الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساطير السماء – برج الميزان

محمد زكريا توفيق

2015 / 5 / 29
الطب , والعلوم




برج الميزان (Libra)، برج مشهور لوجوده ضمن دائرة البروج الاثنى عشر. بالرغم من شهرة البرج، إلا أنه ليس به شئ يستحق الانتباه. نجومه خافته، وشكل كفتي الميزان من الصعب تحديده.

http://www.alfnonaljamela.com/art/uploads/81-120120910093022.gif

النجم الذي يقع أسفل الجانب الأيمن من البرج، خافت جدا، لونه يميل إلى اللون الأخضر. هذا هو النجم الوحيد في السماء الذي يميل لونه إلى اللون الأخضر، ويمكن أن تراه العين المجردة.

يوجد في برج الميزان أيضا، النجم جلييزا 581. وهو نجم أحمر يقع على بعد 20 سنة ضوئية من الأرض. كتلته ثلث كتلة الشمس. لهذا النجم ستة كواكب على الأقل.

في عام 2014م، أعلنت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء عن اكتشاف 715 كوكب جديد خارج المجموعة الشمسية. 4 منهم، تزيد أحجامها عن ضعف حجم الكرة الأرضية.

اكتشاف معظم هذه الكواكب، تم بطرق غير الرؤية المباشرة. هذا يجعل عدد الكواكب المكتشفة في مجرتنا يصل إلى 1700 كوكب. أربعة منهم، غير الأرض، يحتمل وجود الماء والحياة عليها.

الكواكب المعروفة في مجرتنا، تتبع 305 نجما فقط. الكوكب هو الجرم الذي يدور حول النجم. شمسنا هي أحد النجوم. القمر هو الجرم الذي يدور حول الكوكب. الأرض هي أحد الكواكب.

المصريون القدماء هم أول من حدد برج الميزان. وهم أول من ربط العدل بالميزان. في الحياة الأخرى للإنسان، يوضع قلب المرء في كفة، وتوضع أعماله في الكفة الأخرى من الميزان.

الميزان، رمز العدل عند قدماء المصريين:
http://2tqqt82jmt7v3yb42gsd75a19wd.wpengine.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2014/12/1.jpg

تساوي الكفتين الفارغتين، يضمن صلاحية الميزان وعدالة المحاكمة. وجد المصريون القدماء أيضا، في أيامهم، أن الشمس تدخل برج الميزان في فصل الخريف.

عند الاعتدال الخريفي (23 سبتمبر)، يتساوى طول الليل مع طول النهار. التساوي هنا هو صفة من صفات العدل التي يتحلى بها برج الميزان.

الرومان استخدموا أيضا برج الميزان، وجعلوه رمزا للعدالة. لذلك نراه دائما على جدران المحاكم. كان يوليوس قيصر، يصور حاملا للميزان، كناية عن عدالته في الحكم.

بعد ذلك، أصبح الميزان مرافقا للإلهة فيرجو (Vero)، إلهة العدالة. فيرجو، هي المرأة، معصوبة العينين، التي تصور على جدران المحاكم وهي تحمل الميزان بيدها.

فيرجو، إلهة العدالة:
http://2tqqt82jmt7v3yb42gsd75a19wd.wpengine.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2014/12/3.jpg

انتقلت فكرة ربط العدالة بالميزان إلى حضارة دول الشرق الأوسط فيما بعد. أما اليونانيون، فلم يروا برج الميزان كبرج مستقل، إنما رأوه كجزء من برج العقرب، يمثل مخالبها. ثم رأوه فيما بعد يمثل عربة الإله حادس (Hades)، الذهبية.

كان يعتقد أن ذكر الاسم الحقيقي لبعض الآلهة، غير لائق وخطر. لذلك، الإله حادس، إله الجحيم والعالم السفلي، كان يدعى بلوتو (Pluto). وهي كلمة معناها الغني.

كان حادس، يركب عربته الذهبية التي تجرها أربعة خيول سوداء. سوادها مثل سواد الليل البهيم. يأتي بها إلى العالم العلوي ليلا، ليلهو ويقضي وقتا ممتعا مع الحوريات الجميلات، ثم يعود ثانية إلى العالم السفلي من حيث قد أتى.

استمر حادس هكذا إلى أن قابل في ليلة من الليالي بيرسيفون (Persephone)، ابنة الإلهة ديميتير (Demeter). عندما رأى حادس جمال بيرسيفون الفاتن، طار عقله، فأراد أن يأخذها زوجة له.

عندما رفضت أمها عرض الزواج، لم يجد حادس، للفوز بعشيقته، بدا من اختطافها عنوة، وجعلها زوجته وملكة للعالم السفلي.

جن جنون الأم ديميتير لفقدها ابنتها. ذهاب بيرسيفون للعالم السفلي، حتى وإن كانت ستصبح ملكته، يعني أن ديميتير الأم، لن ترى ابنتها مرة ثانية. هذا هو الموت بعينه، وأنها قد صارت في عداد الأموات.

استغاثت ديميتير بباقي الآلهة، وطلبت مساعدتها. تطوع الإلهان ثيثيوس (Theseus) وبيريثيوس (Peiritheus) لإنقاذ بيريسيفون. نزلا إلى العالم السفلي للبحث عنها. لكن تم أسرهما بواسطة حادس. سلطة حادس رهيبة، حتى على الآلهة.

عندما أرسلت الآلهة هرقل لتخليصهما من الأسر، لم يتمكن هرقل إلا من انقاذ ثيثيوس. بينما قضت المقادير أن يعيش بيريثيوس في العالم السفلي إلى الأبد. الآلهة لا تستطيع تحدي القدر.

حزنت ديميتير حزنا بالغا لفقدها ابنتها، فأهملت واجباتها. وحيث أنها إلهة الحقول والزراعة، لذلك توقفت البذور عن الانبات، والأشجار عن الإثمار ، والنباتات عن النمو. وبدأ التصحر الرهيب.

حلت المجاعة بالعالم العلوي، وأوشك الناس على الموت جوعا. هنا تدخل زيوس كبير الآلهة، أخو ديميتير، وطلب من أخيه حادس ، إله العالم السفلي، أن يعيد بيرسيفون إلى أمها في العالم العلوي، لكي تستأنف القيام بواجباتها الإلهية، فتعود الخضرة للحقول، والثمار للأشجار، والخير للبلاد.

لكن حادس رفض طلب زيوس بشدة. بحجة أنه لا يستطيع أن يعيش بدون بيرسيفون. من هنا جاء الحل الوسط، الذي اقترحه زيوس ووافق عليه حادس.

الحل، هو أن تبقى بيرسيفون مع زوجها في العالم السفلي مدة أربعة شهور، ثم تصعد إلى العالم العلوي ثمانية شهور من كل عام.

لذلك نجد الأرض تجدب في فترة الشتاء، وتتوقف النباتات عن النمو، والأشجار عن الإثمار. وهي الفترة التي تقضيها بيرسيفون بعيدا عن أمها في العالم السفلي.

عندما ياتي الربيع، يوم 21 مارس بالتحديد، تعود بيرسيفون إلى سطح الأرض، ويعود معها الربيع والزهور والثمار والدفء والخير.

في الهند، يسمى هذا البرج تولا (Tula). وتعني التوازن. وهو يمثل رجلا ينحني على إحدى ركبتيه، ويحمل ميزانا بيده.

الصينيون يسمونه شو سنج (Show Sing)، وتعني نجم العمر المديد. ثم تغير الاسم إلى برج تين تشنج (Tie Ching)، وتعني الميزان السماوي.

أفضل الأوقات لرؤية برج الميزان: شهري يونية وأغسطس.

النجوم:
الفا – الزبان الجنوبي (Zubenelgenubi)، نجم مزدوج
درجة اللمعان: 2.8
البعد: 72 سنة ضوئية

بيتا – الزبان الشمالي (Zubeneschamali)
درجة اللمعان: 2.6
البعد: 120 سنة ضوئية

جاما – زبان العقرب (Zubenelakrab)، واضح من الأسماء العربية أن هذا البرج كان جزءا من برج العقرب.
درجة اللمعان: 3.9
البعد: 75 سنة ضوئية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ محمد زكريا توفيق المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 30 - 05:59 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اليوم عرفنا من ربط العدل بالميزان...فشكرا لكم اخي الفاضل
الحمة في دقة الاختيار و التعبير الصادق لذلك
لا يكون ميزان اذا لم تتم صناعته بدقة و ان يكون بيد دقيقة و مخلصة و تحترم الميزان و العدل فاي خلل في التصنيع او في الاستخدام يُخِل بالعلاقة بين الاثنين لذلك اظافوا اليهما الشريط الذي يُغّطي(يعصب) عيون الوّزان (القاضي)
كفتي الميزان في الهواء الطلق لا يمكن ان تسكُن او تتزن...لذلك تجد العدل مضطرب من يوم الاختيار...تتلاعب به الاهواء و الكُتَلْ والظروف المحيطة(ميزان القِوى) ...لا يمكن للميزان ان يكون عادلاً الا ان يكون تحت متابعة و احترام و قبول الجميع
الاحتمال الكبير و السهل في الغش لذلك يكون الكيل بمكاييل متعدده
البشرية اليوم انتجت موازين دقيقة و مع ذلك اللاعدل يؤثر فيها و على احكامها...
شكراً لكم ايها المتفضل


2 - أخي الحبيب عبد الرضا حمد جاسم
محمد زكريا توفيق ( 2015 / 5 / 30 - 08:20 )
أخي الحبيب عبد الرضا حمد جاسم. العدل عند القدماء كان قضية مقدسة. حتى الآلهة لا تستطيع أن تحيد عنه. لكن العدل عندنا الآن، مرهون بمزاج الإله. مثل حكاية النعمان بن المنذر، له يوم سعد ويوم نحس. في يوم من الأيام في الستينات، ذهبت لشراء مانجو من سوق الفاكهة بالقاهرة. بعد أن اخترت الحبات بعناية فائقة، وضعتها في كيس ورق وأعطيتها للبائع لكي يزنها. عندما عدت إلى البيت، وفتحت الكيس، وجت شيئا آخر. حبات مانجو نية في حجم الليمون. لقد تم استبدال ما قمت بشرائه ببضاعة أخرى. لهذا قامت حضارات قديمة مبهرة في بلادنا عندما كان العدل يعني شيئا مقدسا، له آلهة ترعاه وتتأكد من تطبيقة. أما حالنا اليوم، فلا يحتاج إلى وصف. طالما الميزان معطوب وكفتيه لا يستقيمان، فالويل وكل الويل لشعوبنا البائسة. شكرا لمرورك الكريم .

اخر الافلام

.. جمال الطبيعة ورهبتها في آخر ثوران لبركان إتنا


.. تفاعلكم | مفاجأة.. هذه عمليات التجميل التي أجراها بايدن وترا




.. أوكرانيا تعلن نجاحها في مراقبة وتتبع وضرب القوات الروسية من


.. استخدام الهواتف قبل النوم يؤدي للأرق وخلل الهرمونات الطبيعية




.. طبيب في هوليود يكشف تكلفة وتفاصيل إجراءات التجميل لبايدن وتر