الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمهوريون بين فرنسا و بيننا !!

منعم وحتي

2015 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إن المعركة القضائية التي خاضها بفرنسا المجتمع المدني و أحزاب اليسار، ضد تحويل لوبي ساركوزي لاسم حزبه، من "الاتحاد من أجل حركة شعبية" إلى "الجمهوريون"، أسالت مدادا كثيرا، خصوصا مع استماتة معارضي هذه التسمية في اعتبار قيم الجمهورية لا يمكن أن تكون حِكرا على حزب معين، خصوصا إذا كان من اليمين المحافظ، و من الملحوظ أن القضاء ذاهب في اتجاه تزكية هذا التحول في التسمية، رغم مُعارضة الفرنسيين، و للتذكير فإن فكرة التيارات جرى حذفها أيضا في التعديل الجديد للحزب لفشل تدبيرها.

اصطلاح حزب جمهوري لا تتعلق بالضرورة بِخُطاطة أفلاطون في جمهوريته الحالمة حول سلطة حكمة الفلاسفة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية أيضا حزب جمهوري آخر، يُسجل في إرثه الإيجابي نقطة مضيئة بتبنيه تحرير العبيد السود، ذات تاريخ، بقية الحكاية المُظلمة لهذه المؤسسة الفتاكة معروفة مع آل بوش و ما شابههم، في اضطهاد العالم.

كان لليسار المساهمة القيمة في تطوير مفهوم الجمهورية هذا، و تبقى المحطة الأساس، القراءة القيمة لانجلز في " أصل الدولة والعائلة والملكية الخاصة "، استنادا على البحوث الميدانية لمورغان حول مجتمعات الهنود الحُمر، فالدولة في الشكل و المضمون، نتيجة التراكمات الآنية لتطور المجتمع، بكل ما تحمله من صراعات على المستويات الاقتصادية، السياسية و الفكرية، فطبيعة الدولة مفهوم تطور مع بولانتزاس و غرامشي، بإعطاء هذا الأخير أدوارا مهمة للصراع الثقافي و مراجعة دوغمائية الحتمية، لتكتسي بُعدا ماديا في إمكانية التحقق المرحلي. دون الغوص في المقولات اللينينية و البعيدة المدى حول اضمحلال الدولة، لأن الخلاصة الأساسية أن الدولة نتاج تطور المجتمع في مرحلة معينة، فالمجتمع البورجوازي بقيم الجمهورية كان ثورة حقيقية في مرحلته بدَكِّ بُنَى و قيم ديكتاتورية الإقطاع.

لا يمكن الحسم ضرورة أن تبني النظام الجمهوري كخيار، سيكون فعلا ميكانيكيا و سحريا للتعبير عن مطمح تحرير الشعوب و بشكل آلي، خارج دينامية الصراع المُجتمعي، فمضمون السلطة مُحَدِّد و في تمرحُلِه، خضوعا لمعادلة موازين القوى، و قدرة إمالتها لصالح قوى التحرر.

فكم من جمهورية تحت يافطة المُسمى، حملت مضمونا استبداديا لا يقل ضراوة عن أعتى الملكيات، فأساس البناء الإحاطة المتمكنة بمضمون مشروع الحُكم التحرري أولا قبل الخوض في الشكل الذي يمكن أن يأخذ أبعادا انتقالية مرهونة بنُضج الدينامية المجتمعية، و لنا في المزايدات الجوفاء إبان حراك 20 فبراير أكبر مثال على ذلك.

ملحوظة لها علاقة بما سبق : الحزب العمالي في بريطانيا لا علاقة له بفكر الطبقة العاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال