الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن نشيد وطني

عدنان شيرخان

2015 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عندما اخفقت لجنة الثقافة والفنون البرلمانية السابقة في اختيار نشيد وطني جديد للعراق، اصاب العديدون خيبة امل مؤلمة، وخطر لهم سؤال واحد : لماذا فشلت اللجنة في مهمة لا تبدو انها عسيرة او مستحيلة ؟ الجواب المقتضب لاكثر من عضو في تلك اللجنة كان انه لم يتم التوافق على نص معين، بمعنى ترحيل الاختيار الى اللجنة بنسختها الحالية.
والحقيقة ان اللجنة وصلت لمرحلة حاسمة باختيار النصوص، وقلصت الخيارات الى ثلاثة نصوص رائعة، الاول قصيدة شاعر العرب الاكبر الجواهري (سلام على هضبات العراق، على شطيه والجرف والمنحنى، على النَّخْلِ ذي السَّعَفاتِ الطوالِ، على سيّدِ الشَّجَرِ المُقتنى، على الرُّطَبِ الغَضِّ إذ يُجتلَى). أما النص الثاني فهو لشاعر ثورة العشرين محمد مهدي البصير (إن ضاقَ يا وطني عليّ فضاکا.. فَلْتَتّسِعْ بي للأمامِ خُطاکا، بك هِمتُ أو بالموتِ دونك في الوَغی-;-.. روحي فداك متی-;- أکونُ فداکا). والقصيدة الثالثة للشاعر بدر شاكر السياب (الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام.. والظلام، حتى الظلام هناك أجمل).
يومها صرح د. علي الشلاه رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية انذاك " قدم أكثر من 400 نص شعري كتبه شعراء عراقيون كمادة للنشيد الوطني المقبل" ، واوكلت اللجنة مهمة قراءة النصوص الشعرية إلى ستة كتاب عراقيين وقد تمكنوا من تقليص النصوص المرشحة إلى ثلاثة نصوص فقط. والشلاه نفسه كان يعتقد ان نص (سلام على هضبات العراق) للجواهري هو النص الأكثر حظا للفوز بين النصوص الأخرى.
وذهبت النصوص الثلاثة الى البرلمان للتوصل الى اجماع بشأن اختيار احدها نشيدا وطنيا. وهذه المرحلة الاولى، ثم الذهاب الى اختيار لحن له. ولكن النواب لم يتفقوا ولم يصلوا الى اجماع بشأن رائعة الجواهري (سلام على هضبات العراق)، ولم يقنعوا ان يكون الجواهري صاحب كلمات نشيدهم الوطني، ومرت الشهور سريعا وانتهى عمر الدورة الانتخابية وبقي العراق على نشيد (موطني) المؤقت منذ اكثر من عشر سنوات.

واجهت لجنة الثقافة والفنون البرلمانية السابقة، مطلب الكرد والتركمان والاشوريين اضافة بيت شعر بلغاتهم الى النشيد بحكمة، واهتدت الى حل وسيط باضافة عبارة (عاش العراق) الى نهاية النشيد تتلى باللغات المذكورة.

سنبقى على نشيد (موطني) المؤقت كلمات الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان وألحان اللبناني محمد فليفل، اختاره رئيس السلطة المدنية الأميركية في العراق بول بريمر الذي أعجب به عند سماعه في حفلة موسيقية ببغداد العام 2004، وقرر اعتماده بشكل مؤقت نشيدا وطنيا للعراق.

لا داعي للخوض في علاقة نشيد (موطني) بالعراق والعراقيين وعدم تعبيره عن الواقع العراقي، من حقنا ان يكون لنا نشيد وطني خاص بنا، من حق العراقيين ترديد نشيد من كلمات الجواهري الكبير يوحد العراقيين من الشمال للجنوب. ثمة دعوات واضحة بضرورة الوصول الى نشيد جديد ابتداء من السيد رئيس الجمهورية الى المواطن البسيط. الرجاء والامل ان لا تدخل عملية اختيارنشيد جديد نفق (الخلافات السياسية) المظلم فتضيع اربع سنوات اخرى بالانتظار.

27 ايار 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه