الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرافضون .. الى أين ؟

حمزة الشمخي

2005 / 10 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد إنهيارالدكتاتورية وهروب صدام في التاسع من نيسان عام 2003 ، ظهرت على العلن الكثير من الأحزاب والقوى والمنظمات التي كانت معارضة لنظام صدام والجديدة منها كذلك ، حيث حاول الكثير منها على تجميع الصفوف وتنسيق الجهود والعمل من أجل عقد مؤتمر وطني وتشكيل كيان سياسي قادر على قيادة العراق في المرحلة الإستثنائية القاهرة التي يمر بها .
ولكن منذ الخطوات الإولى لذلك ، ظهرت مجاميع رافضة لكل المساعي والتوجهات الرامية الى تعزيز لحمة الحركة الوطنية العراقية ، وتقديم البديل الوطني لإدارة البلد بدلا عن الإدارة الأمريكية والقوات الأجنبية الإخرى المتواجدة في العراق بعد إحتلالها له وإسقاط نظام صدام الدموي .
أن هذه المجاميع رفضت تشكيل مجلس الحكم وما قدمه خلال فترة عمله ، وبعد ذلك رفضت الحكومة العراقية التي جاءت بعد هذا المجلس ، وكذلك توالت خطوات الرفض الدائم لكل شئ ، حيث رفضت إنتخابات 30 كانون الثاني عام 2005 وشككت بنتائجها وشرعيتها بعد مشاركة الملايين من العراقيات والعراقيين فيها .
وتواصلت عمليات الرفض حتى الى الجمعية الوطنية العراقية المنبثقة من خلال عملية الإنتخابات العراقية ، وعلى أساسها تم تشكيل الحكومة العراقية الحالية التي قوبلة بالرفض أيضا ، وواجهت عملية كتابة مسودة الدستور العراقي الدائم بالرفض والمقاطعة والدعوة للإستفتاء عليها بكلمة ( لا ) في الخامس عشر من إكتوبر عام 2005 .
ومن الآن إستعد الرافضون لرفض عملية الإنتخابات العراقية القادمة ، وعدم الإعتراف مسبقا بكل نتائجها وما يتمخض عنها من تشكيل جمعية وطنية وحكومة عراقية جديدتين .. إلخ .
أن حالة الرفض الدائم من قبل هؤلاء ، ومن دون وضع البدائل لهذه القضية أو تلك ، تجعل منهم في موقع الذي يقوم بوضع العصا في عجلة العملية السياسية العراقية من أجل عرقلتها وتخريبها ، وإلا ما تفسير المقاطعة وعدم الموافقة على أية خطوة بإتجاه إستقرار البلد وإستقلاله وعودة سيادته الوطنية الكاملة ؟ .
نعم هناك الكثير والكثير من القضايا والإمور المختلف عليها بين العراقيين ، والتي تحتاج الى المزيد من اللقاءات والمناقشات والحوارات والتواصل اليومي ، من أجل وضع المعالجات الواقعية والحلول الصائبة لها ، والتي تجمع أبناء العراق ولا تفرقهم .
لأن القوات الأمريكية والأجنبية الإخرى لا يمكن أن تنسحب من وطننا بهذه السهولة ، نتيجة عمليات الرفض لكل شئ ، بل العكس من ذلك ، فلذلك يتطلب من الجميع النهوض بمهامهم الوطنية والوقوف عند مسؤولياتهم التأريخية لمواجهة كل الأخطار الداخلية والخارجية التي تواجه الوطن بدلا من الرفض والمقاطعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة