الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِلِوَرْدِ أَشْكُوهَا

جان برو

2015 / 6 / 1
الادب والفن





رَحَلَتْ..
أَخَذَتْ مِنِّي أَشْوَاقَهَا،
ثُمَّ رَحَلَتْ،
يَا وَيْلِي يَا وَيْلِي مَاذَا أَفْعَلْ؟
إِلَى مَنْ جُرْحِي المُلْتَهِبِ أُحِيلْ
يَا وَرْدُ..
أَشْكُو إِلَيْكَ مَنْ لَا أَتَجَرَّؤُ عَلَى شَكْوَاهَا،
مَنْ أَخْجَلُ أَنْ أَمَسَ حَتَّى بِالعِتَابِ ذِكْرَاهَا،
أَشْكُو إِلَيْكَ قَاتِلَتِي،
عَسَى أَنْ يَتَعَزَّى بِشَكْوَاهَا،
قَلْبِي القَتِيلْ..
وَعَدَتْنِي عَيْنَاهَا يَا وَرْدُ،
بِأَلْفِ قُبْلَةٍ عِنْدَ المَسَاءْ،
وَعَدَتْنِي عَيْنَاهَا يَا وَرْدُ قَبْلَ الرَّحِيلْ..
أَنْ تَغْزِلَ لِي مِنْ نُورِ الشَّمْسِ قَصِيدَةً،
وَتَصْنَعَ لِي مِنْ قَمَرِ البَرَارِي شَمْعَةً،
وَتُضِيئَ طَرِيقِي بِأَلْفِ قِنْدِيلٍ وَقِنْدِيلْ،
وَعَدَتْنِي عَيْنَاهَا..
قَبْلَ أَنْ تُغْلِقَ أَبْوَابَهَا فِي وَجْهِي،
قَبْلَ أَنْ تَتْرُكَ قَلْبِي لِحُزْنٍ مَا لَهُ مَثِيلْ،
أَنْ تَغْزِلَ لِي مِنَ القُرُنْفُلِ حُلُمَاً،
وَأَنْ تَحْمِي حُبَّنَا بِالوَرْدِ،
وَأَنْ تَضَعَ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ، كُلَّ سَبِيلْ،
يَا وَرْدُ..
أَنَا لَمْ أُفْصِحْ ذَاتِي حَتَّى لِذَاتِي،
حَتَّى لِسَعِيرِ اَلآهِ،
حَتَّى لِلدَمْعَةِ الَّتِي قَصْرَاً،
عَلَى خَدِّي تَسِيلْ،
يَا وَرْدُ..
عَيْنَاهَا بِسَاطٌ سِحْرِيٌّ،
فَوْقَ الغَمَامِ يَأْخُذُنِي،
عَيْنَاهَا أَحْزَانِي، وَأَفْرَاحِي،
وَوِحْدَتِي، وَجُرْحِي الأَصِيلْ،
أَعْطَتْنِي الدُّنْيَا عَلَى طَبَقٍ مِنْ ذَهَبْ،
أَعْطَتْنِي دِفْئَ الحَيَاةْ،
وَوَعَدَتْنِي عَيْنَاهَا يَا وَرْدُ بالمُسْتَحِيلْ،
وَعَدَتْنِي بِعُطُورِ الزَّيْزَفُونِ،
بِلَوْنِ التُّوتِ المُتَرَبِّعِ عَلَى شَفَتَيْهَا،
وَعَدَتْنِي بِقَمَرٍ،
أَجْمَلُ مِنَ البَدْرِ النَّحِيلَ،
هَبَاءً كُلُّ العُهُودِ ذَهَبَتْ يَا وَرْدُ،
سَرَابَاً كُلُّ الوُعُودِ صَارَتْ،
لَمْ يَبْقَى مِنْ ذِكْرَاهَا سِوَاكَ أَنْتَ،
وَحُزْنٌ مُتَرَامِي الأَطْرَافِ،
وَهَذِهِ الأَوْرَاقُ، وَهَذَا المِنْدِيلْ،
أَهَذَا هُوَ العَدْلُ يَا وَرْدُ،
أَهَكَذَا يَمُوتُ الحُبُّ،
وَلَا يَبْقَى سِوَى المَوْتِ،
وَحْدَهُ البَدِيلْ،
ظَالِمٌ حُبُّهَا يَا وَرْدُ..
بَحْرٌ فِي قَعْرِهِ جُرْحِي،
وَيَالَيْتَ الجُّرْحَ يَمُوتُ،
فِي بَحْرِ حُبِّهَا النَّبِيلْ،
وَيَالَيْتَ الجُّرْحَ يَنْطَفِئُ،
وَتَخْمُدُ فِي أَعْمَاقِ صَدْرِي نِيرَانُهَا،
وَيَنْتَهِي فِي قَلْبِي حُزْنِي الطَّوِيلْ،
ظَالِمٌ حُبُّهَا..
وَنَصِيبِي مِنَ الظُّلْمِ تَخَطَّى المَقُولَاتِ الأَنِيقَة،
وَتَخَطَّى أَحْزَانَ الشِّعْرِ،
وَتَخَطَّى كُلَّ الأَغَانِي وَالمَوَاوِيلْ،
يَا وَرْدُ..
أَخْشَى أَنْ أُثْقِلَ عَلَيْكَ بِجِرَاحِي،
فَتَذْبُلَ خُدُودُكَ فِي ظِلِّ دُمُوعِي،
وَتَكُونَ مِثْلِي،
فِي جَحِيمِ الحُزْنِ نَزِيلْ،
هَذِهِ جِرَاحِي يَا وَرْدُ..
وَلَا أَوَدُّ أَنْ أَقْسَى عَلَيْكَ بِهَا،
وَلَا أُرِيدُ بِحُزْنِي عَلَيْكَ أَنْ أُطِيلْ.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد


.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها




.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف


.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع




.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية