الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيجان اردوغان قبل انتخابات البرلمان

صلاح اميدي

2015 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في عددها الصادر يوم 22 مايو الحالي نشرت صحيفة" النيويورك تايمز" الامريكية افتتاحية بعنوان غيوم تركيا السوداء (Dark Clouds of Turkey) وهجمت على اردوغان بانه وعبرعشر سنوات يحشد السلطة للفوز بحلمه وجعل رئيس الدولة وليس رئيس الوزراء صاحب السلطة السياسية الفعلية في البلد . واضافت ان اردوغان له سجل حافل في محاولة قمع و "ترهيب" وسائل الإعلام .
اردوغان رد هائجا اثناء مناقشة في لجنة بحثية في اسطنبول , وقال ان النيويورك تايمز "عديمة الحياء" لنشرها هذه الافتتاحية ملوحا الى الدعم الذي ابداه الصحيفة الامريكية لصحيفة " حريت اليومية التركية "

ياتي هذا بعد ان قام اردوغان بتقديم شكوى جنائية ضد محرري صحيفة "حريت اليومية Hurriyet Daily News" السائدة وموقعها على شبكة الانترنت ..

" جريدة حريت اليومية الاخبارية " كانت قد نشرت عنوانا:
( العالم في صدمة .. حكم اعدام لرئيس فاز ب52 % من الاصوات )
و تعني به الرئيس المخلوع " محمد مرسي" بعد محاكمته ..
المعروف ان اردوغان كان قد فاز بنفس النسبة من الاصوات! ,وبذلك اتهم جريدة حريت بان عنوانها ايعاز ضمني بانه هو ايضا, سوف يلاقي نفس المصير ,اي مصير "مرسي" و انها تحرض الشعب على العصيان ضد السلطة ..
"حريت من جانبها رفضت ادعائات اردوغان و توعدت بالمضي دون خوف في نشر الكلمة الحرة.

يذكر, ان اردوغان كان قد غلق شبكتي التواصل -;- اليوتيوب و التويتر لفترة وجيزة في اذار 2014 متهما اياهم بنشر تسريب صوتي لحوار بين وزير الخارجية التركي ورئيس الاستخبارات حول التدخل العسكري في سوريا و كذلك نشر انباء مفبركة عن تورط السلطة في اعمال فساد واسعة النطاق .. لكنه اجبر بعدها على اعادة الرخصة لكليهما بعد ضغط داخلي و دولي .. تلا ذلك غلق قنوات فضائية ايضا بحجج مختلفة.

في كانون الاول ديسمبر 2014 قام الامن التركي بمداهمة المقرات الرئيسية للصحيفة الكبرى اليومية المحلية في تركيا ,الموالية لفتح الله كولن Zaman, و كذلك مراكز مجموعة سامانيولو Samanyolu group editors التي تمتلك 13 محطة تلفزيون و4 محطات راديو وعدة مجلات , واقتادوا محررالصحيفة للتحقيق وسجلت دعوى قضائية ضد الاثنين وضد حركة كولن و مؤسسها الذي يعيش في المنفى في امريكا ..
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
والان وقبل اقل من اسبوعين من الانتخابات البرلمانية التركية في 7/6/2015 فان اردوغان و حزبه " العدالة و التنمية A.K.P"يسعيان للفوز باكثر من 330 مقعد ,أي اغلبية ثلاثة اخماس3/5, لتمكينه الدفع نحو استفتاء للتغيير الى النظام الرئاسي .. الحزب كان قد فاز في انتخابات 2011 ب326 مقعد.
وفي احدث تصويت قبل الانتخابات حسب رويترس, قام به مركز (Konda) للابحاث اظهرت النتائج تراجعا في شعبية الحزب و اردوغان ..

** بعض العوامل التي من شانها التاثير سلبا على شعبية الحزب و اردوغان في هذه الانتخابات:
-----------------------------------------------------------
1-توجهات اردوغان و حزبه الدينية التي تؤثر سلبا في العلاقات مع الاتحاد الاوربي, وعلم الناخب الليبرالي صعوبة دخول تركيا المجموعة الاوربية التجارية تحت مظلة العدالة و التنمية . لا شك ان محاولات اردوغان في كبح المظاهرات و منافذ الاعلام الحر تؤدي الى ردع هذا النوع من الناخب.
2-صعوبة كسب اصوات ناخبي احزاب كلا اليمين و اليسار القومي التركي التي لها اجندات تقليدية تتعارض مع الحزب الاردوغاني ..
3-الظهور القوي للحزب الكوردي HDP الذي يحاول لاول مرة دخول البرلمان والفوز باكثر من النسبة الادنى المطلوبة اي 10%( 4.5 مليون ناخب) تحت راية تمثيل الكورد و حركته التحررية ,حيث لم يتردد الحزب في اعلان نفسه بانه امتداد للعمال الكوردستاني PKK , الذي لا يمكن انكار شعبيته الكبيرة في تركيا , ولكنه في الوقت ذاته ابتعد عن اعتماد البطاقة القومية البحتة في تقديم نفسه , بل اعتمد ايضا التوجه والتمثيل العلماني المتعدد الالوان , حيث ان مرشحيه مزيج من القوميات والطوائف و الشرائح الاجتماعية( لم يمنع المثليين من الترشيح) و يمثل فيه العنصر النسوي 49% .
كذلك فان الدعم العلني والمخفي لاردوغان لارهابي داعش و تدخله في الشان السوري والعراقي لضرب الكورد فيهما وعن طريقهم اي عن طريق داعش , قد يدفع بالناخب الكوردي المتردد الذي دعم حزب اردوغان سابقا ضد الاحزاب الاخرى القومية اليمينية البحتة الى تغيير ولائه هذه المرة لحزب HDP ..
4-التصادم الحاصل بين اردوغان و حركة فتح الله كولن الذي بحسب بعض المصادر يملك دعم العشرات من ال555 من البرلمانيين في تركيا في اي وقت. هؤلاء كانوا مرشحين عن قائمة اردوغان سابقا وغيابهم قد يكون له تاثير فعلي عليه عند ترشيح الموالين للحركة لمرشحين خارج حزب اردوغان .. كذلك فان ابعاد الرئيس السابق "عبدلله غول "عن الواجهة قد يؤثر بالسلب على نتائج اردوغان ..

سياسة تركيا في العقد الماضي طغى عليها النهج الاردوغاني الممزوج بين الدين والشوفينية القومية .. يا ترى هل هذه الانتخابات ستكون نقطة تحول لتقليم حدود صلاحياته ام انه سيستمر بنهجه العشوائي بجهود ودعم الناخب القومو-اسلاموي الراديكالي التركي, وبدعم المساعدات المالية الوفيرة له من قبل حكومات الخليج العربي التي تتبع نفس النهج المتطرف ؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا