الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوبار كما عايشته داخل مذكراته

عبد صموئيل فارس

2015 / 5 / 27
سيرة ذاتية


خلال ابحاري في تلك المذكرات الثريه التي لنوبار باشا والمنشوره في مجلد كبير الحجم من 725 صفحه حاولت ان اكتشف تلك الشخصيه ذات العقليه العبقريه وبعيدا عن اي قراءات جانبيه حاولت ان اكتشف كقارئ ابعاد هذه النفس التي حملت مسؤلية مصر في العديد من المناصب العليا للدوله المصريه فقد حظي نوبار بلقب اول رئيس وزراء مصري بتكليف من الخديوي اسماعيل في عام 1878 م

تأتي قوة ومصداقية مذكرات نوبار والتي كتبها بداية من نوفمبر 1890 عاصفا ذهنه وذاكرته الي جانب ابنه بوغوص الذي قام بتدعيمها من خلال المراسلات التي تمت بينه وبين زوجته التي لم تكن تتحمل حرارة الصيف في مصر فكانت دائما ما تسافر الي اوروبا خلال هذه الفتره وايضا لسفر نوبار الدائم الي اوروبا بحكم عمله وهو ما كان يستدعي ان يترك زوجته في كثير من الاحيان في مصر لذلك من يقرء تلك المذكرات سيجد انها لاتخضع لترتيب زمني متسلسل بحسب ما اشار ابنه بوغوص نوبار في نهاية المذكرات والتي انتهي من كتابتها نوبار في مايو 1894

وقدمت للنشر في باريس فبراير 1923 ولعل تأخير نشرها كان للظروف السياسيه والحساسيه التي حملتها المذكرات فقد كشفت عن قرب كيف ادار محمد علي وابناءه دولتهم في مصر لذلك لم يكشف النقاب عن المذكرات بصوره رسميه إلا بعد مرور 100 عام من كتابة مقدمتها بيد كاتبها نوبار باشا كما ذكر المفكر الليبرالي المصري ميريت غالي في مقدمتها

حملت المذكرات خلاصة 37 عاما فقط من العمل العام في الفتره ما بين 1842 حتي 1879

بوغوص نوبار نوباريان

ولد نوبار باشا في مدينة سميرنا بأرمينيا، في يناير 1825م، لتاجر أرمني يدعى موغرديتش، والذي كان متزوجا من قريبة لبوغوص بك يوسفيان، وكان وزيرا ذو نفوذ في حكومة محمد علي باشا، التحق نوبار بمدرسة ابتدائية بمدينة جنيف السويسرية، وتزامل مع الأمير نابليون "الإمبراطور نابليون الثالث" فيما بعد، والتحق بمعهد سويريز، حيث درس هناك 4 سنوات "1836- 1840".

مجيئه إلى مصر

جاء نوبار إلى مصر، وهو في عمر الـ17، بتزكية من خاله بوغوص بك يوسفيان، الذي كان يشغل وزيرا للتجارة والعلاقات الخارجية، لدى حكومة محمد علي، وعقب حضوره لمصر وطدّ علاقته بالآستانة (تركيا)، لما لها من دور فعّال في صنع القرار بمصر، فاستطاع مصاهرة أسرة كيفورك بك أرمينيان، ذائعة الصيت، والتي كانت على صلة وثيقة بالباب العالي (السلطان العثماني).

وساعده ذلك على القيام بمهام عدة، والحصول على عديد من الرتب والنياشين، وتوثقت هذه العلاقة أكثر عن طريق أبراهام صهر نوبار، وكان مقربا من السلطان عبدالعزيز، وأصبح كيفورك كبير صرافيه.

أول رئيس وزارء لمصر

بدأ نوبار في الصعود إلى المناصب العليا، في عهد الخديو إسماعيل، عندما استدعاه الخديو، ليكون أول رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديثة عام 1878م، وتقلد هذا المنصب 3 مرات، وكانت أول "وزارة" لمصر، تضم 7 نظارات، وهي الخارجية والحقانية والداخلية والجهادية والأوقاف والمعارف والأشغال، وتولى نوبار وحده بجانب رئاسة الوزراء، وزارتي الخارجية والحقانية.

سفيرا لمحمد علي باشا

جعله محمد علي باشا، سفيرا لمصر في باريس، وتولى مسؤول العلاقات الخارجية لمحمد علي، وهو منصب مشابه لوزير الخارجية حاليا، وفي عهد إبراهيم باشا، تم تعينه مديرا للسكة الحديد والجمارك، ثم وزيرا للأشغال والخارجية، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رئيس نظّار مصر، وهو منصب رئاسة الوزراء.

جاء اختلاف الاراء حول نوبار كما تقول دكتوره لطيفه محمد سالم نتيجة الفتره الزمنيه التي كانت تعيشها مصر وهي تحت حكم دولة الخلافه العثمانيه فالفكر الاسلامي الذي كان يسود المجتمع في هذه الفتره لم يتقبل وجود نوبار المسيحي في دائرة السلطه بشكل مريح الي جانب العلاقه المضطربه بين الدوله العثمانيه والارمن ساهمت في توسيع الفجوه وصعبت من مهمة قبول نوبار

فهناك من رأه

إنه أحد الذين باعوا مصر للأجانب، ومنهم من وصفه بأنه أول من نادى بأن مصر للمصريين، وأنه كان مصلحا دستوريا، وأراد إلغاء السُخرة واستعباد الشعب المصري، وأنه كان وراء تنظيم المحاكم في مصر، حتى أخضع الأجانب المقيمين فيها للقضاء، حتى لو كان القضاء "مختلط".

واتهمه المصريون بالحصول على عمولات أثناء عقد القروض، ما أدى إلى استبعاده عام 1875، من المفاوضات بين مصر وبريطانيا حول بيع أسهم قناة السويس.

واُتهم بكبت حرية الصحافة بسبب مناهضتها للاحتلال، فألغيت العديد من الصحف، مثل الوطن عام 1884، وتعطيل الأهرام في العام نفسه، وإلغاء جريدة مرآة الرشق 1886، والزمان في العام نفسه.

أهم إنجازاته

- ترأس في عهد عباس الأول (1848- 1854)، المفاوضات مع بريطانيا، لتنفيذ عقود خطوط السكك الحديدية، ويرجع إليه الفضل في إنشاء الخط الحديدي الإسكندرية- السويس.

- استطاع أن ينتزع من العثمانيين فرمانات 1866، 1867، 1873، والتي بمقتضاها تم تعديل نظام وراثة العرش، فأصبح في أكبر أبناء الوالي، كما استطاع أن يعقد اتفاقية تعطي إسماعيل حق عقد المعاهدات مع الدول الأجنبية، وحق عقد القروض وزيادة عدد الجيش والأسطول.

- كان خلال حكم سعيد وإسماعيل هو المفاوض الرئيسي لتدبير قروضهما العامة والخاصة، كما قام بالمفاوضات لمراجعة توقف شركة قناة السويس، فأبرم عام 1863، مع الفرنسي فرديناند ديليسبس، عقد مقاولة حفر قناة السويس.

- قام بالمفاوضات بشأن تشكيل المحاكم المختلطة أسفرت عن إنشائها عام 1876.

ونظرا لاضطراب الأمن في عهده، وزيادة عدد الجنايات، شكلت عام 1884، لجنة إدارية للتحقيق مع الأشخاص المتهمين بالسرقة، أو الذين يشكلون خطرا على الأمن العام، كما تشكلت في نفس العام لجنة قومسيون الجنايات في مديريات الوجه البحري، ثم بعد ذلك بالوجه القبلي للتحقيق مع العصابات المسلحة، التي تهدف لسرقة المال أو الإخلال بالأمن العام.

- سعى في أوائل عام 1888 إلى تنظيم البوليس وإعادة تبعيته إلى مديري المديريات وإلغاء مركزه الرئيسي بالقاهرة.

- رشحته أوروبا حاكما عاما لبلغاريا عام 1877، إلا أن اندلاع الحرب الروسية العثمانية، في 27 أبريل 1877، حال دون تنفيذ ذلك، وتوفى نوبار باشا عام 1899م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم