الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعرفه.. تمامًا

سوزان التميمي

2015 / 5 / 28
الادب والفن


أعرف هذا الجسد تمامًا
أعرف هذا الشوق تمامًا
أعرف هذا الليل تمامًا
لكني..
لم أعرف لماذا هذا الرجل..
له في الحزن حظٌ وافر؟
نهرٌ من الأغنيات الحزينة
يحطُّ على شرفته الفارسية
وسربٌ من الصباح المؤجل
يُراوح بين الفنار
وبين النهار.. نار
ويبقى وحده مشرقٌ في نتوء الغياب
كالليلك المشرقيِّ المستحيل
يُطل بغيرما مناسبةٍ أو سببٍ
سوى..
ضيق اشتعالات روحي الرهينة
وكالوردةِ الحمراء في شعري المجدول عِشقًا
كان يسطع..
هل لي مهربٌ من عيونه
من درب أيامه المستريبة
وقمر المرافئ.. لنا لا يبين !
نهاراتي لم تكن إلا إليه.. فقد استباح شروقها.
ثمار البحار البعيدة.. أرساني على مقلتيه العِذاب.
وثغرهُ المطمئن.. ووجدهُ المستكين.
وأما المساءات فكانت مرهونة للحنين.
أجده يحفظني مبحرًا
نحو بر ابتساماته
كي لا تنتهي زياراتي القصيرة جدا للسنديان.
أعرف هذا الوجه تمامًا
أعرف هذا العطر تمامًا
أعرف هذا الحزن تمامًا
ولا أعرف لماذا هذا الرجل
يزرع فيَّ شوقَ مُهاجر ؟
الحساسين..
أتترك أعشاشها في المساء
لتبني سماءً غير التي
شيدها الراحلون إلى المنافي؟
والعاشقان..
أسيتركان للساحة
بعض أحلامٍ تقاسما ظلها
كي تطيِّرها لغيرهما في المدى ؟
وتكتفي النسوة الساهرات
بأوراق حبٍ محاها الشتاء
ومزقتها القُبـَل ؟
وهل آن لي أن أواصل الحلم المستكين
في دمعةٍ قاسية
برجلٍ له أن يكون
بأول التذكار ناسيًا
وبآخر الترحال عائدٌ إليَّ ؟
مسكونٌ بالشجر الساحليّ
منذورٌ للتجلِّي
على الباب المسافر للمستحيل.
وعلى درجاتٍ من سلم خوفٍ حجري
كان ضفاف النهر يحتضن العرافين
ساعتها..
سجلتُه غيابًا
في دفتر حزنٍ خاصٍ جدا
لحين رجوع ربيعٍ
لا يأتي إلا من أجله.
أتراه تذكرني بعد نهارٍ مشحونٍ
وسهرٍ عادي
وسط صداقاتٍ عجلى ؟
كان مسائي مُلكي..
وكان القلب يباغته التحية
على باب الفراق الأخير.
صارت سمائي له.. وصافحته
لتفلت من عيني قـُبلة
إلى كفه المرتعش
فتهرب من كفه نظرتي.. قـُبلتي
ارتبكتُ.. واستدار بي زمنٌ ليس لي
زمنٌ لا أراه ولا يراني
صارت تلومني نفسي كي أبوح
فأسهر لتشغلني الكلمات الحزينة.. التي لا أجيد.
كم صرتُ مفتونةً برجلٍ سرمدي
جفنهُ من نعاسٍ
وصمته من هوى
وكم تبعثرت منـِّي
رسائل الشوق الكتوم إليه
تلك التي أشهدتها
احتراق دمي المسافر من الوريد
إلى النشيد.. كعاصفة
آآآآه.. كهدير المسافات كان
عنيدٌ كالوصايا في اللقاء المُبدّد
المسافات.. تسافر فيَّ ومنـِّي
فأطويها هاربةً من كل اشتباهات الشوارع
داخلةً.. بعض احتمالات الفصول
لعلي.. أعرف يومًا
دمع الموج تمامًا
أعرف عشق البُعْد تمامًا
أعرف درب الغيم تمامًا
لكني.. لا أعرف لماذا هذا الرجل
له في قلبي حبٌ غامر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي