الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذار من الحرب النفسية في سورية

عليان عليان

2015 / 5 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


حذار من الحرب النفسية في سورية
بقام : عليان عليان
لقد شهدنا منذ وصول الملك سلمان للحكم في السعودية ، والانقلاب الذي أجراه بتوجيه أمريكي في مكونات الحكم العائلي السعودي البطريركي المتكلس والمصالحات التي أجراها مع تركيا وقطر ، انعكاسات لهذه المصالحات على الأرض لجهة توحيد فصائل الإرهاب التابعة لهذه الدول الثلاث، في محاولة بائسة لتحقيق اختراق استراتيجي لشمال سورية من الحدود التركية .
ولا نبالغ إذ نقول أن احتلال الجماعات الإرهابية لكل من إدلب وجسر الشغور هو نتيجة مباشرة لمتغير المصالحات سالفة الذكر برعاية صهيو أميركية ، وأن هذا الاحتلال – الذي لن يدوم طويلا - تم بدعم لوجستي تركي وبتخطيط في غرفة عمليات مشتركة بين فصائل الارهاب والمكونات الاستخبارية لأطراف الحلف الصهيو أميركي النفطي والتركي.
لقد استثمرت أطراف الحلف المعادي لسورية الانتكاسات المؤقتة في إدلب وجسر الشغور ، وعملت على شن حرب نفسية ضد النظام العروبي في سورية ، وبتنا نشهد تنسيقاً وتعاوناً، بل وتكاملاً بين الإعلام الأمريكي والنفطي والتركي والإسرائيلي في محاولة بائسة لخلخلة الجبهة الداخلية السورية ، بعد أن أصبحت فصائل الإرهاب ومنذ السنة الثانية للأزمة السورية بدون أية حاضنة شعبية.
ومن عينات هذه الحرب النفسية ، الزعم بأن إيران باتت على وشك التخلي عن نظام الرئيس بشار الأسد ، وأن روسيا والولايات المتحدة توافقتا على تقسيم سورية وأن هم روسيا الوحيد ضمان وجود مكان لأسطولها في ميناء اللاذقية ومرفأ طرطوس.
لم تنطل هذه الحرب النفسية على الشعب السوري ، التي سبق وأن خبرها في أوقات أصعب بكثير من الوضع الراهن ، ناهيك أن القيادة السورية وحلفاؤها عملت على إفشال مفاعيل الحرب النفسية عبر عوامل تكتيكية وإستراتيجية أبرزها :
أولاً: ظهور الرئيس الاسد الجريء في “عيد الشهداء” وزيارته لمدرسة بناتهم وابنائهم في اطراف العاصمة، لعب دوراً هاماً في التصدي للشائعات ولأضاليل الحرب النفسية وتفنيدها، عندما قال " أن الحرب كر وفر " مشيراً إلى أن حدوث بعض الانتكاسات لا تؤثر على مسار الحرب ضد الإرهاب.
ثانياً : الظهور المتزامن لأمين عام حزب الله مع خطاب الرئيس الأسد الذي أكد فيه على خوض معركة القلمون لدحر مجاميع الإرهاب بالتكامل مع الجيش العربي السوري ، ووصف الشائعات التي قيلت عن تخلي إيران عن سورية بأنها "كلام فارغ "، وان خسارة جسر الشغور “مجرد جولة ، ولا يعني أن الجيش السوري خسر الحرب.
ثالثاً : الرد الاستراتيجي الهائل للجيش العربي السوري وللمقاومة اللبنانية الذي تمثل حتى اللحظة بتحرير ما يزيد عن ثمانين بالمائة من مساحة القلمون المتاخم للبنان ، والذي اتخذت فصائل الإرهاب منه قاعدة ارتكاز للولوج إلى مناطق مختلفة من سورية.
وهذا الرد نزل على رؤوس أطراف الحلف المادي نزول الصاعقة ، حيث أدركت هذه الأطراف بأن الجيش السوري والمقاومة يخوضان حرباً في إطار إستراتيجية متكاملة ، وأن القيادة السورية غير مرتبكة وتفكر وتخطط بعقل استراتيجي بارد وتعرف كيف توظف التكتيكات في خدمة الإستراتيجية الشاملة.
رابعاً : وبالتوازي مع معركة القلمون ، استمرت قوات الجيش العربي السوري في خوض حربها الظافرة في مختلف الجبهات في الشمال والشرق والجنوب وتمكنت من محاصرة قطعان الإرهاب في الغوطة الشرقية بعد قطع جميع خطوط الإمداد عنها.
وهكذا فإن السلوك السياسي الجريء للقيادة السورية ، ووقائع الميدان وخبرة الشعب السوري في التعامل مع مخططات العدو ، أفشلت أضاليل الحرب النفسية خاصةً وأن هذا الشعب وطلائعه الثقافية والإعلامية أدرك منذ اللحظة الأولى عدم وجود أي مؤشر على صحة الشائعات التي بثتها أطراف الحلف المعادي .
ما تقدم يستدعي من أطراف حلف المقاومة ما يلي :
أولاً: مواجهة الحرب النفسية بحرب نفسية مضادة ، تكشف فشل المشروع الصهيو أميركي السعودي القطري التركي الإرهابي في سورية ، ما يتطلب تطوير الخطاب الإعلامي وفتح آفاق جديدة أمامه على المستويات الإقليمية والعالمية.
ثانيا : التذكير الدائم بالمواقف الإستراتيجية لحزب الله ولإيران حيال سورية والتذكير بالموقف الاستراتيجي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وللقادة الروس عموماً في أن معركة دمشق هي معركة موسكو.
ثالثا : تظهير الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري في أكثر من جبهة وإلقاء الضوء عليها إعلامياً بشكل موسع ، لما لهذا التظهير من أثر معنوي على عموم الشعب السوري وحلفائه.
وأخيراً نقول بثقة أن ما عجز الحلف الرجعي الصهيو أميركي عن تحقيقه في الميدان لن يتمكن من تحقيقه بالحرب النفسية ، خاصةً وأن معطيات الصمود لسورية على مدى السنوات الماضية ، وانتقال الجيش العربي السوي من الدفاع إلى الهجوم في أكثر من جبهة ، والتماسك المستمر لحلف المقاومة يؤكد أن المؤامرة إلى فشل وزوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن في خندق واحد مع سوريا التنوير
حميد ( 2015 / 5 / 28 - 12:01 )
لافض فوك اخ العليان لا ولن تركع سوريا قيادة وشعبا الى اي من شيوخ الدجل والارهاب والعصملي والصهاينة سوريا ستبقى شامخة وستبقى عرين العروبة والتنوير والعلمانية شاء من شاء وابى من ابى

اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام