الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امم بلا ذمم (1)

طاهر مسلم البكاء

2015 / 5 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في منطقة اسلامية،رغم مواردها الكبيرة ، ذاقت الأمرين من الحروب العبثية والدكتاتورية المقيتة وما يتبعهما من فقر وجهل وتخلف ،ارتأت أطراف دولية مؤثرة في الساحة الدولية تجميع كل ارهابي العالم في ما عرف بعش الدبابير ، وكان المقصد واحد والأهداف كثيرة ،والمتضرر الأكبر شعوب هذه المنطقة التي لم يكن لها في ذلك الصراع لاناقة ولاجمل .
اسباب ما حدث :
ان الكوارث التي حلت بشعبي سوريا والعراق هي كوارث لاتحتمل ،فمقتل الآلاف من ابنائهما بدم بارد وأغتصاب النساء وتخريب البلاد وايقاف عجلة البناء والحياة فيهما أمر حدث بمرأى ومسمع الدول الكبرى ومجلس الأمن وهيئات مايعرف بالأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان ،وسجلت حالات من أغرب ماحصل في هذا القرن فرغم همجية هذه العصابات التي تآلفت للقتل والتدمير والتخريب إلا أنه لاوجود لموقف دولي موحد ،على الأقل ، في قطع امدادات هذه العصابات من التمويل والتسليح والمؤنة والرجال ،لابل ان هناك دول غربية تتشدق بالوقوف ضد الأرهاب وبمناصرة حقوق الأنسان تقف مواقف عجيبة في مناصرة ارهابيين ثبت قتلهم للعراقيين بحجة انهم من مواطنيها !
وتقوم الدول الغربية وحلفائها بتهيأة سبل الأنتقال منها الى كل من العراق وسوريا ،فنجدهم يسافرون بحرية ويشتركون في القتل والتخريب ثم يعودون بكامل الحرية الى هذه الدول بدون اي مسائلة وخلال ذلك تحاول الدول الغربية ايهام مواطنيها والعالم انها تشكل تحالف يخوض قتال ضد هذه الجماعات المسلحة ،شئ لايشبه شئ !
عش الدبابير يتوسع :
اصبحت لعصابات داعش الأرهابية موطئ قدم في مناطق واسعة من العالم بعد ان كانت الولادة المقصودة في العراق نمت كوحش اسطوري بأستغلال الحساسيات المذهبية ، كأسطورة السنة والشيعة التي تعشعش في ثنايا عقول شعب جاهل ،ومن ثم توسعت الى سوريا وهي اليوم تتواجد في ليبيا وتونس وسيناء ونيجيريا واليمن والسعودية والصومال وباكستان وغيرها ، وهذا يوضح مقدار الرعاية والدعم الذي يتكفله القائمون على داعش،ومدى استغلالهم للحساسيات الدينية والمذهبية لتدمير العالم وتسهيل رسم خرائطهم الجديدة ، ويبرز الخلفيـات الحقيقية للأرهاب ومن يقوم وراء تنظيمه بهذا الشكل الأقرب إلى العمل الإستراتيجـي المحترف حيث
التنظيـم المحكم لهذه التنظيمـات والجمـاعات،
التسلسل القيـادي، المعرفة بأســـــاليب العمل العسكري وتكتيكـاته
، الدعم اللوجستي، التمويــــــن، الإتصـالات، الإستخبــــــــارات
، الإعلام والدعاية، التعبئة، العلاقات الخارجية، التقسيم الجغرافي
، نوعية العمليـات والأهداف، التطور التكنولوجي الـــواضح، التطور والنمو والوعي بالتغيرات المحلية والإقليـــمية وكيفية توظيفهـا لخدمة النشـــاط الإرهـابي .
مولود فاق اباه :
مع ان البدايات الحقيقية لداعش كانت عن تنظيم القاعدة في العراق ،حيث شكل ابو مصعب الزرقاوي عام 2004 طلائعها، والتي تمازجت مع تنظيمات متطرفة أخرى لتولد مجلس شورى المجاهدين والذي كان بحق طلائع داعش الأولى والمبكرة والتي استغلت انغماس الساسة العراقييون بالفساد المالي والتصارع على السلطة ،وتوسعهم في الأغراق بالطائفية (سواء أكانوا سنة أم شيعة ) لأجل كسب الأنتخابات ،أستغلت كل ذلك مع ما توفر لها من دعم خارجي لتوسيع نفوذها بسهولة ،مستغلة تذمر العراقيين من تهميش الكفاءات والتوزيع غير العادل للثروة ،وفي سوريا استغلت الوضع الغير مستقر وبدء النزاعات التي غذاها الغرب بحجة المعارضة السورية لتتمدد بشكل سريع في الرقة، و إدلب، و دير الزور و حلب .
وفي مطلع العام 2014 اعتبرت القاعدة ان داعش وليد عاص وقطعت علاقاتها به معتبرة انه تنظيما ً وحشيا ً !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب