الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيحة الى الانبار المنكوبة

ضرغام عادل

2015 / 5 / 31
كتابات ساخرة


اقشعر بدني وان اشاهد في احدى القنوات الفضائية شاب من اهل الانبار يقف بجانب مجموعة من القوات الامنية والحشد الشعبي، يدعو اخوانه من رجال الانبار بعدم الانجرار اكثر وراء تصريحات سياسي المحافظة الذين يتهمون القوات الامنية والحشد بشتى التهم تاركين قرى وبلدات المحافظة تسقط كل يوم بيد تنظيم داعش.
لنقولها بصراحة ان اغلب اهالي الانبار خدعوا بوعود سياسيهم ونجروا وراء تصريحات ساكنين فنادق عمان، وكيف لا ينخدعون وهم عانوا كثيرا بعد عام 2003، ويحلمون للعيش بحياة افضل، لذا كانوا عرضة لتصديق اي وعود تحقق احلامهم.
تعرضت الانبار منذ عام 2003 الى موجوات عديدة من الحروب المتتالية راح ضحيتها الكثير من الابرياء اكثرهم من الاطفال والنساء، والى اليوم، حيث تعيش المدينة حرب عنيفة بين القوات العراقية والحشد الشعبي من جهة وداعش واتباعه من جهة اخرى،
في عام 2004 ظهرت في الانبار مجاميع مسلحة عديدة بذريعة مقاومة الاحتلال الامريكي، حيث رفضت هذه المجاميع العملية السياسية برمتها بالعراق، ودعت شباب المدينة لمقاومة الاحتلال الامريكي، من ثم توسعت هذه المجاميع وبدأت تضرب القوات الامريكية والعراقية على حد سواء، وتهدد بقتل اي مواطن يتطوع بالجيش او الشرطة، في الوقت ذاته ظهرت شخصيات سياسية وعشائرية مساندة لهذا الجماعات ومنهم طبعاً قيادات من حزب البعث المخلوع،
في عام 2005 بدأت هذه الجماعات تتبنى العمليات والهجمات الانتحارية على القوات الامريكية الامنية والعراقية، ثم بدأت تشن عمليات انتحارية في الاسواق الشعبية والمباني الحكومية، وبعدها اعلن اسم تنظيم القاعدة بقيادة ابو مصعب الزرقاوي
وقبل بداء الانتخابات البرلمانية في كانون الاول عام 2005 وزعت منشورات في مدينة الانبار كما في بعض المحافظات لمجاورة لها، تدعو لعدم المشاركة في الانتخابات وتهدد اي مواطن يشارك بهذه الانتخابات بالقتل، مما جعل للمدينة تمثيل سياسي متواضع في البرلمان والحكومة المنتخبة الاولى، والتي كانت برئاسة ابراهيم الجعفري حين ذاك، فيما كانت المدينة تعيش قتل وتفجيرات وقصف على نحو شنيع، فيما شهدت المدينة في اواخر عام 2011 مظاهرات واحتجاجات بشكل لافت واستمرت هذه الاحتجاجات لاكثر من عام على نحو غير متوقع، وهتف المتظاهرون ضد الحكومة وتواجد الجيش العراقي في المدينة،
اذاً ما شهدته الانبار مؤلم جداً ويدعونا بكل بساطة ان نفهم ما حدث ويحدث بهذه المدينة من مخطط يهدف لزعزعة الامن في جميع انحاء البلاد وزرع الفتنة الطائفية.
لذا كان على على الانبار ان لا تنجر وراء الشعرات الطائفية التي يطلقها بعض من شيوخها وسياسيها، وكان عليهم ان يفهموا تماماً لماذا كان هناك افغان وشيشان وتونسيين في مقدمة المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مدينتهم، وكان عليهم ان يفهمموا لماذا يضحي شباب المحافظات الجنوبية بدمائهم هناك، وكان عليهم ان يفهموا ان حمل السلاح وممارسة العنف لا يعطي سواء مزيد من العنف، ودمار البنى التحتية لمدينتهم.
بالواقع يجب على اهالي الانبار ان يساندوا القوات الامنية بل على شبابهم الانضمام الى القوات الامنية لدفاع عن مدينهم، وان يسعون بعد تحرير كافة قرى وبلدات المدينة لحمل مبدأ الاصلاح والتسامح ويسعون لبناء الانبار من جديد ويرفضون كل مظاهر حمل السلاح، وان لا يستمعوا لاصوات النشاز من سياسي المدينة، وان يتعلموا من تجاربهم السابقة ومن لا يتعلم من تجاربه يضيع، وصولاً لانبار امنة انبار مزدهرة ليعيش اهلها اكما تعيش مدن العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل