الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال الديموقراطية بين مد النظرية و جزر التطبيق

احمد العطار

2005 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لاتنوي هده المقالة الخوض في لجج الديموقراطية تعريفا واستشكالا و تنضيرا -الا لماما- و في نتف يسير- وان ما تروم الاشارة اليه بالبنان هو الهوة الساحقة التي تعاضمت بين الخطاب الديموقراطي التنظيري وبين تفعيل و اجرأة هدا الخطاب داته على مستوى الواقع الفعلي والممارسة اليومية . ولا تزعم هده المقالة فتق الكلام في التلميح الى هده الهوة و هدا البون- القديم بداته المحدث بزمانه-حسب التعبير الكلامي- فهو يمثل عادة استقر عليها القول والفعل الانسانيين . و انما تصدر -المقالة-عن رغبة دفينة في احياء نزعة النقد وتذكير العقل البشري/الكوني بنقيضة ما فتئ يقع فيها خطابا وممارسة.
الديموقراطية اليوم تمثل على صعيد الخطاب الكوني وكدا المحلي في مفاصله الكبرى مدخلا من مداخل الحداثة في شقها السياسي . هي قلبها النابض . هي جوهرها ومحددها الاساس. اننا لانروم من هدا التنصيب الاستعلائي ان نبخس توترات اخرى ومحددات جمة دورها الفعال في قلب الحداثة. بل ما نهدف الى اجلاءه هو التاكيد- الخطاب النظري- على ان الديموقراطية لا تحيد ان ان تكون شرطا اساسيا في بلورة تحديث اي مجتمع كان . لقد لاك الخطاب التنظري. الحديث عن الديموقراطيةكمدخل و كبناء ،كرؤية وكعقيدة(مدنية) واختلف الركبان حول احقيتها واستحقاقاتها، عجميتها و اسلاميتها ، جوانيتها و برانيتها. وبلغت مع هدا الفكر رقيا نظريا استلزم معه العمل على عولمة هده القيمة -حسب المصالح في اغلب الاحوال-واضحى مع هدا المتنفس الديموقراطي باعتباره فسحة كونية لتلافي اشكال الاستبداد وضمور تجليات الاستعباد و احتواء مضاهر قروسطية المنبت. وباعتباره الترياق و الحل السحري لكل مشكلات العالم و بخاصة البلدان العالم ثالثية المتخلفة. قلت اضحى المتنفس الديموقراطي شعارا درائعيا استهلاكيا واصبح من الادبيات نشدان المجتمع و الحياة الدموقراطية كمبغى لكل دي نهى . اننا نعي ان هدا الشعار رفع اول ما رفع على انه مطلب نخبوي انتلجنسياني كحاصل مشروط لارتفاع الادراك السياسي. بيد ان المستوى الحالي للمواطن العادي ان هو لم يوفر له قدرة على التجريد و الوعي الموسوم بالنخبوي .الا انه اصبح من الفاضح و من نافلة القول ان الاعلام اليوم قد توغل في كل بيت و تسرب الى كل زقاق حاملا هو هدا الترياق و مشيعا للوعي به. صار ادن مع مد الاعلام المعولم شعار الديموقراطية شعارا واسع الانتشار والديوع ترفعه النخبة كما يرفعه العامة واصبح العلم الديموقراطي مرفوعا من قبل الدولة نفسها . فنجدها تتشدق بادخالها الى المجتمع وفي الان نفسه تعمل على اختزالها الى مجرد شكليات انتخابية و مؤسسسات انتهازية و نص دستوري ممنوح. في حين ان الديموقراطية الحقة تعني "تغييرا كاملا في قضية السلطة و السيادة في علاقة الحاكم بالمحكوم .كما تتضمن الديموقراطية في معناها العميق جملة عناصر اهمها اقرار الحقوق الفردية و الجماعية قانونيا و فعليا و اقرار الحريات و تحقيق سيادة القانون في دولة الحق و القانون و اقامة تمثيلية نزيهة و اقامة السلطة على ا ساس من المشروعية و العقلانية .وهده العناصر المكونة لهدا التعريف تشكل طرا لحمة واحدة فادا ما بطل عنصر بطلت الديموقراطية ككل"(الديموقراطية و حقوق الانسان محمد سبيلا ص68). وبعبارة اخرى يمكن القول ان مطلب الدولة الديموقراطية العقلانية الشرعية بمعناها الفيبيري(ماكس فيبر) والتي يعني بها حقوق سياسية،احترام القانون،فعالية المؤسسات، فعلية الدستور، مركزية البرلمان، ضرورة بيروقراطية....الخ يجب ان لا يضل مطلبا وشعارا تنظيريا خطابيا حبيس الاوراق ورهين الافكار و الاقوال بل يجب ان يتجاوز القول الى الفعل و التنظير الى التطبيق .
نصل هنا الى مربط الفرس ومبتغى القول في هده المقالة .اد يمثل اقتران النظري و العملي على صعيد الوعي البشري مفارقة و نقيضة يسقط فيها الخطاب التنظيري الديموقراطي كما يهوي اليها التطبيق العملي لهد المفهوم.مفارقة تتجادب الوعي واللاوعي الانسانيين.
ادا ما كانت الديموقراطية كما دكرنا اعلاه قد مثلت ترياقا يشفي المجتمع من علاته وامراضه و اضحت بوثقة الديموقراطية تمثل شرطا راهنيا للدخول في غياهب التحديث.فان الفلسفات المعاصرة كما النزعات اليبرالية قد ساعدت على عولمة هده القيم . فاننا نجد ان الوعي الكوني بضرورة الديموقراطية قد تساوق مع لاوعي كوني/اجرائي هدا اللاوعي يستسيغ الحروب والابادات كما يستسيغ التهويل والاخضاع و يستطيب رؤياه الجهل والفقر والبطالة تملأ التخوم . لكن هدا اللاوعي سرعان ما يستيقض من سبا ته العميق-وبقدرة قادر-ليتمشدق بمبادئ الحرية والديموقراطية و حقوق الانسان... نعم انها مفارقة وتناقض صارخ وتبادل للادواريصدم بغرابته ويندغم فيه الوعي و اللاوعي . ان التوضيف الاختزالي و السياسوي للديموقراطية هو توضيف يستند الى المصلحة الداتية ويجعل من يرفعها اليوم يتغيا منها خدمة مطامحه في استعباد الاخر و ادلاله. وقد لانعدم امثلة لدلك ويكفي ان نشير باصبعنا الى امريكا رائدة اليموقراطية الخطابية /التنظيرية التى تدعي انتاج الديموقراطية في اخر صيحاتها ، او نحيل في نفس الان الى تفعيلها لهده الديموقراطية على ارض العراق وافغانستان. او الى املاءها بصيغة الامر على الدول العربية المستضعفة تحت غطاء الاصلاح السياسي ومشروع الشرق الاوسط الكبير . كما يمكن ان نضرب المثال على التوضيف الابتخاسي للديموقراطية باى دولة عربية فهده الدول لاتزال تراوح الخطو في سلم الدمقرطة الحقة في وقت تصرخ هي بملئ فيها في كل مناسبة و في كل حين الديموقراطية ..الديموقراطية .وواقع الحال يصرخ مجيبا اين هي هده اليموقراطية؟؟ان ما نراه هو غيابها المستمر على الساحة
ان الديموقراطية تشكل في جوهرها حسب العديد من الاقلام خلاصا للواقع الحالي، واننا نؤمن بهدا الطرح ايمانا لا يتزحزح .وان ما يعز علينا هوان نرى بام اعييننا هده القيم تتمرغ في اتون المصالح- باسمها وتحت شعارها- . ان اكتناه الواقع يدعم ماأ شرنا اليه آنفا من تعاضم الهوة بين القول وبين الفعل و امام هدا الوضع تصبح اليموقراطية نشازا و غثاءا لا نفع منه .
"ان تجاوز هدا البون و عبور هده الهوة يتطلب قلبا لهده السيرورة العميقة وداك ما لا يتحقق لا بتوافر شروط لا مناص منها. نسردها على لسان "محمد سبيلا

الاستقلالية للمجال السياسي ..وهدا يقتضي جعل المجال السياسي مجالاتداوليا قابلا للنقد والتصحيح وان تصبح الممارسة السياسية ممارسة بشرية معرضة للصواب
والخطأ و بالتالي للمراقبة و المحاسبة عبر قنوات مؤسسية مظبوطة

الفصل بين السلطات الثشريعية و التنفيدية فلكل سلطة اختصاصاتها و مجالاتها و حدودها_

مجتمع مدني قادر على الدفاع عن نفسه . يمثل قوة ضعط لتسريع عجلة الدمقرطة و الاصلاح _

توافر ثقافة سياسية ديموقراطية أصيلة_

نظام سياسي قائم على أ ساس من المشروعية المؤسسية تنشأ في اطارها دولة الحق و القانون( نفس المرجع بتصرف _

ان الديموقراطية الحقة لا تنشا من فوق -من استملاء فوقي لقوى كبرى-بل تنبع من تحت.من حاجة المجتمع نفسه الى الديموقراطية.ان الشروط السالفة الدكر وغيرها كثير. ليست شروطا تمنح او تفرض وليست متوقفة على قرار امري او فردي بقدر ماهي رهينة تطور طبيعي و تلقائي داخل المجتمع اي بنضج المجتمع و تهيأه للديموقراطية . ان هده الشروط ضرورية للخروج من قوقعة الخطاب و السفسطة و القول الباهت ،و الدي من نتائجه ان يغرقنا في مثاليات طوباوية بعيدة عن اي تفعيل مماراساتي. من دونها-الشروط الموضوعية- يبقى البدر الديموقراطي صعب الاكتمال وتضل شمس التغييرفي كسوف دائم
نخلص ادن الى القول ان الحاضر اليوم في الخطاب التنظيري الديموقراطي هو ايغاله في المثالية و استكانته اليها .كما ان الغائب في تقعيدات هدا الخطاب على مستوىالواقع هو نيته الصادقة في التغييرو التطبيق. و الحاضر في كلاهما هو ما اسماه المفكر المغربي الدكتور المهدي المنجرة بالذلقراطية
ان الانتقال من شرك الذلقراطية الى فسحة الديموقراطية الحقة, و عبور المسافة الساحقة بينهما ،يتطلب ركوب امواج الاصلاح ,هدا الاصلاح الممارا ساتي يقوده الشعب الذي يحكم نفسه بنفسه ووفق مصالحه الجمعية

تاونات في 01/01/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط