الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسبانيا على أبواب فجر جديد

عذري مازغ

2015 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


فجرت الإنتخابات المحلية الإسبانية الوضع من جديد، بدت تحمل أفقا آخر مغاير، الكل بدا مهتما أكثر، بدءا من الترويكا وانتهاء بأصغر ضفدع سياسي، ويبدو ان الخسارة الكبرى قد نالت عمليا من الحزبين اللذان يتبادلان على الحكم، بل إن الحزب الإشتراكي بدا مهتما أكثر حين أعلن أخيرا أن حزبه تفهم جيدا ماذا يريد المواطنون وعليه سيعمل على أن يتزعم حزبه التغيير الجديد الذي أتت به أحزاب لم ترى النور إلا في مطلع السنة الماضية..لكن هل بالفعل سيعمل على ذلك أم أن الأمور خرجت من يديه خصوصا وانه على بعد بضعة أشهر من الإنتخابات العامة القادمة،خصوصا أن تعثره في رئاسة الإقليم الأندلسي من خلال تعثر سوسانا دياس في خلق تحالفات مطمئنة لقيادة الأندلس لأربع سنوات قادمة، حيث يبدو جليا أن الأحزاب الجديدة قد وضعتها في محق حقيقي، فهي من جهة تريد أن تحكم وهو ما لم تصفر عليه نتيجة الإنتخابات، وهي من جهة أخرى تريد أن تبقي الضغط على الحزب الحاكم من خلال شروط وضعت الحزب الإشتراكي في مأزق حقيقي امام منتخبيه: الحرب بلا هوادة على الفساد المالي ومن خلاله بعض مسؤولي الحزب نفسه كعربون من الثقة لهذه السيدة الجميلة التي جملت الأندلس بكل تعدداته السياسية والإيديولوجية في شخصها عندما أعلنت في حملتها الإنتخابية بأنها هي نفسها الأندلس، لكن ليس هذا هو الشرط الوحيد فقط بل أيضا الإتفاق على أرضية سياسية ذات اتجاه الصالح العام، وليس على أرضية برنامج الحد الأدنى، إن الإختلاف بين الأمرين كبير جدا برغم هذا التشابه الناعم بخلفيات كلاسيكية عند اليسار، إن برنامج الحد الأدنى ذي الطبيعة التاكتيكية (بالفهم اليساري طبعا)يصطدم بالصالح العام الذي يتجاوز تاكتيك حزب معين إلى أخذ بالاعتبار صالح الشعب، أي هنا لا نتفق على مصلحة حزبية حول برنامجين مختلفين نتفق فيها على نقط مشتركة، بل إن مصلحة الشعب واهتماماته العاجلة والمستقبلية هي الأكثر أهمية، والمسالة السياسية أساسا، استلهمت هذه الشروط نفسها بشكل أصبحت هي التي رددت على خلفية الإنتخابات الأخيرة في اتجاه خلق تحالفات لضمان استقرار الحكم داخل البلديات والجماعات في إسبانيا تحت شعار: "أنا من دونك لست شيئا"، ومع ذلك يبدو لغم اليسار الجديد الذي يؤطر لجبهة شعبية ضد السياسات الرأسمالية. "أنا من دونك لست شيء" "لكن ليس ضروريا أن أحكم معك، لا أريد منصبا"، ويعني الأمر تماما ضربا للمساومات السياسية التي تقوم على توزيع مقاعد سياسية بين أعضاء التحالف: "احكم كما تريد وبتوظيف من تريد شريطة أن تكون الأمور التي ستشرعها تحمل هذا المضمون ذي الإتجاه "الصالح العام""، وهي أمور لم تتعوض عليها الأحزاب الكلاسيكية التي عليها من الآن أن تحسبها اكثر من مرة في تمرير مشاريع معينة.. اكبر خاسر أيضا في هذه الإنتخابات هو اليسار التقليدي الذي بدا انه لم يستوعب بعد منطق المرحلة الموحى من حركات التمرد الشبابية، وبالتأكيد حركة 15M .. لا شك أن هذه الحركة التي تجمهرت في قلب العاصمة مدريد سنة 2011 عشية الإنتخابات العامة قد أدهشت السياسيين وقتها بحسن تنظيمها وبقوة طرح بدائلها بشكل يبدو أن الحزب الفائز خلالها لم يستوعب الرسالة التي ضمنتها هذه الحركة حين اعتصمت بساحة الشمس، والتي مفادها، أن شكلا ما للتمثيل السياسي ليس بالتحديد ترشيح نواب أو ممثلين لمدة أربع سنوات، فالمسالة لم تعد مجدية، ومرحلة كاملة من الإصلاحات أو ما يعرف بالإنتقال الديموقراطي التي ميزت حقبة كاملة حيث بدأت في السبعينات، قد آن الآن وقت خريفها ليبدأ ربيع سياسي جديد (لا أريد أن أربط هذه المسألة بربيع تونس الذي ظاهريا يبدو روح هذه الانتفاضات إلا أن عمق الإشكالية مختلف تماما انطلاقا من بنية الحكم أو النظام السياسيين في الطرفين، بين الشمال والجنوب بشكل عام)، قلت بان المسالة لم تعد مجدية انطلاق من تجربة الإنتقال نفسها التي تميزت بتداول حزبين على الحكم. إن مرحلة جديدة بدأت بشعارات تختزل المرحلة: هناك طرق أخرى للعمل أو لعمل السياسة وليس فقط طريقين.. في إطار ذلك دشنت مرحلة لجيل طموح عبرت حركة 15M عن مضمونها، لكن طرح في المقابل من خلال تحفظات سياسيي مرحلة الإنتقال، باعتبار الديموقراطية تسمح بتشكلات جديدة، طرح لماذا تلك الحركة لا تنظم في حزب سياسي؟؟ بعد مرور سنتين على تلك الحركة، جاءت حركت بوديموس (نستطيع) ويبدو أيضا من خلال تسميتها انها تعبر عن الإشكال السياسي مفاده: نعم نستطيع أن ننتظم في حزب سياسي، لكنه حزب سياسي مختلف تماما، ومن روح تنظيم حركة 15م أي أن القرارات السياسية فيه هي من مخاض تجمعات شعبية مكثفة وليست (وهذا ما أقصده عندما اتكلم عن روح 15م، فالأمر لا يعني تماما أن بوديموس هو امتداد لها مع ان جزء كبير من شباب هذه الحركة انخرط في العمل السياسي ضمن بوديموس وضمنها أيضا ما يسمى بالتيار النقدي داخل بوديموس (الجناح التروتسكي أو أنتي كابيتاليست) إن روح تلك الحركة هي فقط أشكال تنظيمها بدءا باللجن الشعبية، اللجن القطاعية المتعددة، عبر اجتماعات جماهيرية، عبر أسلوب التصويت الجماعي، التصويت عن طريق النيت تفاديا لقرارات التجمعية التي هي أيضا بمعنى ما لا تمثل كل الشعب (من لم يحضر في الإجتماعات يمكنه الموافقة أو الرفض وطرح بدائل من خلال التصويت والتعبير عبر النيت، وهو شكل تحفيزي للمشاركة في السياسة). قلت إن اليسار التقليدي هو أكبر الخاسرين في هذه الإنتخابات ويبدو الآن من خلال الكثير من التصريحات تصدع شق كبير بين تياراته (هذا ما يبدو على الأقل في ردود الفعل الأولية برغم وجود تصريحات متداركة للأمر من خلال التعبير بوجوب خلق جبهة شعبية، إلا أنه وكعادته لا ينطق إلا ما سبقه التيار النقدي الذي ترك الحزب وخرافاته التنظيمية المهيكلة كزعيمه السابق إنكيتا). يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل


.. إيران.. تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخار




.. مقابلة خاصة مع نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سرم


.. أوضاع الشرق الأوسط وحرب غزة تحظى باهتمام كبير في قمة شانغهاي




.. نتنياهو بين ضغط عائلات المحتجزين وتهديدات ائتلافه اليميني