الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم الهجرة مازال طويلا

ماجد فيادي

2005 / 10 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بات واضحا أن نبرة الحزن تشتد عبر أقلام الكتاب العراقيين, حتى وصلت إلى أقلام كتاب الخط الأول ممن يعتمدون المعلومة والتحليل العلمي منهجا لهم. ولمن يتتبع الشأن العراقي, على المستوى العائلي أو الصحفي, يعلم أن عدد العراقيات والعراقيين ممن هاجروا ويهاجرون أو يفكرون بالهجرة بعد الاحتلال ( ولا اعني البعثيين والقتلة), أصبح في تصاعد, والوجهة نحو الأمارات ومصر والأردن وسوريا, على خلاف الهجرة قبل الاحتلال فقد كانت نحو أوربا وإيران واستراليا وأمريكا.
لماذا هذه البلدان ؟؟؟
بعد أن أقفلت أوربا بابها في وجه العراقيات والعراقيين, وأعادت عددا منهم, صار البديل الدول العربية.
كانت الأمارات تمتنع عن إعطاء تأشيرة الدخول للعراقيات والعراقيين من غير التجار, فقد كانت تخشى دخول أجهزة الأمن الصدامية إلى أراضيها وبأعداد كبيرة, اليوم وقد أطيح بالدكتاتور أصبح التشدد تجاه العراقيين اقل, فأستغل العراقيين ذلك وبدءوا بالهجرة إلى دبي بحثا عن العمل وهربا من الوضع الراهن في العراق, أملا فيمن ينصف مواهبهم المتعددة, نظير أجر يجعلهم يعيشون الحياة, علما أن تسعيرة التأشيرة أصبح ( 25 ورقة) أي ( 2500 دولار) أي ( 3.5 مليون دينار عراقي).
أما مصر فهي أيضا كانت تمتنع ولنفس السبب من إعطاء تأشيرة الدخول للعراقيات والعراقيين, ولكن بحجة أن مصر فيها ما يكفي من البطالة, اليوم صار من الممكن الرحيل إلى ارض الكنانة مقابل ثمن زهيد, لان مصر العروبة لم تعد تخاف المخابرات العراقية, والعراقيين يجدون مصر ارخص من حيث أسعار الأملاك من العراق, مما دفع الكثيرين إلى بيع أملاكهم والهرب إلى القاهرة, ومصر بدورها ترحب بهذه الأموال القادمة من الخارج, خاصة وأنها لا تشكل خطر على الأيدي العاملة هناك.
ألا ردن المدللة, يهاجر لها الأغنياء فقط, لان الفقراء وأصحاب الشهادات ليس لهم فرصة بالعمل, وما يدعم كلامي, الإحصائية الأردنية للعام الماضي التي تشير إلى أن سوق العقارات لغير الأردنيين يشغله بأعلى النسب العراقيين.
سوريا راعية الإرهاب في العراق, يهاجر لها العراقيات والعراقيين بأعداد كبيرة ولأسباب متعددة, فمنهم الغني والفقير والطبيب, والبعثي والإرهابي ( لغرض التدريب).

ما الذي دفع العراقيات والعراقيين, خاصة بعد سقوط الدكتاتور إلى الهجرة؟؟؟
بعد أن نعمت العراقيات والعراقيين, بسقوط الحكم الدكتاتوري, جاء دور الاحتلال والإرهاب والسياسة الطائفية والقومية, والإنذار بالحرب الأهلية, يرافقه فقدان الأمن ونقص بالخدمات العامة, وازدياد البطالة, وإذا كان مفهوما للجميع أهداف الاحتلال والإرهاب, فإنني أناقش الساسة العراقيين ممن عانى الظلم على يد الدكتاتور, فمن المفروض أن تكون حركتهم في خدمة المجتمع لا في الإضرار بالفرد العراقي على انه ينتمي إلى فئة أخرى.
فهاهي الحكومة الانتقالية تمارس سياسة طائفية, أدت إلى تراجع الحالة الأمنية, وتراجع في الخدمات, والإنذار بحرب أهلية, خاصة وان الإرهابيين, أصبحوا يعلنون عن أعمال ضد الشعب, بعدما كانوا يدعونها ضد الاحتلال وأعوانه, أما فيلق بدر وبعد أن تحول إلى منظمة بدر, أصبحت تمارس الاعتقال والتحقيق والتعذيب بحجة محاربة الإرهاب, كما أن منظمة بدر دخلت حرب الشوارع مع الفئات الأخرى, وتدخلت في شؤون الوزارات بالفصل والطرد والتعيين, بمباركة من السيد الوزير المعني, وبدون ممانعة من السيد رئيس الوزراء.
أما جيش المهدي, الذي يصول ويجول, مرة بقيادة موحدة, وأخرى مبعثرة مناطقيا, فهو الآخر لعب دورا كبيرا في إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار, وكان للبعثيين ممن انضموا تحت لواءه الدور الأبرز, كما لا ننسى دور المتطرفين, والعامل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والمتحذلقين ممن يصطادون بالماء العكر.
أما حزب الفضيلة, فهو الطرف القادم في المعادلة العراقية, وهو مدعوم من قوى تأمن بولاية الفقيه, على غرار ما يجري في إيران, مما ينذر بتحول البصرة إلى ولاية لاتمت بصلة إلى العراق, والأحداث التي تدور هناك تنبأ بان العيش في البصرة أصبح لا يطاق, فالحجاب صار للمسلمة والكتابية, والتدخل في شؤون الناس على قدم وساق, واللغة الفارسية صارت معتمدة بين الناس, والتومان في كل محل.
أما العرب السنة, فهم موزعون بين أتباع حزب البعث الفاشي, وبين جلاوزة جدد يحاولون استغلال الأوضاع للحصول على مكاسب شخصية, هذان الطرفان يساهمان في إشاعة الفوضى والإرهاب, لتحقيق مآربهم, وهناك طرف ثالث معتدل لكنه غير قوي يعمل على ترجيح كفة العقل على السلاح.
بين هذا وذاك, تقف المواطنة العراقية والمواطن العراقي وحركة المجتمع المدني وبعض الأحزاب العلمانية والديمقراطية, عاجزة عن تحقيق الأمن والاستقرار والبناء حتى الآن, مما دفع الكثيرين إلى الهجرة أو التفكير بالهجرة, وكأنك يابو زيد ما غزيت, فالاحتلال يعمل على تعدد مراكز القوى خدمة لمصالحه, أما من ظلم بالأمس على يد الدكتاتور ( ولا اعني الجميع) تحول اليوم إلى ظالم, وظلمت الأمس أصبحوا إرهابيين.

من التاريخ
كانت امرأة عراقية قد خرجت من الإسلام, في عهد الحجاج, فما كان منه إلا أن سجنها, وبعد مدة, استدعاها ليرى إن كانت قد عادة إلى دين الحق, فدار هذا الحديث.
الحجاج :. يا امرأة إن كنت قد عدتي للحق, فاقرئي لي شيء من القرآن الكريم.
المرأة:. بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا.
الحجاج مصححا:. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
المرأة:. هذا في عهد الرسول ( ص ) أما في عهدك فهم يخرجون أفواجا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا