحلم من الرجال و النساء,و فيما بعد,صارت الآثار الفكرية,يسعى لها من كل الأقطار,للتدقيق في مصادرها,كدليل على صحة ما قيل حولها,و لم تنته هذه المهمة حتى بعد ظهور الطباعة و اكتساحها لكل بقاع العالم,هذه العملية,لازالت سارية المفعول بقوة في العالم العربي,و منه المغرب,بينما هناك مجتمعات و حضارات,مرت لمرحلة أخرى,ربما أكثر تطورا من الأولى.
2وظيفة التنظيم
مفادها,أن المثقف,يعيد تنظيم المجمع بغية إعادة ترتيبه,و هذه العملية قد تقود لاكتشاف اختلالات فيما تم تجميعه من معارف,بحيث,أن الفكر,لم يعد حاليا ينتج فقط مضامين و معاني,بل مناهج لترتيب المعاني مع إعادة فحصها من جديد,مما يقود لاكتشاف أبعاد جديدة فيه,بل إن الحضارات استطاعت,مد جسور الفكر بتعلم لغاتها في أزمنة قياسية,سمحت باكتشاف أهمية منهج شامل لكل المعارف,رغن التعثرات التي عرفها هذا الطموح,لكنه لازال يحاول,من منطلق وحدة العقل البشري,البحث عن ديناميات التفكير البشري و بناه الخفية,في منهجياته و مختلف أشكال التحكم فيها.
3وظيفة التأويل
هي مقاربة المعنى بمعاني جديدة,مهملة بفعل تاريخية التفكير,قصدا أو سياسة,و ربما أيضا تجاهلا,فالتأويلوبحث في الدلالات المحتملة للفكرة,بتفكيك الرمز و مده خارج مجالاته التواصلية و الإعتيادية,مما يسمح بتوليد الفكرة و نقيضها,إلى أن يصل الفكر لما يعتقد أنه المقصود بظاهر الفكر الذي اعتبر دلالة نهائية.
إن هذه المراحل الثلاث,كانت أكثر بروزا في العالم العربي,لأنها ربما طالت أكثر مما ينبغي,أو تم تجاهلها ثقافيا و سياسيا,حتى لا نشعر بأن عالمنا يعيش تكرارية حضارية,رغم تعدد مظاهر التقدم الثقافي و الحضاري فكريا و أدبيا و فنيا,.
خلاصات
هذه المراحل تبرر تكرارية الفكر العربي و انحساره,بل وإعادة إنتاج المنتوج من جديد,و تشابه الخطابات,رغم تناقضها,فالسلفي,يجمع أفكار أسلافه,و الحداثي,يستحضر أسلاف غيره من الغرب,رغم الإنتقادات التي وجهها الفكر الغربي المعاصر للحداثة نفسها,و أقصى ما يصل إليه الفكرين معا هو التأويل لمنتوجات الغير,سواء كان مشاركا لنا حضاريا أو مختلفا عنا,مما ولد ما يشبه فكرا اسكولائيا,لا يتعب من التكرار و التبارز بأسماء الغير من دون كلل و لا تعب من الإستشهادات بمقولات الآخرين,و كأننا تلاميذ في مجال الفكر,نجد لذة بإعادة إنتاج المنتوج و نتبارى حوله تأصيلا أو تأويلا.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع