الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست وطنيا واعترف

احمد حسن

2015 / 6 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أنا مش وطني

أنا مش وطني ، أه والله صحيح مش وطني ، أنا اشتراكي التفكير ، طبقي الموقف ، أممي التوجه ، العالم عندي يتفسر من مدخل الطبقات ، وباخد المواقف فى الحياة على الأساس دا ، مصر بالنسبالى جنسية ومكان أتولدت فيه بالصدفة ، كان ممكن ابقي تونسي ، تركى ، أسيوي ، أفريقي ، أو أوربي . كل دا مش اختيار دا الصدفة , دا مايمنعش أني أتعودت عليها ، وإنها بقت مجال حياتي ، دائرة الحلم والإحباط ، بس برضه ارض الذل والاستغلال ، الشغل فيها مايفرقش عنه فى أي بلد تانى ، يمكن بلد تانى يبقى شروط الشغل فيه افضل ، ممكن احب واحدة مصرية أو أي جنسية تانية ، المشاعر ملهاش هي كمان وطن ،ولو كانت يهودية الديانة المشاعر برضه ملهاش دين ( بس مش إسرائيلية أكيد ، ودا التزام سياسي اختياري مش أي حاجة تانية ) ، معركة العدالة والاشتراكية فيها زي فى أي مكان تانى ، بعرف العب هنا بس عشان بقيت عارف الخريطة والتفاصيل واللغة مش اكتر ،لو هاجرت اليونان مثلا فيبقى قضية الثورة فى اليونان لها نفس الأهمية عندي وهالعب فيها الدور الأكبر .... أنا مش قومى ومش عروبي ، , وحب الوطن مش فرض عليا ولا حاجة لأن الحب أخساس حر تلقائي ومش فرض ، مش هاحب حد لمجرد انه عربي ، ممكن عربي وابن احبه أو برجوازي أو رجعى ، ومش ها حس بغربة تجاه حد لأنه مش عربي ، العرب زي أي قوم تانى ها يحدد موقفي منهم معايير عامة وأذواق وميول ، وماعنديش رابطة محن أو دم تربطني بتجريد اسمه العروبة ، عندي تحديد الموقف الاجتماعي والمعايير المشتركة اللي ملهاش دعوة بأي قومية فى الدنيا ، وبالمناسبة قد أتشد مثلا فى بلد تانى لحد مصري عشان شوية عادات مشتركة أو لغة أو ذكريات مشتركة ، بس دي قوة العادة اللي ممكن يحل محلها حاجات وعادات تانية مع أي حد تانى ، لا رابطة دم ولا رابطة ارض ولا أي حاجة ، ممكن جدا أتألف بقوة مع ماركسي أمريكي أو أسيوي متحرر وانفر بسرعة من مصري أو ععربي تقليدي أو رجعى ، بحب صيد السمك فممكن اعشق مكان جنب بحيره الصيد والمناخ فيها يشدوني اكتر م اعشق كورنيش النيل فى القاهرة أو ترعة المريوطية فى الجيزة ، حكاية الوطن موقفي منها انه الأول يبقى وطن الفقراء مش وطن رأس المال والقمع ، غير كدا فدا مش وطني لسه و هاحس فيه بغربة بغض النظر عن حواديت المواطنة وكل أساطير القومية والأرض ، الحنين للوطن مش للوطن ولا حاجة ، دا حنين لملاذ اجتماعي أتكون عبر حضن أسرة وسند أصحاب وحبة علامات أتكررت لفترة طويلة ، لو حسيت بأزمة بعيد عنهم ب تشتاق للملاذ دا ، لو الدنيا حلوه بعيد بيبقوا مش مهمين أوي ، تخيل بقى لو أسرتك وا صحابك ماعا دوش موجودين ... مش ها يبقى للمكان = الوطن ، أي معنى ولا حنين .
بفرح بنضالات الأتراك والمكسيكي والمغاربة والقبارصة والإنجليز وأي شعب ليناضل ، بنفس  درجة فرحى بنضال فلسطين أو البحرين أو تونس أو مصر ، معركة واحدة ضد عدو واحد والفكرة اختلاف جبهات المواجهة ، جيش شعبي ثوري وطبقي أوله عندك وأخره فى أخر رقعه فى العالم ، عندما إحساس قومى أو عروبي تجاه القضية الفلسطينية ، موقفي منها مبنى على مبدأ ديموقراطي ثوري معادي للاستعمار والإمبريالية ، زيها زي أي بلد قد يتعرض للاستعمار أو العدوان ، كنت ضد صدام فى عدوانه على الكويت وفى عدوانه على إيران ، وضد جيش مصر ودروه العميل فى حرب الخليج ، موضوع مبدأ عام لا وطنية ولا قومية ولا تنبجان ، ضد الأنظمة من نوع البعث ومع شعوبها حتى لو كان عنده حبة مماحكة مع إسرائيل ، ضد إسرائيل كليا حتى لو كانت محتلة البرازيل عشان هي كيان استعماري بالكامل مزروع على ارض ملك لشعبها ورغم إرادتهم ، دا لا ليه دعوه بوطنية ولا قومية ولا قلقاس ، جوهر الصراع بشوفه من منظور طبقي ، الشق الديموقراطي الثوري – ضد الاستعمار أو الاستبداد - دا بخوضه من منظور طبقي برضه ، مبدأ مارسك الشهير انهوا استغلال الطبقات لبعض تنهوا استغلال أمة لأخرى ، الفلسطيني البرجوازي عدو عادى جدا ، رغم انه لو دخل فى صراع مع إسرائيل هابقى ضد إسرائيل فى جميع الأحوال ، بس أبدا مش مع الفلسطيني البرجوازي ولا عشان خاطر هو ابن عم ولا ابن حد تانى ، كفاح أي بلد أو أي شعب ولو ضد زيادة الضريبة أو انخفاض الأجور ، مايقلش أهمية عن مساندة بلد مستعمر ضد الاستعمار ، نضالات عمال المناجم فى أفريفيا ، المعلمين فى المكسيك ، الصلب فى أمريكا ، العمال فى اليونان ، لطلبة والعاطلين فى تونس أو المغرب ، الفلاحين فى مالي والسلفادور وغينيا ، سائقو الشاحنات فى فرنسا ..... معركة واحدة على جبهات متعددة ، ماحدش يبتز أمي بالمعركة الوطنية لأنى ببساطة مش وطني ، أنا ... ثوري ، طبقي ، أممي . اللي ماركسي هايبقى كدا ، اللي خفض ماركسيته لمستوى تيار وطني تقدمي(برجوازي صغير ) مايخصنيش فى حاجة ، له معاييره وليا معيارى ، بشوفه بيخوض حرب البرجوازية بالوكالة بدل ما يساعد فى القضاء عليها . وهو يشوفني زي ما يحب لأن معايرنا مختلفة .
الخنادق عندي مش خندق الوطنين وجبهة أغداء الوطن ، دا كلام مايقولش حد ماركسي لا مؤاخذة ، الجبهات عندي طبقية أولا ، والباقي تضامن مشروط أو تدخل من منظور طبقي مش تماهي أبدا ولا معركتنا واحدة حتى لو كان العدو واحد ، انت عايز وطن تحكمه البرجوازية الوطنية ، أنا عايز وطن مفيهوش برجوازية أصلا ، انت معركتك مع الإمبريالية والصهيونية وكأنهم ظواهر شريرة فى التاريخ ملهاش جذر طبقي واجتماعي ، أنا معركتي مع جذرهم الطبقي والاجتماعي ، انت درويش بين الطبقات تحت يافطة الوطنية ، أنا لأ ياعم أنا عدو لغير طبقتي فى جميع مراحل الصراع ، انت مرتب تناقضات فى دماغك ، رئيسي وثانوي ، واديت للصراع ضد الامبرالية ( العدو الخارجي ) دور الرئيسي ، ونزلت برايات صراعك مع البرجوازية الوطنية لدور ثانوي ، أنا بشوف الدنيا غيرك تماما ، الإمبريالية عندي مش فى أمريكا ولكن فى تجسدها فى البرجوازية المحلية وفى علاقات الإنتاج البرجوازية ، الرئيسي جوه ، وفى الحقيقة التقسيم دا مسرحى مع احترامنا للسيد ماو ، التناقض عندي بيتحدد موضوعيا مش ذاتيا ، ومش هو مظاهر الصراع أو تموجاته ، بتحدده البنية الاجتماعية مش الإرادة السياسية ، وعشان كدا بما إن التناقض بين قوى إنتاج وعلاقات إنتاج ، بين العمل ورأس المال ، فكل صراع أخر هو تعبير عن هذا التناقض البنيوي دا ألف باء ماركسية على فكرة ...... عيش فى حضن مرحلتك الوطنية ، ثورتك الوطنية ، نضالك الوطني ، تحالفاتك الوطنية ،تكتيكك الوطني ... انت حر ، بس أوعي تقول انك ماركسي أو إن دي الماركسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة