الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صنم الثورة وصنم الدولة وصنم المقاومة !!!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 5 / 30
القضية الفلسطينية


صنم الثورة وصنم الدولة وصنم المقاومة !

" إلى الزاحفين غداً على جبال الجليل وقمة الكرمل .. هنا صوت فلسطين "

" من البحر إلى النهر .. الرسول في طريقه إليكم الله معكم "

" من الصقر إلى النسر الجارح .. وصلت الأمانة "

-------------------------------------------------------

" طوعني معاك .. طوعني معاك .. يا رايح تتطوع طوعني معاك
جيت أودعك .. جيت أودعك .. يا رايح تتطوع جيت أودعك "

---------------------------------------------------------

" طل سلاحي من جراحي يا ثورتنا طل سلاحي
ولا قوة في الدنيا تقدر تاخذ من إيدي سلاحي "
---------------------------------------------------------
" ولعوا النار بهالخيام .. وارموا كروتة التموين
لا صلح ولا استسلام بسلاحنا نحرر فلسطين .. ثورة على الصهيونية "
---------------------------------------------------------

لكن شاعر العروبة أحمد مطر لاحظ شيئاً آخر:

هرم الناس وكانوا يرضعون
عندما قال المغني عائدون
يا فلسطينُ وملايين اللحون
في فضاء الجرح تفنى
واليتامى من يتامى يولدون
وأرباب النضال المدمنون
ساءهم ما يشهدون
فمضوا يخوضون النضالات
على هز القناني
وعلى هز البطون
عائدون
ولقد عاد الأسى للمرة الألف
فلا عدنا ولا هم يحزنون !
--------------------------------------------------------

وهكذا كانت واستمرت الثورة .. تعبئة .. أناشيد .. أشعار .. أغاني حماسية .. مهرجانات دعائية .. تهريج .. شعارات كبيرة تحلف أغلظ الأيمان أن الهدف هو تحرير فلسطين كل فلسطين !!!

لكن الراحل أحمد مطر لاحظ أن ثمة محترفي نضال، وممتهني كفاح، ظلوا يساومون ويناورون حتى تم بيع الانتفاضة الأولى وتضحياتها الجسام بمرتب فخم وفيلا من الحجر القدسي وسيارة دون جمرك وسفريات ونثريات وبدلات وبطاقات VIP !!

سقط من سقط .. قاوم من قاوم .. سجن من سجن .. جرح من جرح .. هدمت آلاف المنازل .. جُرفت مئات الدونمات .. تشرد من تشرد .. صدّق الأغاني والأناشيد من صدّق .. لكن التجار المتبرقعون بالشعارات كانوا دوماً هم الأكثر حرصاً على ذواتهم ومصالحهم !

اخترعوا لنا صنم دولة .. علم ونشيد وسجادة حمراء وأمن وطني وشرطة وتلفزيون وطني وإذاعة وطنية .. لكن على الأرض جرافات المستوطنين استغلت التنسيق الأمني لكي تعربد وتتمادى وتصادر وتقتل وتشرد .. ثورة مهزومة حتى النخاع .. لماذا ندفع لها الضرائب الطائلة ؟ ولماذا ونحن تحت الاحتلال بحاجة إلى رتب اللواء والعميد والعقيد ؟؟؟ ما فائدة الوزير الذي يوقفه أصغر جندي احتلالي على حاجز بالضفة ؟؟ كيف تم التوقيع على اتفاقية باريس التي أفقرت الشعب ؟؟؟ هل يعقل أن ندفع ضرائب مثل الإسرائيليين ونشتري جميع السلع بنفس أسعارها في إسرائيل بينما يصل متوسط دخل الفرد في إسرائيل إلى 40 ألف دولار وفي غزة 350 دولار ؟؟؟؟!

الشركات " الوطنية ؟ " تنهش رواتب الموظفين، فلم نعد قادرين على دفع الفواتير .. الكهرباء، الماء، خدمات البلدية، الاتصالات، الإنترنت، جوال .. لم يعد الناس قادرون على دفع ضريبة القيمة المضافة ال 16 % على المشتريات من إسرائيل .. لا يمكن دفع ضريبة السطو والبلطجة المسماة زورا " تكافل " !

ومثلما اخترعت فتح صنم الدولة وعيد الاستقلال، اخترعت حماس صنم المقاومة .. صواريخ وراجمات وطائرة دون طيار وضفادع بشرية وقوات نخبة .. وكلها مجتمعة لم تنقذ عائلة مثل عائلة الدلو أو عائلة السموني أو البطش .. لم تمنع شطب عائلات بريئة بأسرها من السجل المدني .. كلها مجتمعة لم تمنع دمار الشجاعية أو بيت حانون أو رفح أو خانيونس أو الزنة .. لم تمنع تدمير آلاف المنازل والشقق فوق أجساد ساكنيها، ورغم ذلك خرجت حماس تحتفل بالنصر المؤزر !!

والآن، وبعد أن وعدونا بتحرير فلسطين، جاع المقاومون بفعل الحصار المالي المشدد، فانقضوا على خبز الفقراء بفرض المزيد والمزيد من الضرائب حتى تم اعتبار الفواكه واللحوم والملابس من الكماليات، فأين ما تبقى من حياة للناس في غزة البائسة ؟؟! وكيف تنظر سلطة رام الله وسلطة غزة إلى قوافل الهاربين من جحيم الوطن إلى أمواج البحر المتوسط ؟؟! ألم يتبقى لديهم ضمير أو حس إنساني ؟ هل ماتت مشاعرهم إلى هذا الحد ؟؟ هل هذا جزاء المسيرات الضخمة التي كانت تهتف للمنظمة في الانتفاضة الأولى " PLO Israel NO " ؟؟! أهكذا يكون جزاء عشرات الألوف من الحناجر التي كانت تصرخ " الانتقام الانتقام يا كتائب القسام " ؟؟!

لا توجد ثورة في التاريخ القديم ولا المعاصر يعمل فيها الأفراد " ثوار " لقاء رواتب وامتيازات .. الثورة مباديء سامية وعمل طوعي لمكافحة الاستغلال والقمع والفساد والثراء غير المشروع .. النصب والاحتيال والخداع والتضليل باسم تحرير فلسطين وصلت إلى نهايتها .. فنحن اليوم أبعد ما نكون عن تحرير فلسطين، وأبعد ما يكون عن عودة اللاجئين، بل نحن أبعد ما يكون حتى عن توفير الأمن للصيادين في بحر غزة أو للمزارعين شرق خانيونس أو شمال بيت لاهيا ! نحن عاجزون عن السفر والتنقل، عاجزون عن العمل، عاجزون عن البيع والشراء .. عاجزون عن الحياة !!!

لا يعلم أحد أن الناس قد اشتكوا للثوار بأن يحرروا لهم فلسطين، أو أن يتسببوا في هدم غزة على رؤوس ساكنيها، أو يغامروا بتشريد عشرات الآلاف من المساكين .. نحن لم نشتكي لأحد، فيا فتح ويا حماس حلوا عن هذا الشعب لكي يعيش مثل باقي شعوب العالم .. قوموا بحل السلطتين العاجزتين معاً، وسلموا غزة والضفة للأمم المتحدة أو للاتحاد الأوروبي أو فلتتحمل دولة الاحتلال مسؤولية حياة الناس الواقعين تحت الاحتلال وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحقوق المدنيين تحت الاحتلال !

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعبدة الأصنام
مصعب بشير ( 2015 / 5 / 30 - 22:05 )
سنصير شعبا لو أردنا. الألمعي درويش لخص فيها حقيقة الفلسطينيين، وعليه لابد لنا من صناعةإنسان فلسطيني لا يعبد الأصنام ولا تأخذه الحمية والعصبية للقبيلة إنسان عاقل غير جاهل، بدأت النكبة في الوقت الذي بدأت الشعوب فيه بالتحرر من الإستعمار العسكري، وعليه فإن التاريخ لا يرحم الجهلة ولن يرحم القلة المثقفة إذا ما بقيت صامتة.
أحييك وأشد على يديك. لا فض فوك!

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا