الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للسلام عنوان وضريبة، الصرخي أنموذجا.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


جميلٌ أن يتحلى الإنسان بمكارم الأخلاق و نُبل المواقف، لكن الأجمل والأرقى إن يكون منبعا للفضائل،وقلعة للمواقف المبدئية، في زمن شحَّت فيه الفضائل والمواقف وانحسرت، فجميلٌ أن يكون المرء كريما من بين الكرماء، لكن الأجمل أن يكون كريما في زمن شحَّ فيه الكرم، نعم هكذا تُقرأ المواقف، وهكذا تُقيَّم.
السلام، منهج ومبدأ سامي، حثت عليه الديانات السماوية، وأقرته الفطرة السليمة، ونادت به الإنسانية، ودعت إليه القوانين والأيديولوجيات الوضعية، إلا إن المسيرة البشرية ابتعدت عن هذا الخط شيئا فشيئا، خلال مراحلها الزمنية، وبلغ الابتعاد ذروته في زماننا هذا، فصار التطرف والعنف هو الصفة الغالبة في كثير من الأحيان، وهو الذي يهيمن على الفكر، ويصنع القرار، ويحدد الموقف، ويوجه السلوك، أما السلام، فأمسى شحيحا ،منحسرا، شاذّا، غريبا، مُحارَبا، (إنْ لم يكن معدوما).
وعودا إلى بدء، فجميلٌ أنْ يكون الإنسان مسالما، لكن الأجمل والأندر والأكمل والأرقى، أن يكون مسالما وواحة للسلام، في زمنٍ انحسر فيه السلام، وساد وسيطر فيه التطرف والعنف، وتَلبَّس بلباس الدين والمذهب، في زمنٍ، انقلبت فيه الموازين وسُحِقَت فيه القيم والمبادئ، والقابض فيه على المُثل والأخلاق كالقابض على جمرة، والماشي فيه على خط السلام كالماشي عكس التيار، في زمنٍ، يُصدَّقُ فيه الكاذب، ويُكذَّبُ الصادق، ويُقرَّبُ الفاسد، ويُبعَّدُ الصالح أو يقمع، ويتأمَّرُ ويتسيَّدُ الجهلاء والصبيان والعبيد، ويُكَبَّلُ ويُضطَهَدُ ويُغَيَّبُ ويُقمَع العظماء والشرفاء والأحرار، هنا تبرزُ عظمةُ الشخص وسموه، وعبقرية الموقف ونبله وندرته، أنْ يكون معتدلا وسطيا مسالما في زمن التطرف والعنف.
وتزداد العظمة والسمو والعبقرية والنُبل والنُدرة، عندما يكون ثمن التمسك بالسلام، هو التضحية بالنفس وخِيرة الأصحاب، نعم هكذا عرفنا المرجع العراقي الصرخي الحسني، رجلُ الاعتدال والسلم والسلام .
لم يكن الاعتدال والسلام في فكر ومنهج المرجع الصرخي حالة استثنائية، أو ضرورة انتهازية، أو مرحلة آنية، أو تكتيكية، وإنما كان ولا يزال منهجا إلهيا قرآنيا فطريا إنسانيا أخلاقيا حضاريا، وعقيدة راسخة وملازمة لمسيرته تلازما ذاتيا روحيا جوهريا نقيا صادقا، ترجمه إلى سلوك ومواقف مُثَبَّتة وموثَّقة سيخلدها التأريخ بأحرف من نور وستتناقلها الأجيال، شهد لها الشرفاء والأحرار من المثقفين والكُتّاب والأدباء والشيوخ والمحللون والأساتذة وبقية شرائح المجتمع في الداخل والخارج، فالاعتدال والسلام ولد منذ ولادة هذه المرجعية العراقية، وسطوع شمسها في سماء العلم والمعرفة، وبات كالمُعرَّف الذي لا يُعرَّف، ويتجلى السمو والعبقرية والنُبل والنُدرة أكثر وأكثر في مواقف المرجع الصرخي وشخصه، لأنه بقي ثابتا متمسكا بمنهجه على الرغم من محاولات أعداء الاعتدال والسلام المستمرة الرامية إلى قمع هذه المرجعية والإجهاض عليها منذ ولادتها، حيث شنوا عليه حربا شعواء بربرية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فلم تزده الحرب المستعرة إلا ثباتا وإصرارا وتمسكا بمواقفه المبدئية الإنسانية ودعواته المستمرة للسلام ، ولم تثُنه عن ذلك وسائل الترهيب ولا الترغيب...
رسالة ودعوة وصرخة للسلام يطلقها مُجددا مرجع السلام العراقي الصرخي في سياق جواب له على سؤال خاص وحصري , وجهته له صحيفة بوابة العاصمة: السؤال//نريد أن نعرف لماذا خرجتم بمسيرات تدعو للسلام ؟ ومِن أجل مَن خرجتم ؟ ولماذا اخترتم هذا اليوم وهذه الفترة تحديداً لخروجكم ؟
أجاب سماحته: ((المسيرات الداعية الى السلام خرجت تزامناً مع تصاعد الجرائم وهتك الحرمات والاعتداءات على الأنفس والممتلكات وكثرة الحروب وسيادة لغة السلاح وانتشار الميليشيات وتسلطها في كل البلاد وعجز القوى المحلية والعالمية من السيطرة على هذا التدهور والانحطاط في الأخلاق، فخرجنا بتلك المسيرات للتأثير على عقول الشرفاء في كافة أرجاء المعمورة من أجل التحرّك الجدّي وتسخير كل الأقلام والإمكانات لوقف سفك الدماء، وطبعاً العراق بلدنا وشعبنا وهو محور كل الصراعات وأصلها فلابدّ من تسجيل موقف لتحميل الآخرين المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية والقانونية والمهنية والله المستعان )).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
العراقي العربي ( 2015 / 5 / 31 - 19:01 )
((المسيرات الداعية الى السلام خرجت تزامناً مع تصاعد الجرائم وهتك الحرمات والاعتداءات على الأنفس والممتلكات وكثرة الحروب وسيادة لغة السلاح وانتشار الميليشيات وتسلطها في كل البلاد وعجز القوى المحلية والعالمية من السيطرة على هذا التدهور والانحطاط في الأخلاق، فخرجنا بتلك المسيرات للتأثير على عقول الشرفاء في كافة أرجاء المعمورة من أجل التحرّك الجدّي وتسخير كل الأقلام والإمكانات لوقف سفك الدماء، وطبعاً العراق بلدنا وشعبنا وهو محور كل الصراعات وأصلها فلابدّ من تسجيل موقف لتحميل الآخرين المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية والقانونية والمهنية والله المستعان )).

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية: مراكز الاقتراع تفتح أبوابها و


.. مناظرة رئاسية اقتصرت على الهجوم المتبادل




.. تباين كبير بين ردود فعل مؤيدي بايدن وترامب


.. استطلاع يرجح أن دونالد ترامب هو الفائز في المناظرة الأولى




.. صدمة في أوساط الحزب الديمقراطي من أداء بايدن في المناظرة