الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوادي القتال العربية

القاسم موسي محمد

2015 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أن يسافر واحد من زملاء دفعتنا فى كلية الطب،إلي سوريا أو العراق للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية،لم يكن هو الخبر الصادم جدا بالنسبة لي،ما صدمني حقًا هو كونه هذا الشخص بالذات،والذي كنت أفضله من بين زملائنا السلفيين وحتي الإخوان المنتشرين فى الكلية والمدينة الجامعية،كنت أراه دائم الابتسام بالنسبة لجهامة زملائه،لاسيما فى وجوهنا نحن من (القلة) التي يعتبرونها علي حافة الكفر،يقرأ القرآن بصوت رقيق جميل،ويعامل جميع الناس بود،خجول وهادىء الطباع...
استوقفتني صورة لشاب ممن أعدموا مؤخرا فى قضية عرب شركس،صورة من سوريا،مع رفاقه الجهاديين،ملامحه توحي بتركيبة قريبة من زميلنا الذي التحق بداعش،قابلت كثيرًا من السلفيين ممن يتبنون نظريًا أفكارا تكفيرية وعنيفة،لكنهم كانوا يواصلون حياتهم ،يتفاعلون مع المجتمع،ويتعايشون مع السلطة،قليلون من يختارون هذا الاختيار،ومعظمهم من الشباب.
فى الفيلم الأمريكي الشهير(نادي القتال) الذي يعكس أزمة ذكورية خالصة،نري الشخصية الرئيسية التي يجسدها إدوارد نورتون، رجلا هشَا،مستسلمًا وضعيفًا لأبعد الحدود،الأمر نفسه ينطبق علي صديقه الذي يتعرف إليه فى جلسات للدعم النفسي،وقد تضخم صدره،بعد أن أصيب بسرطان واستأصلت (خصيتاه)،كل هذا قبل أن (يلتقي) ب(تايلر- براد بيت)الذي نكتشف فى النهاية أنه ليس سوي الجزء الآخر من شخصية البطل،الفصامية.
نادي القتال إذن لم يكن مكانًا للأقوياء،أو(الأشرار)،بل ربما العكس تمامًا،إنه مكان لنوع من الرجال الضعفاء أوالمحبطين،وقد قرروا أن لا يستسلموا لضعفهم،أو بمعني آخر الذين هزمتهم الحياة وقد فهموا قانون اللعبة الاجتماعية باعتبارها عنفًا خالصًا،فقرروا الانتقام،وتفجير كل مواقع العنف الرمزي،المؤسسات المالية والسياسية الكبري،ليس لأي دافع محدد سوي الانتقام.
ليست القضية هنا فى من كان ضحية من؟ القضية أن نظامًا اجتماعيًا بعينه يمجد الذكورة ويحتفي بالعنف من جانب السلطة ويقدس القوة المادية سيؤدي بالضرورة إلي عزل فئات من البشر،لايقنعها هذا النوع من الحياة،فئات ستشمئر من نفسها إذا وجدت أنها مضطرة للخضوع لنوع من الفساد والقيم المختلة لمجرد أنه قوي ومسيطر،سيندفع الكثيرون للقتال،لاسيما فى مراحل الشباب ،من الممكن أن يعبأ العنف فى آيات قرآنية أو نظريات دينية أو سياسية،وفي حالات كثيرة،تخلق السلطة نقيضًا يشبهها،فى عنفه وتسلطه،سيترجم نضاله إلي طاقة تدميرية هائلة،شارك الجميع فى صنعها وإذكاءها
فالسلطة،المستندة فقط إلي قوة السلاح-جيش وشرطة-،من البديهي أن تواجه رجالًا آخرين،يزاحمونها فى القوة،وإذا فشلت أي أفكار فى أن تحرّك المجتمع ضدها من أجل تغييرها،وإذا عجز المجتمع عن احتواء المعترضين علي تلك السلطة،ستتحول المعارضة إلي عصابات مسلحة،وعلينا ألا ننسي أن الجيش والشرطة ليست سوي ميليشات منظمة،وشرعية،أو هكذا تدعي فى احتكارها لاستخدام العنف فى مجتمع ما
وفي غياب نظام يُجمع الناس علي قبوله بطريقة أو أخري،تصبح هذه (الشرعية) مجرد أداة لتزييف وعي الناس، تحاول كل عصابة أن تنسبها لنفسها،والحقيقة أن المعركة الحقيقية معركة مادية والمنتصر فيها هو الأقوي مهما تغلف بغطاء سياسي أو ديني،ويمكننا أن نذكر هنا الصدام بين فتح وحماس بعد فوز الأخيرة بالانتخابات النيابية،والذي حسم فى النهاية بقوة السلاح،فخضعت الضفة لفتح وغزة لحماس.
وصف هيكل الشباب الإسلامي فى الثمانينات باعتباره يجسد ذكورة مراهقة،لكنه لم يحدثنا عن ذكورته هو وجيله،تلك الناضجة،والسيجار الفاخر الذي يحب أن تلتقط له به الصور دائمًا!وجيل الآباء الأغبياء الذين يتعاملون مع مواقعهم باعتبارها هبة أبدية،ويسخرون من نزق الشباب،كأنهم لم يكونوا شبابا يوما
التحليل نفسه يكرره إبراهيم عيسي،فى إحدي مقالاته التي يدافع فيها عن السيسي،ويقول إن الشباب الثائر ضد السلطة ليس سوي طفرات هرمونية! لكنه لن يجرؤ علي نقد هرموناته هو ويمكننا نحن فى المقابل الإشارة إلي شاربه و كرشه الضخم وربما حمّالاته أيضًا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح