الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال المر!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2015 / 5 / 29
حقوق الاطفال والشبيبة


كأننا نتعامل مع "طفل آلي"، لا تسري في عروقه الحياة، والأحاسيس، والمشاعر!
نطلق عليه، باعتباط، كلماتنا المدببة، والمسننة، كما لو كان منبوذاً!
غير مدركين، أنه: "الموت في مطلع الربيع"، على حد تعبير الكاتب والشاعر الروسي ألكسندر أوستروفسكي!
تأملوا معي..
.. ما تقوله أم: "ان ابناء جارتنا غاية في الجمال.. أليس كذلك؟"!
.. وما ينطق به أب: "أغرب عن وجهي، وأنت مثل القرد"!
.. وما يتفوه به أقارب: "لقد كبرت، وأصبحت فتاة جميلة"!
.. وما يُحكى من قصص الأطفال: "ثم جلست البطة القبيحة وحدها لتبكي"!
.. وما يخترق شاشة التلفاز، من أخبار، مثل: "وملكة الجمال الجديدة، هي..."، ومن اعلانات، مثل: "وأنت أيضاً يمكنك أن تتمتع بهذا الشعر الرائع اللامع"!
،...،...،...
هل أصبح الجمال الجسدي، هو سيد الموقف، وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في لأولادنا، وللآخرين؟!
وهل نفتقد إلى الحساسية المرهفة، ونحن نتحدث أمام فلذات أكبادنا، عن الجمال الأسطوري، الذي يعجزون عن الوصول إليه، فيعرفون أننا نتكلم عن "الجمال المر"، فتنفصم علاقتهم العاطفية مع كل ما هو جميل، ويفقدون السعادة بأنفسهم؟!
وهل لا ندرك أن الجمال المظهري يخنق نمو شخصية أبناؤنا، ويأتي يوم الحصاد، الذي نجني فيه حسرتنا في خسارات مفجعة عندما نجدهم ينظرون إلى عيوننا، بجرأة، ويقولون: مثلما تروننا نراكم؟!
،...،...،...
كونوا آباء أهلاً للأولاد..
وأنظروا إليهم نظرة ملؤها الاحترام، والتنبيه للدهشة التي تحصل عندما نتأمل في مواهبهم، وصفاتهم من: طهارة، وبراءة، ووداعة، وصدق!
اجعلوهم يدركون أن الجمال الحقيقي، هو في الاشكال الحيّة، التي أصبحت جزءاً منا، ومن تراثنا الإنساني:
.. سقراط، في قبح وجهه وجمال فكره!
.. والجاحظ، في جحوظ عينيه وروعة أدبه!
.. والأحنف بن قيس، الكلي الدمامة، ومع ذلك كان سيد قومه؛ بما عُرف عنه من رجاحة العقل، والحلم، والتواضع!
،...،...،...
ان أولادنا هم ضحايا لتطلعاتنا الخاطئة!
وهم يرغبون في رؤية علامة أسف واحدة على مُحيّانا، التي صفعتهم!
ثقوا أن معظم أولادنا قادرون على التفهم، وهم كرماء حين نعترف لهم بأننا كنا مخطئين، وكنا سيئين!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا تاريخيا بأحق


.. صفعته وعنفته.. معلمة أردنية تثير غضبا واسعا بعد إساءتها لطفل




.. قرار تاريخي.. الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت لصالح منح


.. الأونروا تغلق مكاتبها في القدس بعدما حاول -متطرفون إسرائيليو




.. مندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: من حق فلسطين العضوية