الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لا تزال الجنة تحت أقدام الأمهات؟

شيرين الضاني

2015 / 5 / 30
حقوق الاطفال والشبيبة


كثيرة هي الكتب والمقالات التي تناولت مكانة الأُم، وحنانها، ونعمة غريزة الأمومة، وتحدثت عن فضل الأم في تربية النشء ورعايتها لهم بالسهر على راحتهم. وتعددت أبواب فضل الأم برضاها وبدعائها لأبنائها إلى الدرجة التي جعلتها تتبوأ منزلة خاصة في القرآن الكريم؛ حيث يكرمها الله تعالى في قوله: "وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً" (سورة مريم، آية 32)، و"ولا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده.." (سورة البقرة، آية 133(، وكذلك في السنة النبوية الشريفة؛ فهناك العديد من الأحاديث النبوية التي أكدت فضل الأم ومكانتها السامية، فيقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات" فهل هناك أعظم من تلك المكانة التي حظيت بها الأم ووضعت الجنة تحت قدميها!!
وستبقى الكتب الأدبية والدينية والثقافية والاجتماعية والتربوية تتناول الدور العظيم للأم بغض النظر عن عقيدتها الدينية أو لونها أو ملامحها أو جمالها أو حسبها أو نسبها أو مالها أو ثروتها. ولكن.. ما نشاهده ونسمع عنه من سلوك يومي تمارسه العديد من الأمهات مع أبنائهن من قسوة، وعنف، وشتم، وغضب الدعاء، وإنزال أشكال مخيفة من العقوبات بحق أبنائهن رغم صغر أعمارهم حتى دون أدنى محاولة لتفسير سبب العقاب لأبنائهن، ودون محاولة لفهم حقيقة الأسباب وراء السلوك السلبي لأبنائهم. كل ذلك يدفعنا لطرح بعض التساؤلات:
هل الأمومة مفهوم وصفات تنطبق على كل من تلد وتنجب!!؟ وهل كل من تنجب طفلاً تقوم بالضرورة بإكمال دورها كأم في رعاية طفلها!!؟ هل تقوم كل أم بالدور المنوط بها من تربية وتنشئة لأبنائها وفق القيم الإنسانية وفي ظل نظام تربوي سليم!!؟ أم يقتصر دورها في تربية الأبناء على الرضاعة، وإعداد وجبات الطعام، وبعض الأعمال المنزلية، والواجبات المدرسية، وإنزال العقوبة الجماعية عليهم حين يلهوا ويلعبوا بحرية في المنزل!!؟ ولعل السؤال الأهم هنا: هل تم إعداد هذه الأم قبل تزويجها وتوعيتها بما سيترتب عليها القيام به من مسؤولية تربوية بالدرجة الأولى تجاه ما ستنجبه من أبناء قبل تزويجها!؟ هل اكتسبت القيم الذي ستتولى مسؤولية نقلها لأبنائها! أم اعتبر والديها مجرد اكتسابها لمهارات (الطبخ والعجن والغسل والمسح والكنس وإعداد الحلويات والفطائر) كافي كمؤهل للحصول على زوج وتكوين أسرة عملاً بقاعدة "أسرع طريقة للوصول إلى قلب الرجل معدته"!!؟ بعد أن نقدم أجوبة صادقة مع النفس على ما سبق من تساؤلات.. نعود لنطرح سؤالنا الرئيس: هل الجنة لا تزال تحت أقدام كل الأمهات!!؟ أم أن الأم التي تقصدها الأحاديث النبوية تمتاز بصفات مختلفة لأمومة حقيقية تكون فيها الأم الراعية والمسؤولة عن واجباتها التربوية التي لم يعد بقدرة العديد من النساء محاكاتها واكتسابها!!؟ ثم هل كان من قبيل الصدفة أن يوصي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الآباء على أبنائهم حين قال: "أعينوا أبنائكم على بركم"..!! إذاً فالأبناء بحاجة إلى عون من آبائهم ليبروا بهم، ويكون ذلك بالإحسان إلى الأبناء وعدم تكليفهم بما لا يطيقون، وبالتغافل عن هفواتهم، وبشكر إحسانهم، وبعدم التقصير في حقوقهم، فكما أن للوالدين حقوق على أبنائهم؛ للأبناء حقوق على آبائهم أيضاً؛ فمتى كان الوالدين غاويان جافيان جرا أبنائهم إلى القطيعة والعقوق..
أخيراً.. أيتها الأم، وأيها الأب..
ادعوا لأبنائكم بدلاً من الدعاء عليهم..
اسمعوهم كلمات تعبر عن حبكم لهم بنفس قوة غضبكم عليهم..
ضموهم إلى أحضانكم بنفس قوة تعنيفكم لهم وقسوتكم عليهم..
تحدثوا إليهم بنصف ما تقضونه من وقت في توبيخهم..
أصغوا إليهم بثلث ما يقضونه من وقت في الاستماع إليكم..
حاوروهم.. ناقشوهم قبل أن تدينوهم لعلكم تحتفظوا برصيد من البر لديهم حين يكبرون وتضعفون، وتحتاجون ويستغنون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط