الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة وفاء الى الصديق يوسف فواز الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 5 / 31
سيرة ذاتية


منذ ما يزيد على الستة أشهر وانت أيها الصديق العزيز طريح فراش المرض، ترددت قبل أن اكتب اليك كلماتي هذه، فقد تمنيت وما زلت أن اقرأ أو اسمع خبرا عن شفائك لتعود الينا سالما معافى، ولكن الخبر لم يأتِ، وأتمنى أن يأتي عن قريب.

عرفتك يا يوسف منذ بداية سبعينات القرن الماضي، شابا واعيا مثقفا ذكيا طموحا، (مشاكسا) سياسيا. جمعتنا وحدة الفكر وقربنا الى بعضنا عشقنا لمدينتنا هيت ولأهلها الطيبين. احببتك بقدر ما احببتني، فرحت لك كثيرا حينما قبلت في كلية الهندسة، وتخرجت منها مهندسا مدنيا، واحببتك أكثر حينما كنت تزورني في بيتي في الرمادي وتدخل اليه وكأنك واحد من العائلة. واحببتك بعد أن عينت مهندسا في مديرية بلديات الرمادي وأخلصت في عملك وتفوقت به، حتى صرت مديرا لها فافتخرت بك أيما افتخار.

لم يبعدنا عن بعضنا خلاف ولا اختلاف، فقد بقي الود بيننا حتى بعد أن تركت الوظيفة وغادرت الى بغداد لتحقق طموحك في العمل الحر، واي عمل حر اخترته؟ لم تكن التجارة ولم تكن المقاولات التي كنت عارفا ببواطنها، وربما لو أنك مارستها لكنت اليوم من رجال الأعمال ومن المقاولين الذين يكنزون الذهب والفضة، ولكن اخلاقك لم تترتض ِ المال بديلا عما جُبلتَ عليه وما كنت تسعى اليه وهو نشر الثقافة، فكان لك ما اردت حين افتتحت مطبعة الهيتي للطباعة والنشر.

وأحببتك أكثر وأكثر حين كنت فاعلا في نشر الثقافة، فكان لك الدور البارز في إقامة مهرجان المحبة الثقافي في 5 /11 /2009 بدعوتك لجمعية الثقافة للجميع وعدد من أعضائها الكرام لتشريف مدينتك الحبيبة هيت، ومن ثم مساهماتك التي لا تنسى في اللجان التحضرية لمهرجاني هيت الثقافيين الأول والثاني ودورك النشيط فيهما.

وعرفتك في كل هذه الأمور، كما عرفتك سياسيا مشاكسا، لم أكن اريدك أن تنزحلق في (وحل) السياسة المستوردة بعد الاحتلال، وأن تظل أمينا للمبادئ التي تربيت عليها، ولكنها السياسة وفيها الطموح، وقد حققت فيها بعضا من ذاتك، وأردت من خلال كفاءتك وخبرتك الإدارية والهندسية أن ترتقي بالمستوى الإداري، ولكن! ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وربما هو اختلاف المصالح وتغير النوايا، ومع هذا بقيت أيها الصديق عزيزا مؤمنا بأفكارك ساعيا الى نشر الوعي السياسي والإداري من خلال مشاركاتك في الحوارات التلفزيونية، ومن خلال كتاباتك في مجال التطوير الإداري والنقد لبعض القوانين الخاصة بالإدارة المحلية وبحكم المحافظات، فآثرت البحث والكتابة على الوظيف وخيرا فعلت.

في كل هذا ومعه نسيت أن لبدنك عليك حقا، وأن قلبك الكبير النابض له مع الجهد حدود، فتجاوزت حدود الجسد ونبض القلب، فقدر الله وما شاء فعل.

إن ما كتبته اليوم لك ليس منّة مني، ولا شفقة، فانت أكبر من أن يَمنَّ عليك إنسان، وأن يشفق عليك أحد، ولكنه الوفاء يا صديقي، فتقبل مني كلمة الوفاء هذه، واعذرني لأنني لن أكتب فيك كلمة رثاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان